قال جنرال إسرائيلي سابق إن الحرب التي تدور رحاها في قطاع غزة فقدت بوصلتها وتبدو وكأنها لا أهداف لها، مشددا على ضرورة أن تتخذ القيادة قرارا بشأنها.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن اللواء الاحتياطي ومدير إدارة العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي، إسرائيل زيف قوله لإذاعة “إف إم 103” إن ما أقدمت عليه القوات الإسرائيلية في مستشفى الشفاء في غزة من أفعال “تعني أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تزال -من الناحية العملية- تسيطر على المنطقة، وأن هذا هو الوضع هناك، مثلما هو الحال، ربما، في مستشفيات أخرى”.
وزعم أن الجيش الإسرائيلي ألحق بالفعل أضرارا بقدرات حماس العسكرية، لكنه استدرك قائلا إن الحركة لديها الآلاف من المقاتلين حتى الآن، وإن السيطرة المدنية على الأراضي تبقى في أيدي الحركة التي لا تزال “حية ونشطة”.
الانسحاب من غزة
وردا على سؤال المحطة الإذاعية حول ما إذا كان من الصواب سحب معظم القوات الإسرائيلية من غزة، أجاب زيف متسائلا “ما الذي يفترض أن يفعله الجيش في ظل عدم وجود أي سياسة؟”، مضيفا أن أكثر من 5 أشهر مرت على هذه الحرب دون أي هدف سياسي يمكن توقعه.
وتابع “هب أننا بقينا هناك حتى الآن، فماذا بعد ذلك؟ وحتى لو بقينا وأعلنا أننا محتلون، فسوف نصبح الحكومة الجديدة في غزة؛ وعلى إسرائيل، من ثم، تأسيس أنظمة مدنية وشرطية وأمنية والقيام بأعباء مختلف الخدمات”.
ووصف عجز القيادة عن اتخاذ القرارات بأنه أخطر ما يواجه إسرائيل، وليس فقط مواجهة “حماس”. وتعليقا على قرار كندا وقف شحنات الأسلحة إلى بلاده، قال إن “إسرائيل تعيش في خضم أزمة دولية بالغة الخطورة”.
وأضاف أنه لا يتذكر أزمة بهذا القدر من قبل، وعزا ذلك إلى الافتقار ليس فقط إلى المناصرة، بل بسبب غرق إسرائيل في أزمة عميقة نتيجة لعدم وجود سياسات.
وضع خطير
وأردف زيف قائلا “كل شيء يدل على أن الحكومة لا تتخذ قرارات تتعلق بالسياسات، وليس نحن وحدنا من لا يعرف ما هو القرار الأفضل، بل العالم أيضا”.
وأوضح أن إسرائيل بدون دعم من حلفائها لن تكون قادرة على الاستمرار وهزيمة حزب الله في الشمال، مؤكدا أن إسرائيل نفسها ستتضرر عسكريا.
وأعرب عن اعتقاده بأنها في وضع خطير للغاية، لافتا إلى أن استمرار هذه الوضعية ينم عن انعدام روح المسؤولية الوطنية من وجهة نظر أمنية وبشكل عام.
وأضاف “إذا لم نحل المشكلة في الجنوب (غزة)، فلن يكون من الممكن حل الوضع في الشمال ولا حتى سياسيا، ولن تمارس الولايات المتحدة ضغوطا في هذا الاتجاه، فأميركا لا تعمل لحساب إسرائيل، لكنها تعاملت معها حتى الآن، إلا أنها لا توافق على سياسة إسرائيل”، يشرح الجنرال الإسرائيلي.
وفي معرض إجابته عن سؤال بشأن ما إذا كانت إسرائيل تنوي إقناع أميركا بضرورة القيام بعمل في رفح، قال “لا، نحن أنفسنا غير مقتنعين”.