ذكر تقرير نشرته صحيفة فزغلياد الروسية أن لمدينة أوديسا الأوكرانية أهمية إستراتيجية كبرى، ليس فقط من حيث نتائج العملية العسكرية الخاصة، وإنما أيضا بالنسبة لمصير أوروبا الشرقية بأكملها.
وتقع أوديسا الأوكرانية على ساحل البحر الأسود، ويتكلم أهلها اللغتين الأوكرانية والروسية.
وذكر كاتب التقرير، يفغيني كروتيكوف، أن الميناء التجاري في أوديسا هو الجزء الأكثر أهمية بالنسبة لمصير أوروبا الشرقية بأكملها.
وتابع بأن الخدمة ما تزال مستمرة في هذا الميناء وفي مرافق الموانئ الصغرى المرتبطة به في المدن الأخرى، مثل ميناء تشيرنومورسك، إذ منذ “اتفاقية الحبوب” تغيّر ممر السفن بحيث تتجه السفن المحملة بالبضائع السائلة إلى نهر الدانوب ثم على طول الساحل الروماني.
اقتصاد وسياسة
وتابع تقرير الصحيفة الروسية أنه “لأسباب إنسانية” لم تستهدف القوات المسلحة الروسية محطات الموانئ الرئيسية، بما في ذلك محطات الحبوب حيث كان من المفترض أن تمر المساعدات الموجهة إلى أفريقيا من هناك.
وأوضح الكاتب أن مقر القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية يقع في أوديسا، ومنذ العهد السوفياتي كانت هذه واحدة من أكثر المناطق المليئة بالأسلحة والمباني والمستودعات العسكرية.
وعليه، لا تزال أوديسا والمناطق المحيطة بها منطقة مهمة بالنسبة للوجود العسكري، كما أنه بالنظر لبنيتها التحتية من الممكن الاعتماد عليها لإدارة تجمع اقتصادي وجغرافي كبير.
وذكر التقرير أن أوديسا تعد أيضا معقلا متنوعا للشتات السياسي والعرقي “مثل الفيالق الجورجية والشيشانية، التي تعد سبب اضطراب العلاقات الأوكرانية الجورجية”.
وزادت بأن أوديسا نمت لتصبح واحدة من نقاط العبور الرئيسية لجميع المساعدات الغربية لأوكرانيا، بما في ذلك الأسلحة منذ عام 2022.
مسار إستراتيجي
وأورد الكاتب أن أوديسا تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للمسار الإستراتيجي في الحرب الدائرة حاليا، حيث يظل احتفاظ كييف بها مؤشرا على قوتها، ومن دونها ستصبح أوكرانيا كيانا حكوميا ميؤوسا منه حتى لو بقيت مسيطرة على المراكز الصناعية الكبرى.
وتفوق أهمية منطقة أوديسا مجرد كونها مدينة تقع على البحر، ذلك أنه من المستحيل الحديث عن تحرير أوديسا دون السيطرة السياسية والمادية على جنوب بودوليا بأكمله.
وأفاد الكاتب بأن جنوب بودوليا موقع إستراتيجي يضمن الوصول إلى ترانسنيستريا ومولدوفا وحدود رومانيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي.
وقد تداولت تقارير غربية خبرا ينذر بهجوم وقائي محتمل من جانب مولدوفا على ترانسنيستريا. والوجود المادي لروسيا على طول ساحل البحر الأسود بأكمله وشمال أومان يقضي على مثل هذه التهديدات، بحسب تقرير فزغلياد.
وقال الكاتب إن التكهنات حول توجيه القوات الروسية ضربة محتملة لأوديسا لم يعد مجرد خيال، باعتبار أن الاختراقات العميقة مع تدمير البنية التحتية العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية قادرة على تغيير تكوين الجبهة بالكامل.