نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا ناشد فيه كاتبه الرئيس الأميركي جو بايدن عدم الترشح لولاية أخرى في الانتخابات المقبلة التي ستُجرى في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
واستهل الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس مقاله بتعداد مآثر بايدن قائلا إن أكثر ما يعجبه فيه أنه تمكن بثبات “غير متوقع” من تمرير بعض أهم التشريعات المحلية في العقود الأخيرة.
وفي السياسة الخارجية، استطاع بايدن تحقيق توازن دقيق يقوم على مساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا دون إقحام أميركا نفسها في غمار الحرب.
وبالمجمل -يقول إغناتيوس- فقد كان بايدن في ولايته الأولى “رئيسا ناجحا وفعالا”.
ومع ذلك، يعتقد الكاتب أن بايدن ونائبته كامالا هاريس لا ينبغي لهما الترشح لإعادة انتخابهما، مضيفا أنهما إذا أقدما على ذلك فإن الرئيس يخاطر بإفساد أعظم إنجازاته، وهو أنه أسقط سلفه دونالد ترامب.
وثمة عائقان كبيران سيحملهما معه بايدن في حملته الانتخابية لعام 2024، أولهما أن عمره سيصل 82 عاما عندما يبدأ ولايته الجديدة، ووفقا لاستطلاع حديث أجرته وكالة أسوشيتد برس والمركز الوطني لأبحاث الرأي بجامعة شيكاغو فإن 77% من الجمهور -بمن في ذلك 69% من الديمقراطيين- يعتقدون أنه أكبر من أن يظل فاعلا لمدة أربع سنوات أخرى.
أما العائق الآخر فيتمثل في هاريس التي يفترض أنها ستترشح لمنصب نائب الرئيس.
وبسبب مخاوفهم من كبر سن بايدن فإن تركيز الناخبين سوف ينصب على نائبته المفترضة التي يصفها إغناتيوس بأنها أقل شعبية من الرئيس، سواء على الصعيد الوطني أو حتى على نطاق حزبها الديمقراطي.
ويمكن لبايدن تبني عملية أكثر انفتاحا لاختيار شخصية أقوى لمنصب نائب الرئيس.
ويرى الكاتب أن هناك العديد من البدائل الجيدة، بدءا من عمدة لوس أنجلوس الحالية كارين باس التي يتمنى أن تكون خيار بايدن الأول أو وزيرة التجارة جينا ريموندو.
ويقول السياسيون الذين يعرفون بايدن جيدا -والحديث لكاتب المقال- إن الرئيس لو اقتنع بأن ترامب قد هُزم حقا لشعر بأنه أنجز مهمته السياسية، لكنه سوف يترشح مرة أخرى إذا كان يثق في حدسه بأن ترامب سيكون مرشح الحزب الجمهوري، وأن لديه أفضل فرصة لهزيمة سلفه السابق “وإنقاذ البلاد من كابوس” رئيس يقوده دافع الانتقام.
ويمضي إغناتيوس إلى التأكيد على أنه لا يوجد بديل واضح لبايدن، معربا عن أمله في أن يدخل الرئيس الحالي في حوار مع نفسه بشأن ما إذا كان عليه أن يترشح أم لا.