رئيس المرحلة الانتقالية بتشاد يزور الإمارات حشدا للدعم

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

نجامينا وصل رئيس المرحلة الانتقالية في تشاد الجنرال محمد ديبي إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي في زيارة هي الرابعة له منذ تسلمه زمام الحكم في تشاد بعد مقتل والده إدريس ديبي عام 2021.

ومنذ 27 فبراير/شباط الماضي تعيش تشاد حالة توتر داخلي غير مسبوقة بعد مقتل رئيس الحزب الاشتراكي بلا حدود وبعض أعضاء حزبه ومناصريه في مقر الحزب في حي كليمات بالعاصمة نجامينا.

مقتل السياسي يحيى ديلو دجيرو على يد قوات الأمن التشادية، واعتقال عم الرئيس الانتقالي صالي ديبي إتنو ونقله إلى سجن كوروتورا شمالي البلاد، تسببا في إحداث تصدعات وانقسامات داخل الأسرة الحاكمة والقبيلة بين مؤيد للخطوات التي اتخذتها الحكومة ومعارض لاستخدام القوة المفرطة للجيش التشادي في تعامله مع الأزمة.

وتتهم السلطات ديلو دجيرو وأعضاء حزبه بمهاجمة مقر المخابرات العامة التشادية، وفقما قالت الحكومة في بيانها على لسان متحدثها الرسمي عبد الرحمن غلام الله.

تأتي زيارة محمد ديبي إلى الإمارات بعد تلقيه دعما فرنسيا كبيرا خلال زيارة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى أفريقيا جان ماري بوكيل، وتأكيده على بقاء القوات الفرنسية المتمركزة في تشاد والبالغة حوالي ألف عنصر، كما أعرب بوكيل عن تطلع فرنسا للانتقال المدني عبر الانتخابات الرئاسية القادمة والمقررة في شهر مايو/أيار المقبل.

فرنسا لم تحرك ساكنا بعد مقتل رئيس “الحزب الاشتراكي بلا حدود” على يد قوات الأمن التشادية (موقع الحزب)

صعوبات داخلية

ومنذ تسلم ديبي الابن قيادة الفترة الانتقالية في تشاد، عزز علاقات بلاده مع دولة الإمارات. ففي يونيو/تموز الماضي وقع البلدان اتفاقيات عسكرية وأمنية وفي قطاع الطاقة والتعدين واتفاقية تنموية عبر صندوق أبو ظبي للتنمية.

وأكد محمد شريف جاكو، عضو المكتب السياسي لحركة الوفاق من أجل التغيير المعارضة والتي تسببت في مقتل الرئيس السابق إدريس ديبي، أن هذه الزيارة تأتي بسبب الصعوبات الداخلية التي تواجهها تشاد وتأزم وضع فرنسا في أفريقيا، التي تبدي استعدادها لدعم نظام محمد ديبي مهما فعل، طالما أن قواتها باقية في تشاد.

وأضاف أن فرنسا لم تحرك ساكنا بعد اغتيال زعيم المعارضة، وهذا مؤشر على أن باريس تخلت عن مبادئ الديمقراطية والعدل لضمان بقائها في تشاد.

وأوضح جاكو أن الدول الثلاث المعنية، وهي تشاد وفرنسا والإمارات، لديها مصالح مشتركة تحاول الحفاظ عليها، فنجامينا بحاجة إلى المال لتنظيم الانتخابات في مايو/أيار القادم.

وقد اضطر الجنرال محمد ديبي إلى التوجه إلى أبو ظبي لطلب الدعم المالي بعد فشل رئيس وزرائه في تأمين موارد مالية من الولايات المتحدة والمانحين الدوليين وعاد بخفي حنين من رحلته إلى هناك. وكذلك لم يحصل على أي دعم مالي فرنسي.

حلفاء وقبائل

وحسب المتحدث ذاته، فإن الإمارات لديها مصالح جيوسياسية في المنطقة، وهي تعتمد على تشاد للوقوف مع حلفائها في السودان وليبيا، في حين أن فرنسا مستعدة لتقديم تنازلات للجنرال محمد ديبي حتى لا تخسر آخر معقل لها في دول الساحل، بعد إجلاء قواتها من النيجر ومالي وبوركينا فاسو.

داخليا، ظهرت انشقاقات بعد مقتل زعيم المعارضة، وفي هذا يقول جاكو إن هناك حركة حثيثة لتكوين حركة مسلحة للمعارضة التشادية في شرقي تشاد، قد يقودها الجنرال عثمان ديلو شقيق زعيم المعارضة القتيل.

يذكر أن عثمان ديلو قد صرح العام الماضي بأنه موجود مع قواته في الفاشر للدفاع عن أبناء عمومته من قبائل الزغاوة في شمال دارفور من خطر قوات الدعم السريع التابعة للجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي).

ويعتبر الجنرال عثمان ديلو مقربا من الحركات السودانية المسلحة خاصة حركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وكلا الحركتين تنتمي إلى قبيلة الزغاوة. ودعا الجنرال ديلو بُعد مقتل شقيقه إلى ضرورة توحيد صف المعارضة التشادية من أجل التخلص من نظام محمد إدريس ديبي.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *