غزة- عايشت “أم البراء” و”أم أسعد” وحشود من نازحي شمال قطاع غزة نحو جنوبه، وغالبيتهم من النساء والأطفال، مشاهد مروعة، لجثث وأشلاء منتشرة على جانبي شارع صلاح الدين الرئيس والوحيد الذي حدده جيش الاحتلال مسارا للنازحين، بعدما أغلق شارع الرشيد الساحلي، في سياق عمليته البرية التي بدأها الثلاثاء من الأسبوع الماضي.
وتروي النازحتان للجزيرة نت، وقد بدا عليهما الإرهاق الشديد حيث استقر بهما المقام في أحد مراكز الإيواء بمدينة رفح جنوب القطاع، تفاصيل مؤلمة ومشاهد مروعة يمر بها النازحون خلال “رحلة العذاب” من شمال القطاع إلى جنوبه، وأظهرتا تأثراً كبيراً سيبقى عالقاً في ذاكرتهما، وهن يتحدثن عن جثث تنهشها الكلاب، وأشلاء ممزقة، وحيوانات نافقة ومتعفنة طوال الطريق الممتد من حي الزيتون في جنوب شرقي مدينة غزة وحتى مفترق الشهداء.
ويجبر جيش الاحتلال النازحين على قطع مسافة تناهز 10 كيلومترات، سيرا على الأقدام، لتجاوز “مفترق الشهداء” الذي تتمركز عليه دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية، للوصول إلى ما بعد وادي غزة، في طريقهم إلى مدن ومخيمات جنوب القطاع، التي تكتظ منازلها ومراكز الإيواء فيها بمئات الآلاف من نازحي مدينة غزة وشمال القطاع.