جلسة بمنتدى الدوحة.. مصير نظام الأسد في يد روسيا وإيران وتركيا

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

الدوحة- أكد مشاركون في منتدى الدوحة أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد مرهون باتفاق 3 دول هي تركيا وروسيا وإيران لتأثيرها المباشر والكبير على كافة الأطراف المتناحرة داخل سوريا.

وخلال جلسة بمنتدي الدوحة تحت عنوان “15 عاما من الأزمة في سوريا”، ناقش المجتمعون التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا والسقوط الكبير للقوات الحكومية أمام هجمات المعارضة في محاور القتال المختلفة داخل البلاد، مشددين على أن سقوط مدينة حمص يمكن أن يعجّل برحيل النظام الحاكم في البلاد.

وخلال مداخلته في الجلسة، أكد مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر، أن مصير بشار الأسد أصبح مرتبطا باتفاق 3 دول وهي تركيا وروسيا وإيران، موضحا أنه إن تخلت هذه الدول عنه فإن سقوطه لا يعدو كونه مسألة وقت.

ليستر: مصير الأسد مرتبط بسقوط مدينة حمص (الجزيرة)

سقوط حمص

وأضاف ليستر، في تصريح للجزيرة نت، أن هناك العديد من الأمور الأخرى التي تحدد مصير الرئيس السوري وأهمها سقوط مدينة حمص التي تعد موقعا إستراتيجيا في البلاد وذلك بعد سقوط كل من حلب وحماه في أيدي قوات المعارضة المسلحة.

وأضاف أن التصريحات الواردة من كل من إيران وروسيا توحي أنهم يعلمون جيدا أن الأسد في طريقه للسقوط وأعتقد أنهم يركزون كل مواردهم حاليا في شكل دبلوماسي فقط ويحاولون التوصل إلى صفقة تلبي الحد الأدنى من مصالحهم على الأقل في سوريا، حيث بات واضحا أن الديناميكيات العسكرية على الأرض تسير حاليا في اتجاه واحد فقط.

وأوضح أن حلفاء الأسد يبدو أنهم يتقبلون الأمر الواقع ويبدو أن الوقت قد فات لتغيير هذا الواقع، موضحا في الوقت نفسه أن مسألة نهاية الأسد مرهونة بسقوط مدينة حمص في أيدي قوات المعارضة، وهو ما يدركه حلفاء الرئيس السوري بالفعل، فإذا سقطت حمص، فإن الأمر قد انتهى، وبعدها سيكون الأمر مجرد وقت.

وشدد على أن المعركة الجارية في حمص حاليا دموية للغاية وربما تكون هذه هي المحطة الأخيرة، مؤكدا أن حمص تعد العمود الفقري الغربي الأكثر اكتظاظًا بالسكان في سوريا، وفي حال تم الاستيلاء عليها سيتم عزل دمشق عن الساحل، وهي الجبهة الأمامية الأخيرة أمام نظام الرئيس الأسد.

5- الجلسة ركزت على قراءة للأحداث الحالية واستشراف المستقبل للشعب السوري( الجزيرة)
جانب من المشاركين في الجلسة (الجزيرة)

التغيرات على الأرض

وحول الاجتماع الثلاثي في الدوحة بين وزراء خارجية كل من روسيا وإيران وتركيا بشأن الأزمة في سوريا، استبعد تشارلز التوصل إلى الكثير من التوافق، مشيرا إلى أن كلا من إيران وروسيا تقبلان التغيرات الكبيرة في ميزان القوى على الأرض “ولا يسعنا إلا أن نأمل أن يسيروا في هذا الاتجاه”.

وأوضح أن هجوم المعارضة مؤخرا كان مفاجئا للجميع ولكن من الواضح أيضا أنه كان أمرا مخططا من قبل، فيما لم يتوقعه أحد على الإطلاق كما لم يتوقع أحد أيضا الانهيار السريع للآلة العسكرية للجيش السوري.

2- سوسن أبو زين : الهجوم الأخير من قبل المعارضة السورية المسلحة يشير بدون شك إلى فشل استخباراتي روسي إيراني سوري ( الجزيرة)
سوسن أبو زين: الهجوم الأخير يشير إلى فشل استخباراتي روسي إيراني سوري (الجزيرة)

فشل استخباراتي

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لمبادرة “مدنية”، السورية سوسن أبو زين، إن الهجوم الأخير من قبل المعارضة السورية المسلحة يشير بدون شك إلى فشل استخباراتي روسي إيراني سوري حيث لم يتوقع أحد هذا الهجوم الكبير، الذي يعد مثالا واضحا على مدى هشاشة الوضع في سوريا، كما يؤكد فشل سياسة الاحتواء التي اتبعها الجميع في السنوات القليلة الماضية من خلال البدء في تطبيع العلاقات مع نظام الأسد.

وأشارت إلى أنها تشعر بالتفاؤل بمستقبل سوريا وأنه آن الأوان للتغيير والتخلص من الظلم وتحرير البلاد بعد مرور 15 عاما من الحرب والأزمة الإنسانية الكبيرة بالبلاد، فقد كان الجميع ينتظر ويتطلع لهذا التغيير الذي ينبغي العمل والتكاتف بشأنه لكي يكون تغييرا يلبي تطلعات الجميع.

واستدركت بالقول إن “هناك بالفعل مخاوف من المرحلة القادمة بشأن عدم الوضوح حول من سيقود المرحلة المقبلة والتغيرات الديمغرافية التي قد تشهدها البلاد فضلا عن الانتهاكات التي قد تحدث وحالة من الفوضى وعدم اليقين التي قد تعم البلاد، ولكن على الأقل ما هو أساسي للغاية هو أنه سيكون نهاية حكم الأسد”.

3- ماري فوريستير: الهجمات الأخيرة توضح مدى هشاشة الجيش السوري ( الجزيرة)
ماري فوريستير: الهجمات الأخيرة توضح مدى هشاشة الجيش السوري (الجزيرة)

هشاشة الجيش

وقالت ماري فوريستير مستشارة مختصة بالشأن السوري بالمعهد الأوروبي للسلام، “إن الأمر اللافت للنظر خلال الهجمات الأخيرة هو أنها توضح مدى هشاشة الجيش السوري، وقد حاول النظام خلال العام الماضي إجراء بعض الإصلاحات وإضفاء الطابع المهني عليه ولكن الهجوم الأخير يوضح أنه كان فاشلا وكان من المفاجئ جدًا أن نرى هذه الانسحابات وفرار بعض الجنود من القتال أمام جماعات المعارضة المسلحة”.

وتابعت: إن الأزمة الإنسانية في البلاد بلغت مراحل مأساوية متجسدة في آلاف الضحايا القتلى والسجناء والفارين من جحيم الحروب والذين بلغوا ملايين المشردين خارج مناطق معيشتهم مما يتطلب ضرورة البدء في عملية دبلوماسية بأسرع وقت ممكن لإنهاء هذه المعاناة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *