نبهت افتتاحية غارديان -اليوم الأربعاء- إلى حاجة الجنائية الدولية إلى الدعم بعدما انتقدت الولايات المتحدة وآخرون المدعي العام لدى المحكمة لطلبه مذكرات اعتقال لقادة إسرائيليين.
وذكّرت الصحيفة البريطانية بولادة المحكمة قبل أكثر من عقدين من الزمن نتيجة للإبادة الجماعية في رواندا ويوغسلافيا، وصدقت على المعاهدة التأسيسية لها أكثر من 120 دولة، ولكن القوى العظمى في العالم، وغيرها من اللاعبين الرئيسيين بما في ذلك روسيا والصين والهند، رفضت ذلك.
وكانت النتيجة، شبه الحتمية، كما وصفتها الصحيفة، أن أصبح ينظر إلى المحكمة، على حد تعبير أحد المسؤولين أنها “أقيمت من أجل أفريقيا والبلطجية مثل بوتين”.
وسلطت غارديان الضوء على مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس/آذار 2023 بارتكاب جريمة حرب متمثلة في ترحيل مئات الأطفال بشكل غير قانوني من أوكرانيا، وقالت إنه كان ينظر إلى هذه الخطوة باعتبارها تغييرا جذريا للهيئة التي وجهت الاتهامات بأغلبية ساحقة إلى الزعماء والمسؤولين الأفارقة.
ويشار إلى أن الولايات المتحدة ودولا أخرى أشادت بقرار المحكمة ضد بوتين.
ويوم الاثنين جاءت لحظة حرجة أخرى، عندما قال المدعي العام كريم خان إنه يسعى للحصول على مذكرات اعتقال بحق كبار مسؤولي حماس والمسؤولين الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وقعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفي الحرب التي تلت ذلك في غزة. وفي حالة موافقة القضاة عليها ستكون هذه المذكرات هي الأولى التي تصدر ضد قادة دولة حليفة للغرب.
ورغم أن إسرائيل لم تصدق قط على المعاهدة التأسيسية للمحكمة، إلا أن دولة فلسطين المعترف بها في المحكمة الجنائية الدولية وقعت عليها، وتتمتع المحكمة بالولاية القضائية على مواطني الدول الأعضاء والجرائم المرتكبة على أراضيها.
وفي المقابل، لفتت الصحيفة إلى الرد المناسب من جانب فرنسا وأستراليا ودول أخرى أبدت دعمها لاستقلال المحكمة وأكدت أهميتها.
وختمت بأن تناقض الولايات المتحدة التي تهلل لملاحقة بوتين، وتدين ملاحقة حليف لها، لوحظ على نطاق واسع. واعتبرت أن إضعاف هذه المحكمة يشكل تقويضا للمعايير الدولية.