تشابك ضيفا حلقة برنامج “ما وراء الخبر” في سياق نقاشهما الاقتحامات الجديدة للمسجد الأقصى، حيث رفض الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي الرواية التي قدمها الضيف الأميركي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكنز الدكتور إدوارد جوزيف، متهما إياه بالجهل أو بمحاولة تضليل الجمهور.
وانفجر البرغوثي غاضبا وهو يسمع الضيف الأميركي يقول إن لليهود حق الصلاة في المسجد الأقصى كما هو الحال للمسلمين، وخاطبه قائلا “من قال إن لليهود حق الصلاة في المسجد الأقصى”، واتهمه بتنبي الرواية الإسرائيلية وبأنه يتفوه بكلام مضلل.
وأضاف البرغوثي -في حديثه لحلقة (2023/9/17) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن أكثر من 95% من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يُمنعون من الصلاة في المسجد الأقصى، وقال إن هناك اضطهادا سياسيا ودينيا وعنصريا تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
ومن وجهة نظر جوزيف، فإن القدس هي مدينة مقدسة للمسلمين وللمسيحيين ولليهود، ولكن المسلمين وحدهم من يسمح لهم بالصلاة فيها بموجب قانون، زاعما أن السلطات الإسرائيلية تعتقل اليهود الذين يخترقون القواعد.
وبينما اتهم من جانبه البرغوثي بإنكار ما سمّاها الحقيقة، قال الضيف الأميركي إن إسرائيل ورغم سيطرتها الكاملة على المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى، فإنها لا تسمح لليهود بالصلاة هناك، مشيرا إلى أن الكثير من اليهود مستاؤون من هذا الأمر.
وكان مئات المستوطنين والمتطرفين اليهود -بينهم عضو الكنيست السابق الحاخام المتطرف يهودا غليك- اقتحموا اليوم الأحد باحات المسجد الأقصى، وذلك في ثاني أيام عيد رأس السنة العبرية.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن شرطة الاحتلال انتشرت بأعداد كبيرة في المكان، وشرعت في إخراج المصلين من داخل المسجد وباحاته، وإبعادهم إلى خارج الأقصى لتأمين اقتحامات المستوطنين، واعتدت بالدفع والضرب على المرابطين والمرابطات في منطقة باب السلسلة، كما اعتقلت أحد الشبان وفرضت قيودا لمنع دخول المصلين الفلسطينيين.
اقتحامات الأقصى
وحول هذه التطورات، رأى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أن الهدف الذي تسعى إليه حكومة بنيامين نتنياهو هو إحداث تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى، ومحاولة فرض وجود تهويدي ويهودي داخل الأقصى، وهي مخططات -يقول المتحدث- ستفشل بسبب مقاومة وصلابة المرابطين والمرابطات داخل الأقصى.
ويعتقد البرغوثي أن نتنياهو الذي يقود حكومة يمينية عنصرية هو من خطط لمشروع يقضي بتهويد وضم الضفة الغربية، ويستند في ذلك على حقيقة أن الحكومة الأميركية والحكومات الغربية عموما عاجزة عن فرض عقوبات على إسرائيل لخرقها القانون الدولي بشأن الاستيطان والجرائم التي ترتكبها بحق الفلسطينيين، وعلى حقيقة أن بعض الحكومات العربية قامت بالتطبيع مع ما وصفه بالنظام الفاشي في تل أبيب، مؤكدا أن نتنياهو سيفشل بفعل مقاومة وإصرار وصلابة الشعب الفلسطيني.
واكتفى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكنز، في سياق تعليقه على التطورات الراهنة في القدس، بالقول إن إدارة الرئيس الأميركي جو بادين لديها قلق شديد بشأن الحكومة اليمينية الإسرائيلية، وهي “غير سعيدة” بتوسيع المستوطنات، وتدعو لحل الدولتين باعتباره حلا عادلا للفلسطينيين ويحقق الاستقرار لإسرائيل.
وقال إن نتنياهو قلق من احتمال تعرضه للمحاسبة داخل إسرائيل، ورغم ذلك فهو يسمح بالاحتجاجات الداخلية بخلاف رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، موجها كلامه في هذا السياق للبرغوثي الذي رد عليه بالقول “أنا معارض للسلطة الفلسطينية ديمقراطيا ولا أحد يمنعني من الكلام”، وأضاف “لماذا تمنع واشنطن إجراء انتخابات ديمقراطية في فلسطين؟”.