إيكونوميست: عدو أوكرانيا الجديد غربٌ أنهكته الحرب

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

قالت مجلة إيكونوميست البريطانية إن الإرهاق الناجم عن حرب أوكرانيا أضحى واضحا في الغرب، إذ تتعثر المساعدات العسكرية لكييف في الكونغرس الأميركي ويحقق الشعبويون غير الداعمين لها مكاسب في أوروبا.

وأوضحت -في تقرير لها- أن الولايات المتحدة كانت لأزيد من 600 يوم من الحرب أعظم منقذ لأوكرانيا، إذ حشدت الأسلحة والمال والمزيد للمساعدة في صد الروس، لكنها تحولت الآن إلى أحد أكبر مخاوف أوكرانيا، إذ بدأت مساعداتها لكييف تنفد بسرعة، وتعوق مشاكل يواجهها الكونغرس أي مساعدات جديدة.

شتاء قاتم

ونسب التقرير إلى أحد المصادر المطلعة قوله إن أوكرانيا تواجه “شتاء قاتما” وسط قدر كبير من عدم اليقين، فقد فشل هجومها المضاد في اختراق الخطوط الروسية.

كما يزيد عدوها الروسي إنتاجه من الأسلحة، في ظل إصابة حليفها الحيوي (أميركا) بالشلل بسبب الاضطرابات السياسية وتشتت انتباهه بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأشارت المجلة إلى أن ميزان القوى في الكونغرس به جناح انعزالي من الحزب الجمهوري، خاصة في مجلس النواب، يحظى بتعاطف الرئيس المؤقت للمجلس باتريك ماكهنري.

وقد أقر الكونغرس مرتين منذ سبتمبر/أيلول “قرارا مستمرا” لتجنب الإغلاق الفدرالي، واستبعد مرتين مساعدات جديدة لأوكرانيا.

ويحاول مجلس الشيوخ فتح المساعدة في ديسمبر/كانون الأول المقبل، قبل أن يلوح الإغلاق مرة أخرى في يناير/كانون الثاني المقبل.

كما طلب الرئيس جو بايدن ميزانية تكميلية قدرها 106 مليارات دولار، منها 61 مليار دولار لأوكرانيا، والباقي لإسرائيل وغيرها من أولويات الأمن القومي.

ويربط الجمهوريون المساعدات المقدمة لأوكرانيا بإجراءات أكثر صرامة للحد من الهجرة عبر الحدود الأميركية مع المكسيك.

حمى الانتخابات

وتضيف المجلة أنه كلما طال التأخير، أصبحت الأحزاب مستهلكة بحمى الانتخابات الرئاسية، وإذا لم يكن هناك اتفاق قبل أعياد الميلاد، سيشعر البعض في الكونغرس بالقلق، إذ قد تتأخر أي مساعدات جديدة لأوكرانيا إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وقد يجهز عليها بالكامل في حال إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب.

وفي العلن على الأقل، يرفض القادة الأوكرانيون فكرة أن أميركا يمكن أن تقطع مساعداتها.

وقال أندريه يرماك، أحد كبار مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، “لا أعتقد أن ذلك سيحدث”، مشيرا إلى أنه وجد “دعما قويا من الحزبين” خلال زيارة لواشنطن هذا الشهر.

صعود الشعبويين

أوروبيا، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الدول الأوروبية إلى ملء الفجوة التي تنتج عن انخفاض الدعم الأميركي إذا لزم الأمر.

كما أصدرت الحكومات الأوروبية سلسلة من الوعود الجديدة مؤخرا، إذ قالت ألمانيا إنها تخطط لمضاعفة دعمها لكييف العام المقبل إلى 8.5 مليارات دولار، وستقدم أيضا مزيدا من أنظمة الدفاع الجوي.

وأعلنت هولندا وفنلندا وليتوانيا عن حزم جديدة من المساعدة العسكرية، لكن غيوما تلوح في الأفق.

فمن المرجح أن يعرقل حكم المحكمة الدستورية في ألمانيا خطط زيادة المساعدات.

كما يعارض حزب الحرية اليميني المتشدد بزعامة خيرت فيلدرز، الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات الهولندية الأخيرة، إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، مما يثير تساؤلات حول إذا ما كان لا يزال بإمكان هولندا قيادة التحالف لتزويد أوكرانيا بطائرات إف-16.

وكانت الحكومة السلوفاكية الجديدة قد أوقفت بالفعل المساعدات العسكرية.

ويشعر الأوكرانيون بالقلق من أنه بدون القيادة الأميركية، قد يفقد الأوروبيون حماستهم.

نقص حاد في القذائف

من جهته، يقول مايكل كوفمان من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي إن أوكرانيا تعاني “نقصا حادا في القذائف”، في حين أن الإنتاج الغربي منها آخذ في الارتفاع مع مساع لزيادته إلى 3 أضعاف، لكن ذلك سيستغرق عاما أو أكثر وسيتم استخدام بعض منها لتجديد المخزونات الغربية.

ونقل التقرير عن كوفمان قوله إنه إذا تضاءل الدعم الأميركي، فلن تتمكن أوكرانيا من شن هجوم مضاد كبير آخر.

فمن الممكن أن تحاول كييف الاستفادة بشكل أكبر من الطائرات بدون طيار، لكن في نهاية المطاف سيتوجب عليها اللجوء لإستراتيجية “التخندق” التي نجحت فيها روسيا. فكلما كانت دفاعاتك أقوى، قل عدد القذائف والقوات التي تحتاجها للاستمرار في المواجهة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *