ذكر موقع “نيوز ري” الروسي أن إعلان جماعة أنصار الله (الحوثيون) إطلاق صاروخ فرط صوتي شديد الفتك، طرح عدة تساؤلات حول مصدر الصاروخ، وحول تداعيات هذا المستجد على الوضع الجيو إستراتيجي بالمنطقة.
وقال بافل فوروبيوف وميخائيل روزين في تقريرهما إن الخبير العسكري ورئيس مركز دراسة النزاعات العسكرية والسياسية، أندريه كلينتسفيتش كشف أن مثل هذه الصواريخ تُستخدم في روسيا، كما أنها عُرضت خلال التدريبات والاستعراضات في الصين وكوريا الشمالية.
ويضيف كلينتسفيتش أن الولايات المتحدة تعمل على تطوير مثل هذه الصواريخ، وأيضا إيران عرضت صاروخها الفرط صوتي العام الماضي. وبحسب الخبير الروسي، ففي حال امتلك الحوثيون مثل هذا الصاروخ “فهو بالطبع تكنولوجيا إيرانية إما في نسختها النهائية أو في شكل أولي يُجمع في الموقع”، على حد تعبيره.
تشكيك
وشكك كلينتسفيتش في امتلاك جماعة الحوثي الكفاءات اللازمة في مجال علوم المواد والمعادن الحرارية لإنتاج مثل هذه الصواريخ بشكل مستقل، وأضاف أن “الولايات المتحدة، بمجمّعها الصناعي الدفاعي بأكمله، لا يمكنها إكمال إنشاء أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت ووضعها في الخدمة بهذه السرعة”.
ونقل الكاتبان عن وكالة ريا نوفوستي قولها إن سرعة هذا الصاروخ يمكن أن تصل إلى 10 آلاف كيلومتر في الساعة، وهو يعمل بالوقود الصلب.
وأكدت الصحيفة الروسية أن الحوثيين يعتزمون البدء في إنتاج هذا الصاروخ لاستخدامه أثناء الهجمات التي ينفذونها في البحر الأحمر والمحيط الهندي، وكذلك في الهجمات على مواقع في داخل إسرائيل.
استبعاد
وبحسب التقرير، يستبعد الخبير العسكري الروسي فاسيلي دانديكين أن يكون للدول الرائدة في مجال الصواريخ الفرط صوتية أي علاقة بتسرب هذه التكنولوجيا.
وتابع موضحا “لم تُقدّم موسكو وبكين هذه الأسلحة للحوثيين لأن هذا لا يصبّ في مصلحتهما. فروسيا تنفذ في الوقت الراهن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا. كما أن أي بلد لن يمنح هذه التقنيات لدولة أخرى في الوقت الراهن. والصين لا تقدم هذه التقنية لأي طرف من حيث المبدأ”.
ووفقا لتوقعات كلينتسفيتش، ستظهر الصواريخ الفرط صوتية عاجلا أم آجلا في جميع البلدان، نظرا لأن إنتاج هذه التكنولوجيا غير محظور، غير أنه يتطلب الكثير من المواد والمعرفة.
من كوريا الشمالية أيضا
من جهته، يخشى فاديم كوزيولين، رئيس مركز الدراسات العالمية والعلاقات الدولية، انتشار الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في جميع أنحاء العالم، مرجحا قدرة اليمن على الحصول على صواريخ ليس فقط من إيران، وإنما من كوريا الشمالية أيضا.
وقال “يمتلك كلا البلدين صواريخ فرط صوتية، لكن ينبغي أن نفهم أنه من المستحيل نقل تقنيات الإنتاج هذه كونها معقدة للغاية. لكن يمكن الافتراض أن الحوثيين يمكن أن يتقاسموا هذه الصواريخ مع طرف ما”.
ليس في اليمن
وأضاف تقرير الصحيفة الروسية أن القائد السابق لقوات الصواريخ المضادة للطائرات التابعة لقيادة القوات الخاصة، العقيد الاحتياطي سيرغي خاتيليف، شكك في اختبار الحوثيين لهذا الصاروخ.
وفي رأيه، لا يمكن أن تكون هناك صواريخ فرط صوتية في اليمن، وقال “ليس لدى الحوثيين معاهد بحثية، ولا مواقع اختبار متخصصة، ولا أي كيانات علمية عسكرية من هذا القبيل، لذلك، هناك افتراض واحد وهو قيام طرف ما بتسليم هذه الصواريخ في شكلها النهائي”.
وأوضح خاتيليف أنه لإنشاء صاروخ فرط صوتية، لا يكفي إيصال الصاروخ إلى السرعة المطلوبة، بل لا بد من مراعاة العديد من الجوانب الفنية الأخرى التي لا يستطيع المهندسون الحوثيون القيام بها بمفردهم.
وقال إن الأمر يتعلق بضمان احتواء هذا الصاروخ على رأس حربي عامل، وأنظمة توجيه ومراقبة طيران مناسبة تضبط طيرانه أثناء الاختبار على طول طريق معين باتجاه هدفه.
ومؤخرا أعلن الحوثيون نقل معركتهم البحرية إلى المحيط الهندي لمطاردة السفن الإسرائيلية ومنع مرورها إلى موانئ فلسطين المحتلة في سياق الدعم والمساندة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وفي حديث متلفز، أكد زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي، مساء الخميس، أنهم سيوسعون دائرة استهداف السفن الإسرائيلية إلى المحيط الهندي، وأن عملياتهم العسكرية لن تقتصر على البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب.