خبير روسي لبرافدا: أفريقيا فرصة سانحة لروسيا

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

نشرت صحيفة “برافدا” الروسية حوارًا مع  رئيس البيت الروسي في جمهورية أفريقيا الوسطى ديمتري سيتي، تحدث فيه عن محاولة اغتيال قال إنه تعرض لها من أجهزة مخابرات غربية، وسبب اعتماد الأمن في جمهورية أفريقيا الوسطى على شركة فاغنر العسكرية الخاصة، وما تأمله المستعمرات الفرنسية السابقة في أفريقيا من روسيا.

وتحدث ديمتري في البداية عن سبب وجوده في هذا البلد الأفريقي، قائلا إنه جاء في البداية للعمل مترجما لكنه انضم عام 2018 إلى مجموعة المبادرة لمفاوضات السلام مع قادة الجماعات المسلحة.

وأشار إلى أنه ساعد في تنظيم مفاوضات السلام لا لكونه مترجما بل عضوا فعالا، مشددا على أن حكومة أفريقيا الوسطى لم تكن تسيطر سوى على 10% من مساحة البلاد، لكنها وبمساعدة شركة فاغنر استطاعت أن تقلب الكفة لصالحها.

وعن المساعدات التي قدمتها فاغنر لهذا البلد، قال سيتي إن رئيس أفريقيا الوسطى فوستان آرشانج تواديرا طلب المساعدة من روسيا وسرعان ما بدأت تصل إلى العاصمة بانغي طائرات تحمل جنودًا مدربين بدؤوا على الفور بالمشاركة في الأعمال العدائية لتحقيق الاستقرار في الوضع، لأن العصابات كانت تقترب بالفعل من العاصمة.

وفي غضون بضعة أشهر، استعادت شركة فاغنر العسكرية الخاصة السيطرة على معظم الأراضي، بل أصبح الرئيس تواديرا بمساعدتها يسيطر على 95% من البلاد، ولم يعد خارجا عن سيطرته سوى المناطق النائية للغاية حيث توجد مشاكل كبيرة في مجال الخدمات اللوجستية.

وعن محاولة الاغتيال التي قال إنه تعرض لها قال سيتي إنه بدأ أوّلا يتلقى التهديدات وأفردا من عائلته وطلب منه مغادرة البلاد هو وشركة “فاغنر” وإفساح الروس المجال للفرنسيين لكنه رفض، ونتيجة لذلك، أرسل إليه شخص طردا بريديا في ديسمبر/كانون الأول 2022 انفجر في يده، فأصِيب في صدره وفقد 3 أصابع من يده.

واعتبر سيتي في معرض رده على سؤال عن سبب عدم مغادرته أفريقيا الوسطى أن قيامه بذلك سيكون بمثابة خيانة لبلده، قائلا: “هدفنا هو تعميق الوجود الروسي في أفريقيا. انظري لما يحدث في النيجر وبوركينا فاسو ومالي والغابون، حيث تتساقط كل مناطق النفوذ الفرنسي السابقة مثل قطع الدومينو. وإذا بدأنا بالعودة، فإن كل ما تم إنجازه سوف ينهار بنفس الطريقة”.

وتابع يقول: “هذه هي فرصتنا السانحة، فنحن نبحث الآن عن أصدقاء جدد وشركاء وأسواق جديدة، وأفريقيا هي فرصة لروسيا، ولا يتطلب منا ذلك جهدًا إضافيًّا، فلقد كانت روسيا بالفعل هناك لفترة طويلة، حيث كانت الموارد التي أنفقها الاتحاد السوفييتي هنا أكبر بكثير مما هي عليه الآن.”

وأوضح أن البلدان الأفريقية مختلفة الآن، فهي أكثر تطورًا، ولا تحتاج الكثير من الدعاية، “فهي ببساطة تطلب علاقات متساوية، وروسيا تتمتع بالكفاءات التي تحتاج إليها البلدان الأفريقية، ليس فقط للمجيء والحصول على الموارد، بل لبناء شراكات من أجل التنمية المشتركة للمشاريع”.

وأكد سيتي أن السكان المحليين مهتمون الآن بتعلم اللغة الروسية ولديهم إقبال على المحتوى الثقافي الروسي  كما أن الكثير منهم يذهبون كطلاب إلى روسيا للدراسة، و”هذا يساعد على تعزيز التعاون. ومن الواضح أن الأساس دائمًا هو الأمن، ولكن بعد ذلك كل شيء يقع على الروابط الثقافية والإعلامية”، على حد قوله.

ولفت إلى أن أفريقيا الوسطى مثلت المختبر الروسي الذي جعل، بنجاح تجربته، دولا أفريقية أخرى تتطلع لمزيد من التعاون مع موسكو.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *