سلطت صحف ومواقع عالمية الضوء على العزلة المتزايدة لإسرائيل بعد قراري محكمة العدل الدولية الخاص بوقف العمليات العسكرية على مدينة رفح (جنوبي قطاع غزة) بشكل كامل وفوري، والمحكمة الجنائية الدولية المتعلق بإصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت.
ورأت صحيفة “فايننشال تايمز” في افتتاحية بعنوان “عزلة متزايدة لإسرائيل نتنياهو” أن إسرائيل تحتاج إلى قيادة مسؤولة ورصينة أكثر من أي وقت مضى، وهو أمر لا يرغب رئيس الوزراء الحالي في توفيره، أو أنه غير قادر على توفيره”.
وجاء في الافتتاحية أن إسرائيل ليست من الدول الموقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية، كما أن محكمة العدل الدولية لا تملك أي وسيلة لتنفيذ أمرها، “لكنّ حقيقة أن إسرائيل وجدت نفسها في هذا الموقف تؤكد إلى أي مدى أصبح نتنياهو عبئا على بلاده”.
ورأت صحيفة “جيروزاليم بوست” في افتتاحيتها أن طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان إصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس نتنياهو وغالانت، “هو وصمة عار على جبين إسرائيل، لن تمحى، بغض النظر عما سيحدث في المستقبل”.
ومن جهته، قال الكاتب جدعون ليفي في صحيفة “هآرتس” “إن الانقياد لأمر محكمة العدل الدولية هو الفرصة الأخيرة لإسرائيل لإنقاذ نفسها من التحول إلى دولة منبوذة”.
وأضاف الكاتب “أن الطريقة الوحيدة لتجنب السقوط في الهاوية هو أن نقول نعم للحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية يوم الجمعة الماضي”.
أما صحيفة “لوموند” الفرنسية فنشرت مقالا بقلم وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، قال فيه “إن مدريد تؤيد حل الدولتين لضمان السلام ووضعِ حد لدوامة العنف المتكررة في الشرق الأوسط، وهو الحل الذي، إن كان لا رجعة فيه، سيجعل السلام لا رجعة فيه بالمنطقة”.
وتابع الوزير الإسباني أن السبيل إلى ذلك هو الاعتراف بفلسطين دولة وعضوا في الأمم المتحدة، قائلا “إن إسبانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية لأن أمن إسرائيل يعتمد عليها”.
وركزت صحيفة “الواشنطن بوست” في مقال على ما قالت إنه انقسام بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو من جهة والرئيس الأميركي جو بايدن والديمقراطيين من جهة أخرى، وأورد المقال أن هذا الانقسام كان يختمر منذ سنوات.
وأوضح المقال “أن إستراتيجية نتنياهو طويلة الأمد المتمثلة في التحالف مع الحزب الجمهوري سببت تحطيم الإجماع الأميركي على دعم إسرائيل”.
وأشار إلى أن الحرب في غزة أدت إلى تسريع هذا الوضع إلى حد كبير، إذ يمثل هذا الانقسام تحولا أساسيا في السياسة الأميركية، بحسب المقال.