صور – في غرفة صغيرة داخل مبنى تابع لبلدية صور (جنوب لبنان) يجتمع موظفون بالبلدية ومتطوعون من الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني وبعض الجمعيات الأهلية والكشفية حول أجهزة الحاسوب وشاشات كبيرة تضم بيانات خطة الطوارئ وحركة النزوح في قضاء صور، وشاشة قناة الجزيرة، لمتابعة تنفيذ خطة الطوارئ.
فمع اللحظات الأولى لاندلاع الاشتباكات بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وضع اتحاد بلديات قضاء صور خطة طوارئ لمواجهة تداعيات التصعيد وإدارة عمليات الإسعاف وجهود الإنقاذ ودعم وإغاثة النازحين.
مئات المتطوعين الذين يشكلون جزءا كبيرا من وحدة التصدي للأزمات والكوارث -التي أسسها اتحاد بلديات قضاء صور عام 2010-، يعملون ليلا ونهارا في مقر الاتحاد وفي مراكز الإيواء وفي القرى المختلفة، لمتابعة تنفيذ خطة الطوارئ والاطلاع على أوضاع النازحين عن كثب، والإشراف على تقديم كل ما يحتاجون له من غذاء ودواء.
ويشارك في تنفيذ الخطة الدفاع المدني والإسعاف ومديرية الصحة وجمعيات ناشطة في الإنقاذ ومستشفيات ومراكز صحية، فضلا عن الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وتهدف إلى دعم النازحين اللبنانيين في مراكز الإيواء، والنازحين في شقق ومنازل خاصة، والمجتمع اللبناني المضيف.
وتركز الخطة على سبل توفير واستدامة الوقود والمياه والاتصالات والكهرباء وسلامة الطرق وكيفية ضمان سير عمل وتنقّل فرق الإسعاف والدفاع المدني والإغاثة.
تنسيق مشترك
ويقول حسن حمود نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء صور إن الاتحاد كان أول من أسس لجنة طوارئ وكوارث في لبنان عام 2010، وبعد ذلك قامت الحكومة اللبنانية بوضع خطة طوارئ وطنية شاملة في حالات الكوارث، وتم تفعيل الخطة في جميع أقضية محافظات جنوب لبنان وصيدا والنبطية بإشراف حكومي.
ويضيف للجزيرة نت “من خلال تجربتنا الطويلة والمريرة في التعامل مع العدو الإسرائيلي، فإن اعتداءاته تتصاعد بشكل تدريجي، وهو ما وضعناه في حساباتنا أثناء وضع الخطة التي تقوم على نقل آلاف النازحين إلى مناطق أكثر أمنا، ولكن نتمنى ألا يحدث هذا الأمر وألا تتوسع رقعة الحرب”.
ويؤكد حمود أن الخطة تعمل بشكل مشترك على دعم جهود الإنقاذ والإخلاء والإيواء وإطفاء الحرائق، على أن يتحرك كل فريق وفق مهمته وعمله وخبرته وبالتنسيق بين الأعضاء جميعهم.
ويشير إلى أن اللجنة استقبلت بالفعل أكثر من 10 آلاف نازح في قضاء صور، وقامت بتوزيعهم بين المنازل ومراكز الإيواء، كما تقوم بتوفير الطعام والدواء والاحتياجات الأساسية لهؤلاء النازحين رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ووفقا لحمود يوجد في كل قرية مندوب يسمى بـ”المستجيب الأول” يتولى بالتعاون مع البلديات تسجيل أسماء النازحين الواصلين للبلدة، ويزود غرفة العمليات بهذه البيانات، والتي بدورها تدخل أسماءهم ومعلوماتهم في سجلاتها، لتكون على اطلاع دائم بكل ما يجري معهم داخل مراكز الايواء، أو في البيوت التي تستضيفهم.
مساهمة حزبية
وإلى جانب الجهود الرسمية والأهلية تشارك مجموعة من الأحزاب في خطة الطوارئ وجهود إغاثة النازحين، وعلى رأسها مؤسسة الإمام الصدر الخيرية التابعة لحركة أمل، والتي تقدم 3 وجبات طعام يومية للنازحين في مراكز الإيواء.
ويقول علوان شرف الدين -المسؤول الإعلامي لحركة أمل في إقليم جبل عامر- إن الحركة شكلت خلية أزمة مركزية مع بداية التصعيد بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، وأسهمت بدور كبير في استقبال النازحين من القرى الحدودية في قضاء صور.
ويضيف شرف الدين للجزيرة نت أن مطابخ مؤسسة الإمام الصدر وكشافة الرسالة الإسلامية التابعين للحركة يقومون بخدمة النازحين في المدارس، وتوزيع وجبات الغداء على النازحين المقدمة من الجهات الدولية والمحلية المانحة، كما تقدم الحركة بشكل يومي الأدوية والملابس وألعاب الأطفال للنازحين.
ويشدد على أن جميع فرق الحركة منضوية تحت وحدة التصدي للأزمات والكوارث، ولديها فرق منتشرة في كل مناطق وقرى قضاء صور، وتقوم بوظيفتها المرسومة مسبقا في خطة الطوارئ.