الخليل- مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شدد الاحتلال التضييق على الأهالي بالبلدة القديمة بالخليل، جنوبي الضفة الغربية، وفرض حظر تجول كاملا على السكان يقترب من يومه الـ100.
ومنذ انتفاضة الأقصى التي انطلقت سنة 2000، كان الاحتلال الإسرائيلي قد فرض إجراءات تقيد إلى حد كبير حرية السكان الفلسطينيين في المنطقة ذاتها وغيرها.
وخلال عقدين ماضيين اضطرت عائلة المحتسب إلى استخدام نافذة منزلها للدخول والخروج، ووضعت سُلّما لهذا الغرض، نظرا لمنعها من استخدام باب منزلها الذي أغلقه الاحتلال، بإقامة نقطة تفتيش أمامه في الطريق المؤدية إلى المسجد الإبراهيمي.
يقول الشاب ساهر المحتسب، للجزيرة نت إن عائلته تعودت على الباب الجديد ومنه تدخل أغراضها واحتياجاتها، وتستقبل ضيوفها أيضا، ونقل مرضاها.
وضع استثنائي
من جهته يقول عماد حمدان، رئيس لجنة إعمار الخليل، وهي لجنة حكومية، إن الوضع في البلدة القديمة من الخليل “استثنائي بسبب وجود جيب استيطاني في قلب المدينة، وهذا يجعل قلب المدينة يعيش وضعا كارثيا منذ ما قبل حرب غزة، الذي مرّ عليه حوالي 100 يوم”.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن “هناك نحو 750 عائلة تخضع لفرض حظر التجول منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مساحة تقدر بثلاثة أرباع البلدة القديمة من الخليل”.
وتابع “هذا يجعل من هذه المنطقة منطقة أشبه بمنطقة منكوبة، لا يستطيع المواطن فيها أن يقف على شرفة منزله ليطل منها”.
وذكر أن البلدة القديمة محاطة بنحو 18 حاجزا ونقطة عسكرية “في حين أن مجمل العوائق بين نقطة عسكرية ونقطة تفتيش أو مراقبة، يبلغ 101 في منطقة مساحتها كيلومتر مربع واحد”.
وقال إن البلدة القديمة تخضع لـ “عقاب جماعي، وإذا حصل تصعيد في نابلس أو جنين وحتى في غزة، يُفرض حظر التجول على البلدة القديمة، واليوم يتم العدوان على غزة ويُفرض حظر التجول على قلب الخليل”.
وناشد عماد المجتمع الدولي “أن ينظر بعين الإنسانية للبلدة القديمة في الخليل، بعد أن تُوقَف الحرب في غزة”.
وأغلب مباني البلدة القديمة من الطراز القديم وتعود للعهدين المملوكي (1250-1517) والعثماني (1517-1924)، وفي 2017 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) البلدة “منطقة محمية” بصفتها موقعا “يتمتع بقيمة عالمية استثنائية”.
يذكر أن اتفاق الخليل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في 1997 قسّم المدينة إلى قسمين: خ1 ويشكل نحو 80% من المدينة، وألحق بالسلطة الفلسطينية في حينه، وخ2 وبقي تحت السيطرة الإسرائيلية وفيه يقع المسجد الإبراهيمي، وتنتشر البؤر الاستيطانية.