لندن- وجّه زعيم حزب العمال البريطاني السابق جيرمي كوربن انتقادات لاذعة إلى السياسيين البريطانيين، وقال إنهم يعطون ضوءا أخضر لإسرائيل لـ”إبادة” قطاع غزة، وأكد أنه على ساسة بلاده أن يكونوا متسقين مع مبدأ حق الجميع في الحياة.
وظهر كوربن على منصة المسيرات التي شهدتها العاصمة البريطانية لندن، ليعلن رفضه قتل المدنيين، مطالبا بإنهاء الحرب والحصار عن قطاع غزة.
وشدد كوربن -في حديثه مع الجزيرة نت- على الحاجة لأصوات تؤيد وقف التصعيد وتدعو للسلام “لكن بدلا من ذلك يعطي قادتنا السياسيون الضوء الأخضر لإبادة القطاع”.
انتقادات لاذعة
وأضاف الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني أن “الهجمات التي تم شنها على المدنيين في إسرائيل مؤسفة تماما، لكن هذا لا يبرر القتل العشوائي للفلسطينيين الذين يدفعون الثمن”.
وانتقد كوربن سياسيي بلاده “لأنه يصعب عليهم الاتساق مع مبدأ تساوي الجميع في حق الحياة بغض النظر عن جنسياتهم أو أصولهم”.
ووجّه انتقادات لاذعة إلى وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان التي لوحت أكثر من مرة بجعل حمل العلم الفلسطيني مخالفا للقانون في حال تم تقدير أن حمله يعتبر استفزازا أو يضر بالأمن العام.
واعتبر كوربن أن وزيرة الداخلية قلصت بالفعل الحقوق الديمقراطية للمواطنين في بريطانيا عبر قانون النظام العام الذي يمنح الشرطة سلطة غير مسبوقة لقمع الاحتجاجات السلمية، مؤكدا أن ما يحدث من تهديد للمتظاهرين السلميين “امتداد مروع آخر لهذا الهجوم المناهض للديمقراطية”.
خلط متعمد
وعن المسيرات التي تخرج في العاصمة لندن بمشاركة مئات الآلاف من الأشخاص، أكد كوربن “أن من يخرج يعبر عن تضامنه مع فلسطين ولا يعبر عن دعمه لحماس”.
وقال إن هذا الخلط المتعمد هو حالة مثيرة للاشمئزاز وللسخرية في آن واحد لنزع الشرعية عن الدعم للشعب الفلسطيني، ومحاولة للتشويه المتعمد لمطلب أساسي للغاية وهو وقف قتل الأبرياء.
وعبر كوربن عن إحباطه من فشل مجلس الأمن في تبني قرار يدعو إلى وقف الأعمال العدائية من أجل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” ضده وامتناع المملكة المتحدة عن التصويت.
ووصف ما حدث بأنه فشل ذريع ولا يُغتفر للقيادة السياسية في القيام بواجبها الأساسي المتمثل في حماية الإنسان.
نظام فصل عنصري
وحمّل كوربن المجتمع الدولي مسؤولية عدم وقف التصعيد “لأن الوضع كارثي”، وأكد أن الأولوية يجب أن تكون لوقف إطلاق نار فوري وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في القطاع وإنهاء الحصار المفروض على غزة.
ودعا كوربن الجميع إلى التحلي بالشجاعة من أجل “الاعتراف بأن الاحتلال الدائم للشعب الفلسطيني هو الجذور الكامنة وراء دورة العنف المأساوية هذه”.
وقال “إضافة إلى حصار غزة هناك أكثر من 140 مستوطنة رسمية في الضفة الغربية، وهذا واقع وصفته منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش والأمم المتحدة بأنه يشكل نظام فصل عنصري”.
واعتبر كوربن أن الطريق الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم “هو إنهاء الاحتلال، وإلى أن يتم تحقيق ذلك سنواصل الحداد على الخسارة المأساوية في الأرواح من الإسرائيليين والفلسطينيين”.
واستنكر الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني شح المساعدات التي دخلت حتى الآن إلى قطاع غزة، مؤكدا أن حجم شاحنات الأغذية التي تصل إلى الحي الذي يسكنه “أكبر بكثير من الشاحنات التي وصلت إلى القطاع خلال الفترة الماضية”.