بين إنكار يحفظ ماء الوجه واستمرار بدعم إسرائيل.. موقع أميركي: بايدن يلاحق الوهم

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

جاء في مقال بموقع موندوايس الإخباري الأميركي أن هناك مؤشرات تدل على أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يتزايد لديها شعور بعدم الارتياح جراء استئناف إسرائيل عدوانها على قطاع غزة. ورغم ذلك، فإن واشنطن عند موقفها “الثابت” الداعم لإسرائيل.

وذكر كاتب المقال ميتشيل بليتنيك، الذي يدير موقعا إلكترونيا يدعو لإعادة التفكير في السياسة الخارجية، أن الرئيس بايدن كان قد وصف قصف إسرائيل الذي سبق غزوها البري لقطاع غزة بأنه “عشوائي”، وهي لفظة لم يحد عنها معاونوه، حسب تعبيره.

وقال إن بايدن يعمل على خلق حالة من “عدم الإنكار المعقول”، لكنه يدعم العدوان الإسرائيلي على غزة، زاعما أن الرئيس الأميركي يبدو في كثير من الأحيان أنه “غير مدرك لما يقول”.

لكن التصريحات لا تقتصر على الرئيس وحده، بل إن آخرين في إدارته يظهرون شعورا بالتعرض لضغط داخلي من ناخبيهم، وضغوط دولية من حلفائهم لكي يحاولوا كبح جماح إسرائيل خوفا من سقوط أعداد هائلة من الضحايا المدنيين مثل تلك التي نجمت عن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتطرق بليتنيك في مقاله إلى جوانب الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان قطاع غزة من شح في المساعدات، تجلت في نقص الأدوية والأغذية، وصعوبة الحصول على مياه صالحة للشرب، وانعدام وسائل النظافة.

ويتساءل: كيف يتسنى للمدنيين أن يكونوا في مأمن حتى في ظل واقع بديل تحاول فيه إسرائيل تفادي وقوع ضحايا من المدنيين؟ والإجابة بالطبع أنهم لن يكونوا في مأمن، وفق بليتنيك.

ويزعم أن إدارة بايدن تريد الإيهام بأنها تفعل شيئا للحد من سقوط ضحايا مدنيين، استنادا على قليل من العوامل أولها يتعلق بإسرائيل نفسها.

حقيقة صغيرة

إن تصريح بايدن الذي وصف فيه القصف الإسرائيلي بأنه “عشوائي”، يعد حقيقة صغيرة وسط كم هائل من أفعال الخداع، وهو نعت لم يتراجع عنه، يؤسس لادعاء أميركي بكبح جماح إسرائيل، على حد قول كاتب المقال.

وإذا عدنا بالذاكرة إلى الأيام الأولى لحملة القصف، فقد صرح جدعون ساعر من حزب الوحدة الوطنية -وهو أحد أقطاب المعارضة الذي عُيِّن في حكومة الطوارئ المصغرة “لإضفاء الشرعية” على إدارة الحرب- بأن غزة “يجب أن تكون أصغر حجما عند نهاية الحرب”.

ويعتبر كاتب المقال أن هذا التصريح يتوافق مع سلوك إسرائيل خلال الأسابيع السبعة من حملتها العسكرية، فقد جعلت شمال غزة غير صالح للسكن في المستقبل المنظور حتى بالمعايير المتدنية لقطاع غزة المحاصر.

ومضى إلى القول إن النظام الجديد الذي يروج له مبعوث بايدن الخاص للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، والذي سماه “آلية خفض التصعيد”، يعالج مشكلة غير موجودة أصلا.

ويرى بليتنيك أن هذه الآلية تسمح لإدارة بايدن بالادعاء بأنها تعمل على حفظ أرواح الأبرياء في غزة بينما تواصل دعمها الأعمال الإسرائيلية. وتتجلى ازدواجية هذه الخطوة -كما يفيد مقال موندوايس- في حقيقة أن بايدن يواصل الامتناع عن انتقاد استهداف إسرائيل المتعمد للبنية التحتية الطبية والإنسانية في غزة.

ولا يعتقد الكاتب أن الآلية تمثل خطا أحمر، معتبرا أنها بلا معنى على الإطلاق. وأضاف أن هناك طريقة وحيدة لتفادي التصعيد العسكري، وهي وقف دائم لإطلاق النار.

لكنه يرى أن بايدن يستعد لذلك أيضا عبر إثارة “شبح” حل الدولتين مرة أخرى، “وهي الطريقة المفضلة لدى الولايات المتحدة وإسرائيل لضمان عدم حصول الفلسطينيين على الحقوق التي يحق لنا جميعا الحصول عليها”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *