قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة يبدو قادما لا محالة وإن سقوط غزة لو حدث فسيكون بداية تغيير جذري للشرق الأوسط برمته.
وخلال تحليل على الجزيرة، أكد الدويري أن الوضع حاليا لا يزال في مرحلة الاشتباكات التي تدار من خلال غرفة عمليات مشتركة تضم ممثلين عن حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، إضافة إلى حزب الله اللبناني الذي تبنى بعض العمليات الأخيرة ضد إسرائيل.
ورغم أن الأمور لم تصل حتى الآن إلى مرحلة الحرب المفتوحة فإن هذه الاشتباكات تتخذ منحى تصاعديا خلال الساعات الـ36 الماضية، كما يقول الدويري.
ويرى الخبير العسكري أن هذه الاشتباكات المتصاعدة لن تنتقل إلى مرحلة الحرب المفتوحة إلا إذا تطورت الأوضاع على الجبهة الجنوبية، أي بين إسرائيل وحزب الله، وليس فقط بمجرد بدء العملية البرية الإسرائيلية المحتملة في قطاع غزة.
ووفقا للمعطيات العامة، فإن العملية البرية التي تريدها إسرائيل في غزة تبدو قادمة لا محالة في حين يظل الخلاف بشأن مداها ونطاقها فقط، وفقا لرأي المصدر ذاته.
وفي حين ستحدد إسرائيل ساعة انطلاق هذه العملية المحتملة فإن مداها لا يزال رهن التكهنات، لأن الجانب الإسرائيلي يتحدث عن تغيير كامل في المنطقة وليس فقط في غزة، وهو أمر تعلمه حركتا حماس والجهاد الإسلامي، يقينا، كما يقول الدويري.
ومن وجهة نظر الدوري، فإن فصائل المقاومة تعرف أن الحديث عن هزيمة حركة حماس على النحو الذي تريده إسرائيل، يعني أن تضيف الأمة العربية مصطلحا جديدا إلى مصطلحي النكبة (1948) والنكسة (1967)، وبالتالي فإن إسرائيل ستواجه قتالا في كل متر مربع داخل غزة.
وفيما يتعلق بتحذيرات إيران من اتساع رقعة الحرب وحديثها عن عدم تدخلها فيها إلا إذا تم قصفها مباشرة أو تعرضت مصالحها للخطر، يقول الدويري، إن مصطلح المصالح الإيرانية يظل فضفاضا ويمكن لكل طرف تفسيره حسب ما يراه.
وفي ظل ما تريد إسرائيل فعله من عمليتها المحتملة، فإن الخبير العسكري يعتقد أن على حزب الله التدخل فورا وبشكل مباشر في الحرب، لأنه لو لم يفعل فسيقول “أكلت يوم أكل الثور الأبيض”.
وإذا سقطت غزة بيد إسرائيل -يضيف الدويري- فإن خارطة الشرق الأوسط ستتغير بالمطلق، وهو مشروع ليس جديدا ومعروف منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي، ومن ثم فإن مستقبل الشرق الأوسط برمته مرهون على هذه المعركة، وفق قوله.
وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قد أكد يوم الأحد أن إسرائيل ستتحرك في كل مكان بالشرق الأوسط لكي تحقق مصالحها الأمنية، وهو ما علق عليه الدويري بالقول إن “التغيرات الجيوسياسية التي ستترتب على سقوط غزة لا يمكن تصورها”.