خبراء: تحقيق الطوفان كشف تحطيم المقاومة نظرية “الجدار الحديدي” الإسرائيلية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

أجمع خبراء على أن تحقيق “الطوفان” الذي عرض ضمن برنامج “ما خفي أعظم” يمثل وثيقة تاريخية استثنائية، تكشف للمرة الأولى تفاصيل مهمة عن أكبر عملية عسكرية نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، مهند مصطفى، أن عملية طوفان الأقصى نجحت في تحطيم نظرية “الجدار الحديدي” الإسرائيلية، ليس فقط بالمفهوم المادي، وإنما على مستوى الوعي العربي والفلسطيني.

وأضاف أن هذا التحطيم يمثل تهديداً وجودياً لإسرائيل التي بنت وجودها على فكرة القوة التي لا تُقهر.

ومن منظور عسكري، أشار الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، إلى أن العملية تمثل نموذجاً فريداً في التاريخ الحديث للصراعات، حيث نجحت حركة مقاومة محاصرة لمدة 17 عاماً في تحقيق الخداع الإستراتيجي على كافة المستويات السياسية والعسكرية والتكتيكية.

دوافع العملية

وحول دوافع العملية، أشار الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، سعيد زياد، إلى 3 أسباب رئيسية دفعت المقاومة لتنفيذ العملية: انتهاكات المسجد الأقصى المتكررة، وقضية الأسرى، والحصار الخانق على قطاع غزة.

وفيما يتعلق بمشاهد قادة المقاومة في الوثائقي، أشار الدكتور مصطفى إلى أن “ظهور القائد الشهيد يحيى السنوار وهو يتنقل في قطاع غزة مدججاً بالسلاح يناقض الرواية الإسرائيلية التي صورته كشخص مختبئ في الأنفاق ومنفصل عن شعبه”.

ويرى اللواء الدويري أن التحقيق كشف عن دقة استثنائية في التخطيط العسكري، حيث نجحت المقاومة في اختراق الحدود من 60 نقطة، ودفعت بأكثر من 3200 مقاتل، وإطلاق آلاف الصواريخ في توقيت متزامن.

وعلى المستوى الإستراتيجي، أكد زياد أن التحقيق أظهر وضوح الرؤية لدى قيادة المقاومة، مستشهداً بتصريح القائد محمد الضيف بأن الهدف كان “تغيير التاريخ”، في مقابل ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتغيير منطقة الشرق الأوسط.

محور المقاومة

وفيما يتعلق بالتنسيق مع محور المقاومة، أوضح اللواء الدويري أن ما كشفه التحقيق يؤكد أن القرار كان فلسطينياً خالصاً، مع إبلاغ الأطراف الأخرى بوجود عملية كبيرة قادمة دون تحديد موعدها.

وأشار الدكتور مصطفى إلى أن التحقيق قدم رواية مختلفة عن الرواية الإسرائيلية حول استهداف المدنيين، مؤكداً أن التحقيقات الإسرائيلية نفسها كشفت أن جزءاً من الضحايا المدنيين سقطوا نتيجة النيران الإسرائيلية.

ويرى اللواء الدويري أن العملية أدت إلى تحولات إستراتيجية واسعة في المنطقة، من توسع المواجهة إلى الجبهة اللبنانية، إلى التأثير على الأوضاع في سوريا، وصولاً إلى عمليات أنصار الله (الحوثيين) في البحر الأحمر.

وأكد زياد أن التحقيق يمثل أهمية تاريخية خاصة لتضمنه الظهور الأول لقائد كتائب القسام محمد الضيف بالزي العسكري، وكشفه عن جوانب غير معروفة من شخصيته القيادية.

وختم الخبراء بالإجماع على أن الوثائقي يمثل شهادة تاريخية على تحول إستراتيجي في الصراع، وقال زياد إن آثاره ستمتد لسنوات قادمة، سواء على مستوى إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، أو على مستوى تغيير المعادلات الإستراتيجية في المنطقة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *