- روّجت إسرائيل خلال أشهر الحرب لخطط توسيع وإنشاء مستوطنات في القدس الشرقية من خلال بناء قرابة سبعة آلاف وحدة سكنية، منها 2500 وحدة جديدة في كل من مستوطنة “جفعات شاكيد” و”القناة السفلية” و”كدمات تسيون”. ما هو عدد المستوطنات التي شرعتها بعد 7 أكتوبر وتلك التي وسعتها في الضفة الغربية؟
أولا بالنسبة للقدس البرنامج الإسرائيلي واضح، بأنها غير قابلة للتقسيم شرقها وغربها تحت السيادة الإسرائيلية، وما يجري الآن من عملية دمج بين القدس الشرقية والغربية عن طريق إقامة البنى التحتية والأنفاق والجسور التي تشاهد. وضمن هذه المشاريع (تأتي) إقامة مستوطنات جديدة، أو توسيع مستوطنات قديمة هي ضمن هذا البرنامج.
منطقة رامات راحيل التي تعتبر أول كيبوتس أقيم في القدس عام 1924 واليوم سيقام تحت اسم “القناة السفلية” وهي القناة التي كانت تجلب المياه من منطقة “كويزيبا” بمخيم العروب بطول 70 كيلومترا من الخليل، وتوصل المياه إلى داخل مدينة القدس وسميت بالقناة السفلى لوجود بقايا القناة الرومانية.
هذه الأراضي التي ستقام عليها المستوطنة، هي أراضي الخط الأخضر “مناطق حرام” تم الاستيلاء عليها بعد 1967 تقع جنوب رامات راحيل على أراضي صور باهر. وإقامة هذه البؤرة هي عملية إقامة سد استيطاني (نحو 7000 وحدة سكنية)، يبدأ من الجنوب الشرقي جبل “أبو غنيم”، ثم يمتد للقناة السفلية، ثم تتجه إلى جفعات همتوس المعروفة بخربة طباليا التي تمت المصادقة عليها، ولم تُقَم حتى هذه اللحظة إلا بنيتها التحتية (الشوارع). والسبب في ذلك وجود ضغط ألماني باعتبار أن جزءا من هذه الأراضي يتبع للكنيسة اللوثرية.
وإلى الغرب منها تقع مستوطنة جيلو، وإذا نظرنا إلى هذا الخط الذي ستتم إقامته، فهو خط جنوبي شرقي حتى جنوبي غربي بمعنى إقامة سد استيطاني يفصل التجمعات الفلسطينية الواقعة داخل حدود البلدية، عن المدن الفلسطينية الواقعة خارج حدود البلدية، وهي بيت جالا وبيت لحم وبيت ساحور.
في نفس الوقت إقامة هذه البؤر الاستيطانية “جفعات شاكيد” على أراضي بيت صفافا/شرفات تأتي ضمن المخطط الذي تكلمنا عنه وهو” التطويق والاختراق والتشتيت” فجفعات شاكيد تقع على خط الهدنة، الهدف هو إزالة الخط الأخضر وإنهاء قرار 242 و338 باعتبار أنه تم تعديل الحدود حسب الرؤية الإسرائيلية، ولو افترضنا أن هناك دولة فلسطينية والرجوع إلى خط الهدنة يكون قد انتهى من خلال فرض سياسة الأمر الواقع من خلال هذه المستعمرات وهي من جبل “أبو غنيم” من الجنوب الشرقي حتى جيلو من الجنوب الغربي وطبعا هناك مستعمرة “جفعات يائيل” التي ستقام على أراضي الولجة.
وبالتالي 7000 وحدة داخل القدس هي ضمن برنامج إسرائيلي لبناء 58 ألف وحدة سكنية لحسم الديمغرافيا؛ لأنه في عام 1973 اتخذ قرار في لجنة “أرنون غيغني” التي شكلتها غولدا مائير حينها (بأنه) يجب أن يكون العرب 25% و75% يهود، والدراسات الإسرائيلية تكلمت (عن) أنه في عام 2040 سيكون عدد العرب 55% و45% يهود وبالتالي أقيم الجدار والمستوطنات التي يبلغ عددها داخل حدود بلدية القدس التي تم توسيعها عام 1967، 15 مستوطنة تنتشر من الشمال إلى الجنوب.
الاستيطان في الضفة الغربية هناك توسع رهيب ضمن برنامج بدأ عام 1977 وفي 1979. في حينها تكلم رئيس الوكالة اليهودية آنذاك متتياهو دروبلس تحدث عن مليون مستوطن، وعندما دخلنا عملية السلام عام 1991-1992 كان عدد المستوطنين 110 آلاف، واليوم نتحدث عن 506 آلاف مستوطن داخل الضفة الغربية، إذا أضفنا إليهم 230 ألفا في القدس نصل إلى 800 ألف ونحن قريبون من مليون مستوطن في الضفة والقدس.
الاستيطان في الضفة ليس فقط البناء الاستيطاني، لكن (يتضمن) تنفيذ مشاريع الطرق الالتفافية في حوارة وفي منطقة الخليل، وهذا يندرج ضمن البرنامج الذي وضع عام 1983 (تحت عنوان): الأمر العسكري رقم 50 لإقامة الطرق.
الراعي العبري
الشيء الجديد حاليا هو الاستيلاء على الأرض بمعنى “الاقتلاع والإحلال” و”التحكم والسيطرة” عبر ما يطلق عليه “الراعي العبري” فما يجري في الضفة أن أحد الرعيان اليهود يسيطر على مساحات كبيرة من الأرض بالأغنام والأبقار ويطرد الفلسطينيين ويحل مكانهم الراعي وبالتالي انتشرت البؤر الرعوية في الضفة ضمن برنامج نطلق عليه اسم: أقلية يهودية وأغلبية أراضٍ تحت السيطرة اليهودية.
وهذا يشكل خطرا كبيرا جدا بحيث بدأ الجانب الإسرائيلي بترحيل البدو من مناطق داخل الضفة الغربية سواء في طريق المعرجات بين رام الله وأريحا أو في مناطق شمال الأغوار وجنوب الخليل مثل مسافر يطا، هذا هو الجديد وتم استغلال ظروف حرب غزة بعملية تسليح المستوطنين وبدأت مرحلة أخرى وهي التحكم والسيادة على هذه المناطق.