رافضو حرب غزة في إسرائيل يواجهون التخوين والعزلة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

في أحد مقاهي تل أبيب، تناقش صوفيا أور (17 عاما) بصوت خافت مع الناشط من أجل السلام نافيه شبطاي ليفين رفضها الخدمة العسكرية في خضم الحرب المتواصلة منذ أكثر من 100 يوم على قطاع غزة، خشية أن يسمعهما أحد.

يدرك ليفين وصوفيا أنهما ينتميان إلى أقلية في بلد يعاني من صدمة ما بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث كشفت دراسة أجراها معهد “ميدغام” ونُشرت في صحيفة “ماكور ريشون” الإسرائيلية الأسبوعية اليمينية أمس، أن 92% من اليهود الإسرائيليين يؤيدون استمرار الحرب حتى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وبسبب رفضها الخدمة العسكرية، تواجه صوفيا خطر الاعتقال العسكري، في بلد يعتبر فيه التجنيد إلزاميا لغالبية الرجال والنساء ابتداء من سن 18 عاما، مع استثناءات لأسباب دينية أو طبية، لكن ليس لأسباب سياسية.

قرار شجاع

وقال نافيه شبطاي (20 عاما) -الذي سجن 115 يوما العام الماضي قبل اندلاع الحرب لرفضه الخدمة العسكرية- لصوفيا إن “قرار رفضها الخدمة شجاع.. خصوصا في أوقات الحرب”.

وتقول صوفيا “ضميري لا يسمح لي بالالتحاق”، معبرة عن أسفها “لأننا نحارب النار بالنار”.

وتوضح أنها شاركت الإسرائيليين ما وصفته بـ”الغضب” بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وكانت تعرف أحد الأشخاص الذين قتلوا في المهرجان الموسيقي بغلاف غزة، لكنها أضافت أنها شعرت على الفور بالقلق جراء “الفظائع” التي ترافق العمليات العسكرية الانتقامية.

وأصبح تال ميتنيك (18 عاما) في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أول شخص يُعتقل بعد بدء حرب غزة لمدة 30 يوما لرفضه المشاركة فيها، حيث وصفها بـ”الحرب الانتقامية”، بحسب ما نقلت عنه مجموعة “ميسارفوت” -أي “نرفض” باللغة العبرية- المناهضة للحرب.

منذ ذلك الحين لم تتحدث هذه المجموعة، التي تضم أشخاصا رافضين للمشاركة في الحرب، عن حالات اعتقال أخرى، رغم أن العديد من أعضائها أكدوا أنهم سيسيرون على خطى ميتنيك.

وتضم المجموعة بضع عشرات من رافضي الخدمة العسكرية والحرب، إلا أن العدد الدقيق لهؤلاء غير معروف لأن كثيرين منهم لا يعبرون عن رأيهم علنا، كما يرفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذا الأمر أو إعطاء أرقام.

تخوين وتهديد

وشاركت سيندي (65 عاما) أول أمس السبت في مظاهرة صغيرة لمعارضي الحرب في تل أبيب، سرعان ما تفرقت. وقالت “نحن أقلية، هذا صحيح، لكننا موجودون، وعلى العالم أن يعرف ذلك”.

على غرار سيندي، لم يرغب أشخاص آخرون أجرت معهم وكالة الصحافة الفرنسية مقابلات خلال التظاهرة ذكر أسمائهم كاملة.

ومن هؤلاء موران (37 عاما) الذي علق على دراجته لافتة كتب عليها “نعم للسلام.. لا للحرب”، وقال إنه “من الصعب أن تعبر عن رأيك ضد الحرب”.

وفي مواجهة خطاب ينتهجه مسؤولون إسرائيليون من كل الأطياف السياسية يؤكد أن الحرب مستمرة حتى تحقيق أهدافها، يقول معارضو الحرب إنهم يُعتبرون “خونة”، وبعضهم تلقوا تهديدات بالقتل.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *