تعرّف على أصحاب النفوذ الطاغي في عام الانتخابات الأميركية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

واشنطن- لا يختلف معلقون سياسيون على أكثر الشخصيات الفاعلة والمؤثرة في الحياة السياسية بالحزبين الديمقراطي والجمهوري بالولايات المتحدة، وأن الرئيس جو بايدن وسابقه دونالد ترامب، هما أقوى الشخصيات وأكثرهم تأثيرا في الوقت الراهن كل داخل حزبه.

إلا أن آراء المعلقين تختلف بشأن هوية الشخصيات الفاعلة والمؤثرة، سواء بصورة علنية أو متوارية، على حملتي بايدن وترامب وعلى مسار الحزبين وصولا للانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وفي حديث للجزيرة نت، قال الكاتب والمحلل السياسي والعضو بالحزب الجمهوري بيتر روف، إن “أي قائمة يجب أن تشمل ترامب وبايدن لأنه، وبغض النظر عن المفاجآت، سيكون أحدهما الرئيس في 20 يناير/كانون الثاني 2025، وحاليا لدى كليهما من القوة ما يكفي لدفع الآخرين للإنصات إليهما والتصرف بناء على ما يقولانه”.

ترامب هو مرشح الحزب الجمهوري الأوفر حظا لمنافسة الرئيس الحالي جو بايدن (الفرنسية)

نفوذ وتأثير

يتميز النظام السياسي الأميركي بمعايير مختلفة عن بقية النظم السياسية حول العالم من حيث انفتاحه بصورة غير طبيعية أمام عوامل تأثير مختلفة.

ويتنوع المؤثرون من حيث حجم النفوذ الذي ينبع من عدة عوامل منها:

  • الإرث السياسي، خاصة ذلك المرتبط بالمسؤولين السابقين أو بالانتماء لواحدة من العائلات السياسية الضخمة كعائلتي جون كينيدي أو جورج بوش الأب.
  • حجم الشعبية والانتشار، ويُعد عنصرا مهما حال تمتع الشخص المؤثر به، وسمح التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي بسهولة تقدير مثل هذه القوة.
  • المال، ويتم تقدير ذلك بصافي حجم الثروة التي يمتلكها الشخص، أو حجم تبرعاته لهذا الحزب أو ذاك، إلى جانب معيار القدرة على جمع المال والتبرعات من المانحين لصالح المرشحين.
  • المهام الوظيفية والتنظيمية، حيث تسمح -في حالات عدة- بمنح صاحبها أو صاحبتها الكثير من النفوذ على مسار ومصير وأجندة وتفضيلات الحزب، ويظهر هذا بوضوح في حالتي اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري ونظيرتها الديمقراطية.

ومن بين الجمهوريين المؤثرين:

  • رونا ماكدانيال:

رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري (RNC)، وتم انتخابها بالإجماع رسميا في 19 يناير/كانون الثاني 2017، ثم أعيد انتخابها رئيسة للجنة بالإجماع في كل من عامي 2019 و2021، وحظيت بدعم كامل من دونالد ترامب الذي تتماهى بصورة كاملة مع مواقفه وأجندته السياسية.

دور مركزي

وتقوم ماكدانيال، من خلال دورها المركزي بالحزب، بإدارة كل ما يتعلق بالانتخابات التمهيدية على المستوى الرئاسي وانتخابات الكونغرس وحكام الولايات. ومؤخرا صرحت بأنها لن تسعى لولاية خامسة كرئيسة للجنة الوطنية للحزب الجمهوري.

وبعد انتهاء انتخابات ولاية نيوهامبشير بفوز ترامب، حثّت ماكدانيال المرشحة الجمهورية نيكي هيلي على إنهاء حملتها الرئاسية، وترك الساحة لترامب والاصطفاف خلفه كمرشح لكل الجمهوريين.

ارتبط رجل الأعمال والملياردير كوخ، الذي جاء من عائلة صناعية كبيرة معروفة بدعمها المالي الواسع للحزب والمرشحين الجمهوريين، بدعم أجندة محافظة جمهورية تقليدية.

تم تصنيفه في المرتبة الـ22 كأغنى رجل في العالم على مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات العام الماضي، بثروة صافية تقدر بـ60 مليار دولار، ويقدم تشارلز كوخ ملايين الدولارات سنويا للعديد من مراكز البحث المحافظة، ويموّل الحملات الانتخابية لعشرات المرشحين الجمهوريين. واعتُبر، مع أخيه ديفيد (توفي قبل عامين)، من أكبر المانحين الماليين للجمهوريين خلال السنوات الأخيرة.

  • تاكر كارلسون وشون هانيني:

مذيعان جمعتهما شبكة “فوكس” الإخبارية لسنوات في ساعات ذروة المشاهدة المسائية قبل أن تقيل الشبكة كارلسون العام الماضي لينتقل لمنصة “إكس” حيث يتابعه فيها أكثر من 11 مليون شخص.

ويتمتع المذيعان، الأكثر مشاهدة في كل الشاشات الأميركية، بمكانة مهمة بين التيارات المحافظة واليمينية، وتجمعها علاقة قوية بدونالد ترامب ويؤيدان أفكاره المثيرة للجدل، مثل “حظر دخول مواطني دول مسلمة”.

White House ceremony to unveil portraits of former U.S. President Barack Obama and former first lady Michelle Obama, in Washington
الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل من أبرز الفاعلين في الحزب الديمقراطي (رويترز)

المؤثرون الديمقراطيون

يُعد باراك أوباما أقوى شخصية في الحزب الديمقراطي لما يملكه من إرث وكاريزما شخصية يُحسن استغلالها، ويتضاعف نفوذه عند إضافة زوجته ميشيل التي تحظى بشعبية ونفوذ طاغٍ وسط الناخبين الديمقراطيين خاصة النساء منهم.

ويتابع 132 مليون شخص حساب أوباما على منصة “إكس”، ويُتوقع أن يكون مفعما بالحيوية مع اشتداد سخونة انتخابات 2024، ويتعهد أوباما بفعل كل ما يستطيع لمنع عودة محتملة للرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

خلال العقد الأخير، أصبحت تايلور سويفت، مغنية البوب الأميركية الأكثر شعبية بين الفئة الشبابية الأقل من 30 عاما خاصة الفتيات والنساء منهم. وتُلهم أغانيها جيلا كاملا من الأميركيين الذين يفقدون التواصل مع الساسة التقليديين خاصة كبار السن منهم مثل بايدن وترامب.

وتُعرف سويفت، التي يتابعها 95 مليون شخص على منصة “إكس”، بمواقف سياسية واضحة من أهمها انتقاد قرار المحكمة العليا تقييد حقوق الإجهاض الفدرالية، ودعمها جهود تقييد حق حمل السلاح، والمناداة بإصلاح ومعالجة وحشية الشرطة البيضاء تجاه الرجال السود.

كما تعادي جماعات “سمو الجنس الأبيض اليمينية”، ودعمت بملايين الدولارات حركات “حياة السود مهمة” بعد مقتل جورج فلويد عام 2020. وتحث سويفت معجبيها على تسجيل أنفسهم في قوائم الناخبين قبل الانتخابات، ما أدى إلى تسجيل أكثر من 65 ألف شخص في يوم واحد. وتؤيد بايدن في الانتخابات الرئاسية، وتنتقد علنا ترامب في كل فرصة سانحة.

ملياردير ورجل أعمال تبلغ ثروته أكثر من 8 مليارات دولار، بعد أن تبرّع بأكثر من 20 مليار دولار للأنشطة والحركات السياسية داخل الولايات المتحدة وخارجها.

ووصفت مجلة فوربس سوروس بأنه “المانح الأكثر سخاء” من حيث النسبة المئوية لصافي الثروة للعمل السياسي. وفي عام 2017، وصف سوروس ترامب بأنه رجل محتال، وتوقّع أن يفشل لأنه يعتقد أن أفكاره متناقضة ذاتيا.

وقال سوروس أيضا إنه يعتقد أن ترامب يستعد لحرب تجارية ويتوقع أن يكون أداء الأسواق المالية ضعيفا إن عاد للحكم. وتبرع الملياردير بأكثر من 128.5 مليون دولار لدعم مرشحي الحزب الديمقراطي في انتخابات الكونغرس عام 2022، ويتوقع أن يزيد تبرعاته المالية قبل انتخابات 2024.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *