نشرت صحيفة “تلغراف” البريطانية تقريرا يقول إن هناك من يخططون داخل الحزب الديمقراطي الأميركي لاستبدال مرشحه للرئاسة في الانتخابات المقبلة نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ويحدد 3 سيناريوهات لذلك.
وأوضح التقرير، الذي كتبه تيم ستانلي وروزينا صبور، بكثير من التفاصيل الأسباب التي تجعل الديمقراطيين يحاولون استبدال الرئيس جو بايدن، ومنها “بالطبع” ضعف قدرته العقلية على الاستمرار في الحكم، والتي ظهرت في عديد من خطاباته العامة وزلات لسانه التي كثرت لدرجة أدت بالبعض إلى الاشتباه في إصابته بـ”الخرف”، وكذلك قدراته الجسدية، إذ سقط عدة مرات.
وقال التقرير إن عديدا من الديمقراطيين يشعرون بالغضب من أن مؤسسة حزبهم، تفتقر إلى الشجاعة اللازمة لاستبدال بايدن عندما يكون ذلك ممكنا، وأثقلت كاهلهم بالمرشح الرئاسي الوحيد الذي لا يستطيع الفوز، لأنه واهن للغاية لدرجة أنه يجعل المجنون -الرئيس السابق دونالد ترامب– الذي يواجه 91 تهمة جنائية يبدو وكأنه محترف كفء.
بايدن لا يمكن إصلاحه
وأشار الكاتبان إلى أن الإجماع في واشنطن هو أن بايدن لا يمكن إصلاحه، وذكرا أنه العام الماضي أظهرت مجموعة من استطلاعات الرأي أن ترامب يزحف إلى الصدارة على المستوى الوطني، ويتقدم بشكل ملحوظ في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا.
وأضاف الكاتبان أن مسألة عمر الرئيس، التي كان الديمقراطيون يرفضونها في السابق، أصبحت الآن غير قابلة للتجاهل.
ونقل الكاتبان عن دينيس لينوكس، مستشار الحزب الجمهوري والمدير التنفيذي للحزب الجمهوري في جزر فيرجن، قوله إنه لا يشك في أن القوى الموجودة داخل الحزب الديمقراطي وما تسمى بالدولة العميقة في واشنطن تبذل كل ما في وسعها لإخراج بايدن من السباق قبل فوات الأوان، لأن الديمقراطيين يعرفون أنه هو القيادي الديمقراطي الوحيد الذي يمكن أن يخسر أمام دونالد ترامب.
السيناريو الأول
وأفاد الكاتبان بأن السيناريو الأول لإبعاد بايدن عن المنافسة الرئاسية هو دخول شخص ما إلى الانتخابات التمهيدية لتحدي بايدن. وقد جرب اثنان من المرشحين هذا بالفعل، وحصلا على نسب ضئيلة؛ إذ فاز بايدن بولاية كارولينا الجنوبية هذا الأسبوع بنسبة تقارب 100% من الأصوات.
وأضاف الكاتبان أن المواعيد النهائية لتقديم طلبات الترشح انقضت لنحو 80% من بقية الجولات الانتخابية، لذلك من المستحيل فعليا أن يدخل اسم أكبر في المنافسة في هذه المرحلة وأن يفوز بعدد أكبر من المندوبين من الرئيس الذي يتوجه إلى شيكاغو أغسطس/آب المقبل باعتباره المرشح الأوفر حظا والذي لا يمكن إيقافه.
السيناريو الثاني
والسيناريو الثاني هو أن يحاول الحزب عزل بايدن قسرا. ولا يمكن القيام بذلك، من الناحية النظرية، إلا إذا كان المرشح عاجزا.
وقال الكاتبان إن اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي هرمية ومنضبطة ومليئة بمؤيدي بايدن. ولا توجد آلية للتحرك ضد الرئيس إذا كان لا يريد الرحيل، مما يعني أن الخطوة العملية الوحيدة ستؤدي إلى السيناريو الثالث.
السيناريو الثالث
والسيناريو الثالث هو أن يتم إقناع بايدن بمنح الحرية لمندوبيه في المؤتمر، مما يسمح لهم باختيار أي مرشح يريدونه.
وذكر الكاتبان أن هذا ما يتوقعه الجمهوريون، إذ يرى الخبير الإستراتيجي في الحزب الجمهوري لينوكس أنه من المعقول تماما أن يظهر شخص ليس اسمه جو بايدن كمرشح للحزب الديمقراطي، سواء كان ذلك جي بي بريتزكر، حاكم ولاية إلينوي، وهو ملياردير ويمكنه تمويل حملة انتخابية ذاتيا بين عشية وضحاها، أو غافين نيوسوم، حاكم كاليفورنيا، أو ويس مور، حاكم ولاية ماريلاند، الذي يعتقد كثيرون أنه أوباما القادم.
كما يمكن كذلك للديمقراطيين تجربة شخصية “أكثر اعتدالا” مثل جوش شابيرو، حاكم ولاية بنسلفانيا.
وقال الكاتبان إن السيناريو الثالث يحيي ذكريات المؤتمر الديمقراطي لعام 1968، عندما انقسم الحزب بسبب حرب فيتنام، أو العملية الفوضوية سيئة السمعة عام 1972؛ حين تقدم للترشيح عدد كبير من الديمقراطيين لدرجة أن التصويت تضمن تصويتا لصالح الرئيس الصيني آنذاك ماو تسي تونغ.
ميشيل وهاريس
وأشار الكاتبان إلى تردد أخبار عن احتمال ترشح ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إلا أن كارل روف، المستشار الشهير الذي قدم جورج دبليو بوش للترشيح، وصف هذه النظرية بأنها “جنون محض”، مشيرا إلى كراهية ميشيل الواضحة للسياسة في مذكراتها، “فلم تكن تريد أن يترشح زوجها لمجلس شيوخ الولاية. ولم تكن تريده أن يترشح للرئاسة. إنها ليست حيوانا سياسيا”.
وأفاد الكاتبان بأن الشخص الأفضل ليحل محل بايدن من الناحية الفنية هي نائبته كامالا هاريس، لأن هذا هو دورها الدستوري في حالة الطوارئ. ومع ذلك، قالا من غير المرجح أن يكون أداؤها أفضل من أداء رئيسها، إذ يقال إن أي قيادي ديمقراطي يمكن أن يكون أداؤه أفضل ضد ترامب من بايدن، باستثناء كامالا.