إيكونوميست: هكذا ينبغي لأميركا إدارة المرحلة التالية من حرب غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

قالت مجلة إيكونوميست البريطانية إن من الواضح أن المعضلة التي تواجه الولايات المتحدة، تكمن في إجابةسؤالين هما: إلى متى يتوجب عليها الاستمرار بتأييد حليفتها إسرائيل؟ وكيف لها أن تضبط شكل المرحلة المقبلة؟

وأضافت أن أميركا مثلما ظلت في الماضي تزود إسرائيل بالسلاح، وبغطاء دبلوماسي، وتردع أعداءها الإقليميين، مما منحها نفوذا على عملية صنع القرار في تل أبيب، فينبغي أن تنصب أهدافها الآن في حماية إسرائيل وصون حقها في الدفاع عن نفسها، وإحياء مسار حل الدولتين الذي يوفر للفلسطينيين الحرية وتقرير المصير.

وشددت على ضرورة أن يختار الرئيس الأميركي جو بايدن النهج الكفيل بتعظيم احتمالات تحقيق هذه الأهداف إلى أقصى حد. وهذا يعني “تهميش الإرهابيين” في كلا الطرفين العاقدين العزم على تخريب أي تسوية دائمة، على حد تعبير المجلة.

سقوط الحكومة الائتلافية
وأوضحت أن أحد الخيارات أمام أميركا هو أن تستعجل وقفا دائما لإطلاق النار الآن، مضيفة أن من شأن ذلك أن تحد من الخسائر وسط المدنيين، ذلك أنه إذا دخلت إسرائيل جنوب غزة واستخدمت نفس التكتيكات التي طبقتها في شمال القطاع، فإن أعداد الضحايا ستكون أعلى بكثير نظرا لاكتظاظ المنطقة بالسكان، وليس ثمة مكان يلجأ إليه المدنيون.

وقد تتمخض نهاية الحرب -في تقدير إيكونوميست- عن سقوط الحكومة الائتلافية اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، التي “كانت ولا تزال عقبة أمام حل الدولتين”.

لكن المجلة البريطانية تستدرك معربة عن خشيتها من أن وقفا دائما لإطلاق النار الآن من شأنه أن يجعل حركة المقاومة الإسلامية ( حماس) منتصرة مع الحفاظ على معظم قدراتها “سليمة”، مما يقوض أمن إسرائيل، وينال من فرص تحقيق حل الدولتين.

وتابعت القول إن حركة حماس ربما لا تزال تحتفظ بثلاثة أرباع قوتها العسكرية، وتتوعد بشن مزيد من الهجمات “وتهلل إيران لذلك”. وحذرت من أن حماس إذا أصبحت حكومة أمر واقع في قطاع غزة، فإن حل الدولتين “في ظل نفوذها المتعاظم في الضفة الغربية، سيكون “مستحيلا” لأنه لن يُنظر إليها على أنها شريك ذو مصداقية.

ولهذا السبب، تعتقد إيكونوميست أنه يتعين على أميركا أن تمضي قدما في جهودها الرامية إلى تشكيل الطريقة التي تدير بها إسرائيل الحرب، والتأثير على مخططاتها لمرحلة ما بعد الحرب، وتوجيه سياساتها نحو حل الدولتين.

كبح جماح الجيش الإسرائيلي

ويجب أن يكون بايدن واضحا في أن دعمه للعمل في جنوب غزة مرهون بتبني إسرائيل تكتيكات جديدة، باستخدام كميات أقل من الدروع والقصف والمزيد من المشاة، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بتلقي مزيد من الخسائر العسكرية الإسرائيلية، وفق تقرير إيكونوميست.

وتقترح المجلة على إسرائيل تحديد هدف عسكري “واقعي” يقوم على تدمير أغلب إمكانات حماس العسكرية وقدرتها على حكم غزة، بدلا من القضاء عليها بالكامل. ويتعين على إسرائيل أيضا أن تتجاوز الحد الأدنى من مسؤولياتها القانونية وأن تفتح حدودها في معبر كرم أبو سالم أمام تدفقات المساعدات، وأن توفر لسكان غزة المأوى والمساعدة الطبية في القطاع وداخل إسرائيل.

وتتلخص مكونات حل الدولتين في إقامة سلطة مؤقتة في غزة، مع دور لجيران إسرائيل من أصدقائها العرب، وحكومة جديدة في إسرائيل وزعماء فلسطينيين معتدلين جدد، واستئناف المفاوضات، طبقا للمجلة البريطانية التي ترى أن نتنياهو “لا يتمتع بالمصداقية” في هذا الشأن.

وترى إيكونوميست أن أميركا تستطيع إبداء نواياها عبر التحدث إلى خلفاء نتنياهو المحتملين، ومطالبته بالإفراج عن أموال الفلسطينيين، واتخاذ إجراءات صارمة ضد المستوطنين “العنيفين”، وكبح جماح الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *