اغتاله الاحتلال بغزة.. تعرف على شهيد الجزيرة سامر أبو دقة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

غزة- اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي مصور قناة الجزيرة في قطاع غزة سامر أبو دقة بقذيفة طائرة مسيرة خلال تغطيته قصف مدرسة فرحانة في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، فيما أصيب مراسل القناة وائل الدحدوح بجروح.

واستشهد 3 من رجال الدفاع المدني خلال محاولتهم إنقاذ أبو دقة، حيث تعمد جيش الاحتلال عرقلة وصول فرق الإسعاف إليه وتركه ينزف لنحو 6 ساعات حتى فارق الحياة شهيدا، لينضم إلى كوكبة الشهداء الصحفيين والتي تضم 89 صحفيا شهيدا ارتقوا بنيران الاحتلال منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وحمّلت شبكة الجزيرة في بيان إسرائيل “المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء” ومسؤولية الاستهداف الممنهج للعاملين مع الجزيرة وعائلاتهم، مطالبة المجتمع الدولي ومنظمات الدفاع عن الصحفيين والجنائية الدولية باتخاذ إجراء لمحاسبة الاحتلال.

جريمة اغتيال

وأصيب الشهيد أبو دقة وظل ملقى على الأرض ينزف ومحاصرا في محيط المدرسة، دون أن تتمكن فرق الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليه وإجلائه، فيما تمكن زميله الدحدوح من التحامل على جروحه والسير على قدميه لمئات الأمتار للوصول إلى أقرب سيارة إسعاف.

وفي شهادته على الجريمة، قال الدحدوح إن “استهدافهما جرى بعد مرافقتهما سيارة إسعاف كان لديها تنسيق لإجلاء عائلة محاصرة”، مضيفا أنهم رافقوا سيارة الإسعاف، وقاموا بتصوير حالة الدمار الكبيرة التي خلفها القصف الإسرائيلي، وتمكنوا من الوصول إلى مناطق لم تصلها أي عدسة كاميرا من قبل، وحتى الطوارئ والإسعاف لم يصلا إليها.

وبعد إنهاء التصوير رجع الدحدوح وفريقه من المهمة الصحفية سيرا على الأقدام، لأنه ليس بمقدور السيارات الوصول إلى تلك الأماكن بسبب الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي.

ويتابع الدحدوح “في طريق العودة حصل شيء ما فجأة.. فقط شعرت أن شيئا كبيرا حدث وأسقطني على الأرض، وسقطت الخوذة والمايك، وحاولت أن أستجمع قواي، وبالكاد تمكنت من الوقوف، وشعرت بدوار ودوخة..”.

وقال الدحدوح إنه “انتبه إلى وجود نزيف حاد في كتفه وذراعه”، ورغم ذلك اضطر إلى السير شيئا فشيئا، وقطع مئات الأمتار حتى وصل إلى نهاية شارع حيث عثر على رجال من الدفاع المدني الذين ساعدوه، ويضيف أنه طلب منهم العودة لإنقاذ سامر الذي كان يصرخ لكن المسعفين أخبروه أن عليهم المغادرة، لأن الوضع صعب جدا، وسيرسلون له سيارة أخرى.

وأكد أن قوات الاحتلال أطلقت النار على سيارات الإسعاف التي حاولت إنقاذ الزميل أبو دقة الذي استشهد إثر استهدافه عن عمد.

سيرة ومسيرة

ولد سامر أبو دقة في العام 1978 في بلدة عبسان الكبيرة، وهي إحدى بلدات شرق مدينة خان يونس، والتي يشتهر سكانها بالعمل في مهنة الزراعة، وعائلته إحدى أشهر عائلات هذه البلدات، ولها نصيب وافر من الشهداء والجرحى في كل الحروب الإسرائيلية على غزة.

متزوج وهو أب لـ3 أولاد وبنت يقيمون مع والدتهم في بلجيكا، وبحسب مقربين من أبو دقة، فإنه حصل على موافقة “لم شمل” للالتحاق بأفراد أسرته والإقامة معهم في بلجيكا، وكان يخطط للسفر إليهم بعد توقف الحرب الإسرائيلية على غزة.

والتحق الشهيد بالعمل في الجزيرة مصورا وفني مونتاج في العام 2004، ويتمتع بعلاقات طيبة مع زملائه الذين أصيبوا بالصدمة لرحيله في عملية اغتيال غادرة.

وضجت منصات التواصل الاجتماعي بصور أبو دقة مع منشورات مؤثرة لأصدقاء وزملاء له ينعونه ويعددون مناقبه، كما حرص كثيرون على إعادة نشر أغنية يؤديها زين نجل سامر، ويعبر في كلماتها عن اشتياقه إلى والده والحنين لرؤيته.

كما أعاد صحفيون نشر مقطع مصور يظهر فيه سامر متأثرا للغاية والدموع في عينيه وهو ينعى زميله مراسل تلفزيون فلسطين الرسمي محمد أبو حطب الذي استشهد برفقة أسرته في غارة جوية دمرت منزلهم في مدينة خان يونس.

إدانات

وأحدث استشهاد أبو دقة صدى واسعا، ولاقت جريمة اغتياله إدانات على نطاق كبير من دول وحكومات وفصائل فلسطينية وهيئات صحفية وحقوقية فلسطينية وعربية ودولية.

وتقدمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالتعزية إلى ذوي الشهيد ولعائلته ولقناة الجزيرة وللأسرة الصحفية في غزة، ودعت إلى “محاسبة الكيان وقادته النازيين الجدد على ما يقترفونه من جرائم حرب فظيعة بحق شعبنا الفلسطيني وبحق جميع الفئات المحمية قانونيا، وفي مقدمتهم الصحفيون والأطقم الطبية والإنسانية”.

من جهته، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن “جيش الاحتلال استهدف عن عمد طاقم قناة الجزيرة للمرة الرابعة على التوالي في جريمة مكتملة الأركان ومخالفة للقانون الدولي”، داعيا الاتحادات الصحفية والهيئات الإعلامية والحقوقية والقانونية إلى إدانة هذه الجريمة.

وأضاف المكتب في بيان أن استهداف طاقم الجزيرة يأتي في إطار “ترهيب وتخويف الصحفيين، ومحاولة فاشلة لطمس الحقيقة ومنعهم من التغطية الإعلامية”، مؤكدا أن جيش الاحتلال قتل خلال الحرب على غزة 89 صحفيا، واعتقل 8 آخرين، وأصاب العديد منهم.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *