البرغوثي.. قيادي فتحاوي بقلب صفقة الأسرى المرتقبة بين حماس وإسرائيل

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

كلما تقدمت مفاوضات إطلاق الأسرى برز اسم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي الذي تطالب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإطلاق سراحه بعد 22 عاما قضاها في سجون إسرائيل.

ويرى بعض الفلسطينيين في البرغوثي الشخصية القادرة على لم شملهم، والبعض الآخر ورقة تحتاجها حماس لصد الضغوط الدولية بعد نهاية العدوان، كما جاء في تقرير مطول لصحيفة إلباييس الإسبانية عن القيادي الفتحاوي، بقلم مراسلها في رام الله لويس دي فيغا.

فهل تطلق إسرائيل سراح مروان البرغوثي؟

من بيتها برام الله في الضفة الغربية المحتلة، تكتفي زوجته فدوى بجملة واحدة “أنا متفائلة”.

وطالب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية شخصيا بالإفراج عن “السجين الفلسطيني الأشهر” حتى وهو ينتمي إلى فصيل منافس لحماس.

رجل المصالحة

يرى فلسطينيون كثيرون البرغوثي -الذي صدرت بحقه 5 أحكام بالمؤبد بتهمة “الإرهاب”- نيلسون مانديلا فلسطينيا يستطيع لم شمل العلمانيين والإسلاميين منهم، في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية بأدق مراحلها.

هذا ما جعل إسرائيل تفرض العزل الانفرادي عليه عدة مرات في الأشهر الثلاثة الماضية، وتنقّله بين سجون عديدة أحدثها “مجيدو” حسب المعلومات المتاحة للعائلة.

واتهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير البرغوثي بالتدبير لأعمال شغب من وراء القضبان، وغرّد منتصف فبراير/شباط الماضي قائلا “نقلنا القاتل الكبير مروان البرغوثي من سجن عوفر إلى العزل الانفرادي، بسبب معلومات عن تخطيطه لاضطرابات”، لكن الابن الأصغر للبرغوثي يكذّب ذلك.

عرب (33 عاما) أصغر أبناء البرغوثي الأربعة، يقول وخلفه صورة كبيرة لأبيه ولمانديلا إن والده يقبع في زنزانة يسلط عليه فيها النور الساطع طول الوقت، وتهدر فيها أصوات مكبرات الصوت بأقصى طاقتها ويُضيَّق عليه في الماء والطعام وحتى في الملابس وأدوات النظافة.

لم يرَ عرب والده منذ 22 عاما، أما الزوجة فلم تزره منذ عام كامل، وحتى المحامي لم يلتقه إلا لفترة قصيرة جدا نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.

وتتمسك العائلة بخيط الأمل، حتى إن كانت “الأولوية وقف حرب الإبادة في غزة وإطلاق كل السجناء السياسيين لا والدي فحسب”، يقول عرب.

ومن بين من التقوا البرغوثي في السجن عبد القادر بدوي الذي كان مراهقا عندما سُجن لـ7 سنوات بسبب مشاركته في التصدي للاحتلال في شوارع الضفة.

“ترك فيّ عظيم الأثر. إنه الإنسان والمعلم والصديق.. إنه بحر من السخاء”، يقول بدوي من مكتبه في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) في الضفة، قبل أن يستظهر صورة له مع البرغوثي التقطت في السجن قبل 7 سنوات.

ويرى بدوي في البرغوثي الرجل الذي يستطيع قيادة حكومة وحدة وطنية، ويذكّر كيف كان يشدد عند لقائهما على ضرورة التنظيم، وهي نصائح جعلته يسعى للتحصيل التعليمي ليظفر، وهو في السجن، بشهادة التوجيهي والبكالوريوس.

البرغوثي رئيس

رغم شعبية حماس التي ما فتئت تتصاعد على حساب حركة فتح منذ بدء طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما زال البرغوثي المرشح للفوز في أي اقتراع رئاسي محتمل سواء كان المنافس هنية أو الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حسب أحدث استطلاع للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية.

“حان وقت تنظيم انتخابات رئاسية بعد عقدين كاملين دون اقتراع ليختار الفلسطينيون من يرتضونه قائدا” يقول الابن عرب الذي يؤكده ثقته في قدرة والده على لمّ الشمل الفلسطيني ومحاربة الفساد والاحتلال، لكنه ليس واثقا أنه سيخوض السباق الرئاسي، عكس 2021 حين تقدم للاقتراع الذي لم ينظم في النهاية.

وتبدو حماس حريصة على جعل البرغوثي في قلب مفاوضات الأسرى. و”لو تُرك الأمر لإسرائيل، فلن يغادر السجن، لكن دعونا نرى كيف تسير المفاوضات، وكيف تلعب حماس أوراقها” يقول عبد الفتاح دولة وهو قيادي في فتح تعرّف على البرغوثي في السجون الإسرائيلية التي مكث فيها من 2006 إلى 2011.

أما هيفاء قدسية (68 عاما)، وهي قيادية في فتح، فترى في البرغوثي “المخرج الوحيد المتاح لحماس”، لكنها تخشى أن ترحله إسرائيل إلى الخارج بعد إطلاق سراحه.

ويقول المحلل السياسي والكاتب ساري عرابي -الذي قضى 8 سنوات في سجون الاحتلال وفي سجون السلطة الفلسطينية أيضا بسبب انتمائه لحماس- إن الحركة تحتاج البرغوثي لصد الضغط الدولي عليها.

ويضيف “تعرف حماس أن من الصعب عليها العودة إلى حكم غزة وإعادة بنائها بعد الحرب لذا سيكون البرغوثي مفيدا حينها”.

ويتهم عرابي القيادات الكبيرة في فتح بالتضييق على داعميه في انتخابات 2021، والتي لم تجرِ في النهاية، كما يتهم الحركة بعرقلة الإفراج عن البرغوثي في صفقة 2011، التي غادر فيها السجنَ يحيى السنوار المطلوب الأول لإسرائيل، والذي تعتبره العقل المدبر لأقوى هجوم ضدها منذ قيامها.

رأي مغاير

لكن نشأت الأقطش، أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، والذي شارك في تنظيم الحملة الانتخابية لحماس في 2006- لا يرى في البرغوثي الحل، حتى إن كان ذلك رأي كثيرين.

ويعتقد الأقطش أن القيادي الفتحاوي يحظى بأنصار كثر بين الجيل الجديد من فتح، لا بين الجيل القديم، لذا يصر على أنه بالرغم من استطلاعات الرأي، ورغم الحرب والضغوط الدولية على الإسلاميين، لن يستطيع البرغوثي هزيمة مرشح حماس لو نظمت انتخابات رئاسية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *