حذر ناشط إسرائيلي من أن أي غزو بري لقطاع غزه مصيره الفشل، داعيا تل أبيب إلى تغيير نهجها إزاء الفلسطينيين بوضع حد لاحتلال أراضيهم وذلك في إطار حل الدولتين.
وقال بن صهيون ساندرز -الذي يعمل مدير برنامج القدس في منظمة “إكستند” الحقوقية المعنية بربط قيادات جماعات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية بالجالية اليهودية الأميركية- إنه قاتل ضمن صفوف الجيش الإسرائيلي في هجومه البري على قطاع غزة يوليو/تموز 2014.
وأسهب في ذكر تفاصيل عن تلك العملية -في مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية- موضحا كيف كان يعتقد أن الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي لها ما يسوغها من أجل تحقيق الهدف المرجو، وهو “القضاء على الخطر الذي تشكله حركة المقامة الإسلامية (حماس) قضاء مبرما”.
وأوضح أن ذلك ما قالوه لهم (يقصد قادة إسرائيل) حينئذ، واصفا ما قيل لهم بأنه “أكذوبة”، وهي “الكذبة ذاتها التي يرددونها اليوم”، أي “استئصال خطر حماس تماما”.
ومنذ ذلك الحين، حماس تزداد قوة على قوة “رغم كل تضحياتنا، ورغم الموت والدمار الذي لحق بغزة”.
وتابع القول إن عمليات القتل والدمار التي ينفذها الجيش بصورة دورية، هي الثمن الذي ظلت إسرائيل تدفعه “عن رضا” لكي تتفادى الضغوط من أجل القبول بحل الدولتين.
ووفقا لساندرز، فقد آثرت إسرائيل “إدارة” الصراع عبر مزيج من القوة “الباطشة” والحوافز الاقتصادية، عوضا عن حله بإنهاء احتلالها الدائم للأراضي الفلسطينية.
وكشف عن أن عديدا من شركائه في جماعات حقوق الإنسان الفلسطينية -الذين ينظمون احتجاجات خالية من العنف- يستهدفهم الجيش الإسرائيلي أو يتحرش بهم.
وأعرب عن اعتقاده أن هدف هذه السياسات هو تجنب الضغط لإقامة دولة فلسطينية، والمضي في بناء مستوطنات إسرائيلية والتوسع في ضم أراض في الضفة الغربية.
وقال إن كثيرين في اليسار الإسرائيلي ظلوا لسنوات يحذرون من أن البلاد لن تنعم بالسلم والأمن ما لم تتوصل إلى اتفاق سياسي يحقق للفلسطينيين الحرية والاستقلال. وأضاف أنه حتى رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك) السابق عامي أيالون ظل لسنوات يجادل بأن “الإرهاب” الفلسطيني لا تمكن هزيمته إلا “بإشاعة الأمل” لدى الفلسطينيين.
وأقر الناشط الإسرائيلي -في مقاله- بأن الأحداث التي وقعت داخل قطاع غزة طيلة تلك الأسابيع الثلاثة “المصيرية”، أحدثت تحولا في قناعاته من “أرثوذكسي عصري.. ومستوطن بالضفة الغربية” إلى ناشط في حراك يعارض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وزاد بأن كل الخسائر البشرية التي تكبدتها دولته، والمعاناة التي سببتها للفلسطينيين في غزة لم تحقق شيئا، “منذ أن رفض قادتنا العمل على استحداث واقع سياسي لا يكون العنف فيه أمرا حتميا”.
وقال إنه تعلم من القتال في غزة أنه ما لم تُغيِّر الحكومة الإسرائيلية نهجها القائم على القضاء على أي أمل للفلسطينيين، إلى الالتزام بمنح الفلسطينيين الاستقلال، فإن الحرب الدائرة الآن لن تسفر عن مقتل عدد لا يمكن التكهن به من الإسرائيليين والفلسطينيين فحسب، بل لن تضع نهاية حاسمة “للإرهاب”، مشددا على أن مآل أي غزو بري الفشل.