غزة- بين الممرات وعلى الأسرّة ترتفع أصوات الأنات من الوجع وقلة المسكنات، فلا أدوية ولا ضمادات للجروح الغائرة في مستشفيات قطاع غزة.
وبأنفاسه المتسارعة قال الجريح عماد نصار “وصلنا ليلة أمس من مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة إلى مستشفى ناصر الطبي بجنوب القطاع بعد عذابات لن نستطيع تخيلها ولا تحملها، جاؤوا بنا خلال أيام الهدنة، وقد تعفن جرحي وخرج منه الدود نظرا إلى عدم وجود أطباء ولا ممرضين، بسبب حصار وقصف المستشفيات”.
أما والدة الجريح تيتو مسعود فلا الكلمات تسعفها ولا شيء يخفف معاناتها وهي ترى فلذة كبدها وقد يفقد قدمه في أي لحظة كما وصفت، وقالت “كانت قدم ابني متوسطة الحال، ومن الممكن معالجتها لكنها تدهورت، بسبب عدم متابعة الأطباء له جراء خروجهم القسري من مستشفى كمال عدوان الذي هدده الاحتلال الإسرائيلي بالقصف”.
القطاع الصحي خارج الخدمة
من جانبه، قال الطبيب نور الدين الخطيب “وصلت إلى مستشفى ناصر الطبي بخان يونس مئات الإصابات من مستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي بشمال القطاع، ومعظم هذه الحالات والإصابات جروحها متعفنة لدرجة كبيرة والدود يخرج من بعضها، نظرا إلى نقص المعدات والأدوية المتوفرة لدى الأطباء في مستشفيات شمال قطاع غزة والنقص الكبير في الكادر الطبي”، حيث استشهد 65 عنصرا من كوادر القطاع الصحي جراء القصف الإسرائيلي الوحشي على القطاع.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة في غزة “الانهيار التام” للمستشفيات جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في مؤتمر صحفي إن مستشفيات غزة “انهارت بشكل تام بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع”، مشيرا إلى أن “بقاء أبواب المستشفيات مفتوحة لا يعني أنها تقدم الخدمة لطوفان الجرحى المتدفق عليها”.