يقول رئيس الشاباك السابق عامي أيالون إن إسرائيل لن تتمتع بالأمن إلا بعد أن يكون للفلسطينيين دولتهم الخاصة، ودعا السلطات الإسرائيلية إلى الإفراج عن مروان البرغوثي لتوجيه المفاوضات من أجل إنشاء دولة للفلسطينيين.
وأوضح أيالون، وهو أميرال متقاعد قاد البحرية الإسرائيلية وأصيب في إحدى المعارك -في مقابلة بمنزله مع صحيفة “غارديان” البريطانية- إن تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليس هدفا عسكريا واقعيا، وإن الحرب الحالية في غزة ربما تؤدي إلى ترسيخ الدعم لحماس.
وأضاف أن حماس ليست مجرد مليشيا، بل “أيديولوجيا لها تنظيم، وللتنظيم جناح عسكري. لا يمكنك تدمير الأيديولوجيا باستخدام القوة العسكرية. ففي بعض الأحيان ستساعد في تجذرها بشكل أعمق إذا حاولت، وهذا هو بالضبط ما نراه. اليوم، 75% من الفلسطينيين يؤيدون حماس. قبل الحرب، كان التأييد أقل من 50%”.
ليس لدى الفلسطينيين ما يخسرونه
وأضاف أيالون أنه ليس بالإمكان ردع أي جهة، شخص أو مجموعة، إذا كان يعتقد أن ليس لديه ما يخسره، وأن الفلسطينيين يعتقدون أنه ليس لديهم ما يخسرونه.
وقال إن معظم الإسرائيليين يعتقدون أن جميع الفلسطينيين هم حماس أو مؤيدون لحماس، ولا يقبلون مفهوم الهوية الفلسطينية، ولا يرون الفلسطينيين شعبا، لأنه إذا فعلوا ذلك يسببون مشكلة كبيرة في مفهوم دولة إسرائيل.
وبخصوص إطلاق البرغوثي، الفلسطيني المسجون منذ عام 2002 والذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل بعد قيادته الانتفاضة الثانية، يعتقد أيالون أن ذلك سيكون خطوة حيوية نحو مفاوضات هادفة.
الزعيم الوحيد
وأشار رئيس الشاباك السابق إلى أن استطلاعات الرأي الفلسطينية تظهر أن البرغوثي هو الزعيم الوحيد الذي يمكن أن يقود الفلسطينيين إلى دولة إلى جانب إسرائيل “لأنه يؤمن بمفهوم الدولتين، وثانيا لأنه كسب شرعيته بالجلوس في سجوننا”.
وقال إن دعم البرغوثي يعكس حقيقة أن الدعم الفلسطيني الحالي لحماس ليس سببه أيديولوجية هذه الحركة، بل لأن الفلسطينيين يشعرون بأن حماس هي الفصيل الوحيد الذي يقاتل بفعالية من أجل إقامة دولة فلسطينية.
واعترف بأن المناخ السياسي الحالي في إسرائيل غير مواتٍ للقبول بآرائه حيث لا تحظى آراؤه بشعبية كبيرة، مشيرا إلى أنه كلما قال إن الكراهية ليست خطة وإنها ليست سياسة، يجد استياءً واسعا من الإسرائيليين.
غياب الدولة الفلسطينية
وأوضح أيالون أن الابتعاد عن العنف الذي تبنته (حركة فتح) فقد مصداقيته بسبب الفشل المتكرر للجهود الدبلوماسية لإقامة دولة فلسطينية، وهو أمر خطير على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأشار إلى أن منصبه بالشاباك تطلب أن يلتقي بانتظام الفلسطينيين، بما في ذلك زيارة زعيم منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، وعقد صداقات مع فلسطينيين بينهم رئيس أمن السلطة الفلسطينية جبريل الرجوب وساري نسيبة أستاذ الفلسفة من القدس الذي يمكن أن يتتبع وجود عائلته هناك إلى القرن السابع.
وتساءل أيالون “هل يمكنني أن أقول لساري نسيبة. حسنا، هذه الأرض هي أرضي وأنت مجرد زائر؟ هذا هراء”.
وأكد أن محاولات التطبيع في المنطقة -التي لا يملك فيها الفلسطينيون دولة أو أملا كبيرا في دولة واحدة- كانت أحد العوامل في شن حماس هجومها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ما أراده السنوار
وأوضح أيالون أن ما أراد يحيى السنوار أن يفعله هو أن يخبر الجميع في العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي، وأميركا وأوروبا، بأنهم لن يحققوا أي شيء في الشرق الأوسط، ما لم يضعوا القضية الفلسطينية على الطاولة.
وختم بالقول إن الشيء الوحيد الذي اتفق عليه الجميع تقريبا بالمجتمع الدولي -أعداء إسرائيل وحلفاؤها، من الصين إلى الولايات المتحدة وروسيا إلى القوى الإقليمية- هو الحاجة إلى حل الدولتين، مضيفا أن الخيار الآخر هو الاستمرار بالقتال في وقت أصبحت فيه الحروب أكثر عنفا وأصبح “العدو” أكثر تشددا.