قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن المظاهرات الواسعة النطاق في إسرائيل المطالبة بإقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تظهر حجم الرفض الداخلي للحرب “الوحشية والعقيمة” على قطاع غزة.
وأضافت في افتتاحيتها أن نتنياهو بات مثار سخرية نظرا لأنه يقود بلاده في مسار دام لا يفضي إلى شيء.
وأشارت الصحيفة إلى أن استطلاعات الرأي في إسرائيل تعكس مدى يأس المحتجين من سير الحرب في قطاع غزة، التي أزهقت أرواح أكثر من 32 ألف فلسطيني وجرحت أكثر من 74 ألفا، أعداد هائلة منهم من النساء والأطفال. كما أن هذه الحرب أضرت باستقرار المنطقة وأمن إسرائيل وعزلتها دوليا.
الأسرى
والأنكى من ذلك -من وجهة نظر المحتجين- أن الأسرى الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما زالوا في غزة ومعرضين لخطر القصف أو القتل؛ بل إن بعضهم قضى نحبه بالفعل، وأُصيب البعض برصاص الجنود الإسرائيليين.
ووصفت الافتتاحية الوضع بأنه لا يُطاق، إذ يبدو أن نتنياهو غير قادر على حسمه. بل إن الصحيفة ذهبت إلى حد القول إنه يخسر هذه الحرب التي قالت إنها “خلّفت مجاعة مروعة يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون، ويتَّمت الأطفال، وأحالت المستشفيات إلى أنقاض متفحمة، ونشرت العوز والحرمان، وقتلت عشرات الآلاف، وأفرزت جيلا جديدا من الفلسطينيين يشعر بالضيم وعلى استعداد للانخراط في دائرة العنف”.
ووفقا للصحيفة البريطانية، فقد نجح نتنياهو في تنفير أوثق حلفائها وأصدقائها في الخارج، لذا من الإنصاف القول إن التحريض ضد الحكومة الإسرائيلية في الغرب، ناهيك عن العالم الإسلامي، لم يسبق له مثيل، على حد تعبير الافتتاحية.
نتنياهو خسر
وبعد مرور نحو 6 أشهر على الهجوم الذي شنته على إسرائيل العام الماضي، تقول الإندبندنت إن حماس لا تكاد تصدق كيف وقع نتنياهو في فخها إذ أصبح يتصرف بطريقة تخدمها.
ولعل المشكلة الأعمق –برأي الصحيفة- أن نتنياهو لا يملك رؤية للتعايش السلمي مع الفلسطينيين، فهو يرفض حل الدولتين لكنه، في الوقت نفسه، لا يريد احتلال القطاع إلى أجل غير مسمى.