في شقتها الصغيرة في غرب لندن، تسرد روبينا خان جميع القضايا المرفوعة ضد أفراد عائلتها ورفاقهم في موطنها باكستان، وذلك تعليقا على إعلان أخيها رئيس الوزراء الباكستاني السابق المسجون حاليا عمران خان فوزه في الانتخابات الباكستانية، على الرغم من الجهود المزعومة التي بذلها الجيش لإحباط حملته.
هكذا مهدت صحيفة تايمز البريطانية لمقابلة حصرية أجرتها مع روبينا (73 عاما) قالت في بدايتها “أخي في السجن منذ مايو/أيار 2023 كما يتعين على اثنتين من شقيقاتي المثول أمام المحاكم في أماكن مختلفة في جميع أنحاء البلاد بتهم الإرهاب والآن أيضا بتهمة جرائم الإنترنت”.
فالتهمة الموجهة لشقيقتها عليمة خان هي، حسب وثيقة أَطلعت عليها روبينا صحيفة تايمز “نشر مواد الكراهية المناهضة للدولة من خلال وسائل الإعلام الإلكترونية والمطبوعة، والإساءة إلى مؤسسات الدولة المختلفة ودق إسفين بين الجيش الباكستاني والشعب”.
وأوضحت هذه الموظفة الكبيرة السابقة في الأمم المتحدة أن شقيقتها الأخرى تواجه اتهامات بالفساد لشراء قطعة من الأرض البوار مجاورة لمزرعتها بغية غرس بعض أشجار النخيل.
كما تشير إلى أن السلطات الباكستانية اختطفت ابن أختها وزوجته، كما اضطر آخر إلى الفرار بقارب سريع من مدينة جوادر عندما أطلقوا النار عليه، ويقبع سائق أختها في السجن منذ مايو/أيار 2023، كما سجن طباخ قديم للعائلة، رغم كونه على جهاز التنفس الصناعي، حسب قولها.
يشار إلى أن عمران خان، رئيس الوزراء السابق المسجون ونجم الكريكيت، حقق مرشحوه فوزا مذهلا في انتخابات يوم الخميس في أكبر صدمة في تاريخ الانتخابات الباكستانية، وفقا لتايمز، التي قالت إن الجيش الباكستاني فعل كل ما في وسعه لمنعهم من الفوز.
كما أن خان (71 عاما) حكم عليه في الأسبوعين الماضيين بالسجن لمدة 24 عاما دون محاكمة، في سلسلة من التهم “الغريبة”، منها 7 سنوات بتهمة “زواج غير قانوني وغير إسلامي” من زوجته الثالثة، حسب الصحيفة.
ورغم أن بعض مسؤولي حزب خان تخلوا عنه مقابل إطلاق سراحهم من السجون، فإن أولئك الذين ظلوا مخلصين له أُجبروا على خوض الانتخابات كمستقلين، وحرموا من استخدام رمز حزبهم الشعبي، وهو مضرب الكريكيت.
وبدلاً من ذلك خصصت لهم أشياء أقل جاذبية مثل الحذاء أو الحمار، أو الفأرة، ومع حبس العديد من المرشحين أو اختبائهم، وعدم قدرتهم على تنظيم مسيرات، لجؤوا إلى حملات عبر الشبكات الاجتماعية.
وحتى مع هذا التضييق المزعوم، ومع انقطاع خدمات الهاتف المحمول في يوم الانتخابات واختطاف بعض وكلاء الاقتراع عشية التصويت، برز حزب حركة إنصاف الباكستاني على نحو ما باعتباره الكتلة الأكبر، حيث فاز بـ100 مقعد من أصل 255 مقعدا معلنا (من إجمالي 266 مقعدا)، وهو ما قالت تايمز إن البعض أطلق عليه “الثورة الصامتة” ضد عقود من تلاعب الجيش بالسياسة.
وحسب تايمز، فإن هذه النتيجة تسببت في حالة من الذعر في مقر الجيش الباكستاني القريب الذي كان يتوقع أن يصل مرشحهم المفضل، رئيس الوزراء السابق 3 مرات نواز شريف (74 عاما)، إلى السلطة.
وبعد عقود من الحكم المباشر أو غير المباشر، تقول تايمز إن “جنرالات باكستان الأقوياء ربما قد ذهبوا إلى أبعد من المقبول”، وهو ما تعلق عليه روبينا خان بالقول “كل ما فعلوه جعل أخي أكثر شعبية، لقد حاولوا قتله، ثم حبسوه باستخدام هذه القضايا السخيفة، كما حبسوا زملاءه، وحتى امرأة مصابة بالسرطان”، على حد تعبيرها.
ويُحتجز عمران خان في زنزانة صغيرة موبوءة بالحشرات، ويُسمح له بمقابلة 5 أشخاص معا لمدة نصف ساعة كل يوم ثلاثاء، وعادة ما تكون إحدى أخواته وأبناء إخوته وأبناء عمومته، “إنه يقرأ كثيرا، ويمارس الرياضة، ويأكل طعام السجن البسيط”، كما تقول روبينا مضيفة أن أخاها “لديه ذوق بسيط للغاية، كما أنه ليس شكاء”.
وفي نهاية مقابلتها تقول شقيقة خان “حلم نواز شريف هو أن يعود عمران إلى لندن كما فعل هو.. لكن أنا أعرف أخي، نحن نقاتل كثيرا، لكن يمكنني أن أضمن بنسبة 100% أنه لن يرحل، لذلك فهم لا يعرفون ماذا يفعلون”.