صيدا- تحت شعار “الجمعة الجامعة نصرة لغزة العزة”، أدى آلاف اللبنانيين والفلسطينيين صلاة الجمعة في صيدا جنوب لبنان، نصرة لغزة وشعبها ومقاومتها، حيث غص الملعب البلدي عند المدخل الشمالي للمدينة، بالحشود الغفيرة التي أتت من المخيمات الفلسطينية ومن كل حدب وصوب.
وتعتبر الصلاة الجامعة التي دعت إليها القوى السياسية الوطنية والإسلامية أكبر وأهم نشاط في المدينة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أعقاب عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وجاءت تعبيرا عن موقفها الداعم للقضية الفلسطينية واحتضان شعبها في الداخل والخارج.
وتوافد المشاركون منذ ساعات الصباح وهم يرفعون الأعلام اللبنانية والفلسطينية، إلى جانب شعارات التضامن والتأييد مع غزة والتي تطالب بوقف المجازر الهمجية والعدوان فورا، والسماح بدخول المساعدات الإغاثية والطبية والتموينية، وأدى المصلون صلاة الغائب على أرواح الشهداء، ورفعوا الدعاء تضرعا إلى الله من أجل نصرة أبناء غزة، قبل أن تنطلق حملة لجمع التبرعات دعما لصمودهم.
حرب على الإنسانية
أُدِيَت الصلاة الجامعة بإمامة مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، الذي قال خلال الخطبة إنها “ساعة الحقيقة ولحظة القرار، الفلسطينيون اليوم في غزة دون ماء وغذاء ودواء ومستشفيات، ودون بيوت، يدفنون شهداءهم، ويتابعون صمودهم وانتصارهم”.
وأضاف “الفلسطينيون في غزة اليوم وفي كل فلسطين يصنعون التاريخ بأبهى صوره النضالية، يقاتلون عن أمة، ويصبرون ويعلمون أن الشجاعة صبر ساعة، وإنما النصر مع الصبر”.
واعتبر المفتي سوسان أن الاعتداء الإسرائيلي ليس على غزة وحسب وإنما على إنسانية الإنسان، مؤكدا أنه عدو يقتل ويدمر ويقصف ثم بعد ذلك ينهزم، وأنه قاتل الأطفال ومدمر المستشفيات، مشددا على “أن ما يجري جريمة حرب وحرب إبادة للشعب الفلسطيني”.
كما دعا المفتي المجتمع الدولي إلى التحرك السريع ووقف العدوان والمجازر والدم الذي ينزف من الأطفال الرضع، واعتبر “أن الحرب على غزة ليست حربا على قطعة أرض، أو مع جزء من الشعب الفلسطيني، وإنما حرب على الأمة الإسلامية والعربية، وهذا ما يجب أن يدركه الجميع”.
تفاعل شعبي
أوضح منسق الفعالية الشيخ علي اليوسف، للجزيرة نت، أن حملات الإغاثة ضرورية لنصرة الأهل في غزة ولتعزيز صمودهم، وأن ذلك واجب يقع على كاهل كل إنسان في ضوء ازدياد الاحتياجات الإنسانية لهم، والتبرع هو جزء قليل من الواجب تجاه الأهل في القطاع للتخفيف من المأساة التي يعيشونها جراء العدوان الصهيوني.
وقال الحاج أبو علي عدلوني للجزيرة نت، وهو يستند على ابنه للمشاركة في الصلاة، إن أدنى ما يمكن فعله هو المشاركة في هذه الصلاة، ورفع الدعاء إلى الله لوقف الحرب، حيث تقوم إسرائيل بارتكاب المجازر على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ولا أحد يحرك ساكنا.
وأضاف عدلوني “لقد انقطع الرجاء والأمل من كل هذا العالم، لذلك جئنا نرفع الدعاء إلى الله لنصرة غزة وحماية شعبها من الإبادة الجماعية”.
أما الشاب عبد الله العلي فقال للجزيرة نت “غزة تتعرض لحرب إبادة جماعية وتدمير ممنهج لأحيائها وبيوتها وبنيتها التحتية. التبرع هو وسيلة للمساهمة في تضميد جراح إخوتنا في غزة وتخفيف معاناتهم، وهذا أضعف الإيمان”.
بدوره، عبر محمد سعد في حديثه للجزيرة نت “إن صيدا، كما عوّدتنا دائمًا، تظهر التضامن مع القضية الفلسطينية، ونحن هنا اليوم لندعو الله أن ينصر المظلومين في فلسطين، الذين يتعرضون للظلم من قِبل أقدم احتلال في التاريخ، وإذا تم إغلاق جميع السُبُل، فإن باب الله والدعاء ما زالا مفتوحين”.