ذكرت مجلة إيكونوميست أن قدوم الربيع بدفئه وأوحاله -التي تعيق تحرك الجيش الروسي على طول الجبهة- قد يجلب بعض الراحة لأوكرانيا. لكنه لن يدوم طويلا، لأن الصيف سيأتي ومعه مخاوف بأن تشن موسكو هجوما جديدا كبيرا كما فعلت العام الماضي.
يأتي ذلك في وقت تبدو فيه قدرة أوكرانيا على المواجهة أقل مما كانت عليه آنذاك، مما يعني أنها تحتاج بشكل عاجل إلى حشد المزيد من القوات وبناء دفاعات أكثر قوة على الخطوط الأمامية.
وأضافت المجلة بأنها تتفهم لماذا تتوجه كييف باللوم لساسة العالم على محنتها، بسبب انشغالهم بالشرق الأوسط ومشاكلهم الاقتصادية والانتخابات الأميركية المقبلة، حتى أصبحوا مشتتين، خاصة بعد القرار الذي اتخذه الجمهوريون المؤيدون للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الكونغرس بمنع الحزمة العسكرية التي قدمتها إدارة الرئيس جو بايدن لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار، مما سيكون له تأثير على خط المواجهة وفوق المدن الأوكرانية.
تفوق روسي
ونبهت المجلة إلى أن الجنود الأوكرانيين مضطرون الآن إلى الاقتصاد في استخدام قذائفهم، وسط تفوق روسي يصل أحيانا إلى نسبة 5-1، حيث أطلق الروس أكثر من 150 مسيرة وصاروخا على أوكرانيا في ليلة واحدة، في حين أن الأخيرة لم تعد لديها صواريخ اعتراضية.
وبالتالي فإن الطريق المسدود الذي وصلت إليه أميركا -كما تقول المجلة- يهدد بالسماح لروسيا باختراق الخطوط الدفاعية غير الكافية في أوكرانيا.
وما يزيد الوضع سوءا أن أداء الأوروبيين لم يكن أفضل بكثير رغم أحاديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتشددة التي تصر على ضرورة هزيمة روسيا، دون أن يرسل سوى القليل من المعدات للمساعدة في تحقيق ذلك، ولا يزال المستشار الألماني أولاف شولتس يرفض تقديم صواريخ توروس القوية والبعيدة المدى.
مشاكل الحلفاء
وتابعت إيكونوميست بأن أوروبا فشلت في تحقيق هدفها المتمثل في إرسال مليون قذيفة إلى أوكرانيا بحلول هذا الشهر، رغم جهود التشيك لتعويض النقص، إلا أن المال هو الآخر يطرح مشكلة، كان على أوروبا أن تساعد في حلها، ولكن بولندا وفرنسا، بين دول أخرى، تحاول منع صادرات أوكرانيا الزراعية الحيوية من أجل حماية مزارعيها.
ومع ذلك، تخلص المجلة إلى أن أوكرانيا لا تستطيع أن تلوم حلفاءها ببساطة، لأنها مذنبة بارتكاب الأخطاء هي الأخرى، حيث لا تزال عملية التجنيد متعثرة، والرئيس فولوديمير زيلينسكي لم يبذل قصارى جهده لدفع الموضوع بسبب نقص الأموال والخوف على شعبيته.
ومن ناحية أخرى تأخرت كييف كثيرا في تعزيز مواقعها الدفاعية التي بدأت فيها الآن، لأنها لا تزال تحلم بشن هجوم مضاد جديد، وتخشى أن يتحول خط المواجهة الحالي إلى ما يشبه الحدود، خاصة أنه يستولي على خمس البلاد ويحرمها من معظم منافذها البحرية.