روهينغيون عالقون بالمياه الإندونيسية والشرطة تلاحق شبكة تهريب البشر

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

جاكرتا – ناشدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الحكومة الإندونيسية لإنقاذ من هم على متن قارب خشبي من اللاجئين الروهينغا قبالة سواحل محافظة آتشيه الجنوبية، الذين كان يقدر عددهم ابتداء بـ151 لاجئا، بينهم 92 من النساء والأطفال.

وبحسب مصادر روهينغية وما أكده متحدث باسم الشرطة الإندونيسية في آتشيه، فقد توفي 4 من اللاجئين نتيجة قسوة الرحلة بحرا، في حين تم نقل 8 آخرين إلى مستشفى الحاج يوليدين آواي في بلدية تاباكتوان جنوب شرق إقليم آتشيه لتلقي الرعاية الصحية، كما أكد ذلك مسؤولون في الدائرة الصحية بالمنطقة وصحفيون من آتشيه للجزيرة نت.

وقد دعت مفوضية اللاجئين السلطات ذات العلاقة إلى ضمان سلامة اللاجئين وتوفير الحماية والرعاية لهم، وأضافت عبر مكتبها في جاكرتا أنها مستعدة إلى جانب شركائها للمساعدة في تقديم الرعاية للاجئين العالقين في قاربهم منذ نحو 7 إلى 10 أيام قبالة سواحل آتشيه.

ويعد هذا ثالث قارب لاجئين يتجه نحو السواحل الجنوبية الغربية خلال 15 عاما، وهي أبعد مسافة بالنسبة للمبحرين من خليج البنغال نحو الجنوب، في حين ظلت أغلبية القوارب تتجه نحو السواحل الشمالية والشرقية لآتشيه.

لاجئون نقلوا إلى مستشفى في إقليم آتشيه لتلقي الرعاية الصحية (الجزيرة)

اتجار بالبشر

أوصلت جهات محلية ورئيس الصيادين ومعه صيادون محليون مساعدات غذائية ولوجيستية للاجئين الروهينغا الذين ما زالوا في قاربهم على بعد بضعة أميال بحرية من سواحل لابوهان حاجي، في حين لم تتم الموافقة بعد على أن يرسو القارب، حيث ما زالت الجهات المحلية تنتظر قرارا من سلطات ذات علاقة بالهجرة قبل السماح لهم بالنزول، بينما تتواصل مفوضية اللاجئين مع الحكومة الإندونيسية، بحسب تصريح لمسؤول فيها للصحفيين.

ومن ناحية أخرى، يتحدث مسؤولون إندونيسيون من حين لآخر عن ارتباط ظاهرة وصول اللاجئين الروهينغا إلى آتشيه بشبكات تهريب البشر عبر المحيط الهندي، ويتورط فيها أشخاص من مختلف الدول الآسيوية في المنطقة.

وتتوزع الأدوار بينهم ابتداء من التواصل مع اللاجئين الراغبين في الهروب من المخيمات والاتفاق معهم على الكلفة المالية، وحتى الوصول إلى سواحل ماليزيا أو إندونيسيا، وربما يجري ذلك عبر الانتقال بين قاربين أو 3 في بعض الأحيان، بحسب شهادات لاجئين في السنوات الماضية.

ونقلت صحف محلية في إقليم آتشيه عن المتحدث باسم الشرطة جوكو كريسديانتو أن التحقيقات تجري لملاحقة المتهمين بتهريب البشر، مشيرا إلى أن بدايتها كانت عندما تم العثور على جثة امرأة من اللاجئات قرب مرفأ لابوهان حاجي في 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ثم تبين أن هناك سفينة قريبة من الساحل، وقد توفي 3 من اللاجئين كانوا على متنها، وأشار المتحدث باسم الشرطة إلى أن التحقيقات أظهرت أنهم أبحروا مطلع الشهر الحالي من كوكس بازار جنوب شرقي بنغلاديش، حيث مخيمات اللاجئين الروهينغا.

من جانبه، أشار أدي هارينانتو -المسؤول في البحث الجنائي لشرطة إقليم آتشيه- أن القارب الذي أوصلهم إلى ساحل الإقليم تم شراؤه قبل نحو شهر محليا، وأن الشرطة تحقق في مسار التحويلات المالية، وأن اللاجئين الروهينغا دفعوا مبالغ مقابل وصولهم إلى ماليزيا أو إندونيسيا.

كما أشار إلى أن عددهم في الأساس كان 216 شخصا، لكن يشتبه بتوجه نحو 50 شخصا منهم نحو مدينة بيكان بارو إلى الجنوب من جزيرة سومطرا، وتحديدا في إقليم رياو، وهو ما قد يمهد لهم السفر بعد ذلك إلى ماليزيا.

ولهذا تتعامل الشرطة مع الأمر من ناحية جنائية وتعتبره تهريبا للبشر، وتسعى لمعاقبة المتورطين في شبكة التهريب هذه، حيث تم إلقاء القبض على 3 منهم، وما زالت الملاحقة جارية لـ8 آخرين، حسب المسؤول في البحث الجنائي، في وقت يتم فيه التنسيق مع مفوضية اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة بخصوص مصير اللاجئين الروهينغا.

وعبّر المسؤول الأمني عن أمله بأن لا يتورط الصيادون وغيرهم فيما وصفه بشبكة تهريب البشر التي تتحرك عبر المحيط الهندي، خاصة أن ذلك يعد جناية يعاقب عليها القانون.

نداء استغاثة يتجدد بإنقاذ حياة روهنغيا في المياه الإندونيسية والشرطة تلاحق شبكة تهريب البشر في آتشيه
التحقيقات أظهرت أن قارب اللاجئين أبحر مطلع الشهر الحالي من جنوب شرق بنغلاديش حيث مخيمات اللاجئين الروهينغا (الجزيرة)

حملات موجهة

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي ومنذ أواخر العام الماضي حملات موجهة ضد الروهينغا، أثارت تساؤلات كثيرة حولها بين الناشطين الحقوقيين والإعلاميين، حيث يقولون إنها تسعى لتشويه قصة الروهينغا ومعاناتهم، ويتغاضون في الحديث عن قصتهم التي تمتد لعشرات السنين، وعن سبب تهجيرهم من ولاية أراكان واضطهادهم، كما تشير تقارير قانونية وصحفية وما تؤكده شهادات الناجين منهم.

وينتشر بين الحين والآخر حديث سلبي في حسابات عديدة عبر مواقع التواصل عن الروهينغا، وما يريدونه من الهجرة إلى دول مثل ماليزيا وإندونيسيا، بينما هناك كثير من عامة الناس ليسوا مطلعين على تفاصيل قصتهم، وما الذي يدفع نساء وأطفالا قبل غيرهم من الشباب إلى دفع مبالغ مقابل عبور المحيط الهندي في رحلة خطرة، وهم يدركون أن هناك ممن سبقوهم قد قضوا خلال هذه الرحلة غير الآمنة، وذلك هربا من واقعهم الصعب في المخيمات أو في ميانمار نفسها.

ولهذا تتفاوت مواقف عامة المواطنين في آتشيه -حسبما تنقله وسائل الإعلام وما يتحدث عنه مسؤولون وما تظهره الوقائع الميدانية- بين الترحيب وتقديم العون ومكان للنزوح، أو قبول اللاجئين على مضض مؤقتا، أو حتى الرفض، ولا يمكن تأكيد عدد أو نسبة الرافضين، وكيف تبلور موقفهم بذلك الاتجاه، بحسب ما يقول مواطنون في آتشيه للجزيرة نت.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *