قال كاتب العمود الأسبوعي بصحيفة واشنطن بوست ديفيد إغناشيوس إن المحللين العاكفين على رسم تضاريس المعركة “الدموية” بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية يتحدثون أحيانا عن “غزتين” إحداهما مرئية للعيان لأنها فوق سطح الأرض، والأخرى شبكة واسعة من الأنفاق تحت الأرض.
وأضاف الكاتب أن إسرائيل تستعد لدخول غزة الثانية التي يتوقع أن تكون المرحلة الأخطر والأشد فتكا في هذه الحرب.
وتستخدم حماس هذه الأنفاق -المحفورة تحت التربة الرملية في شكل خلية نحل، ويطلق عليها أهالي غزة أحيانا “المترو” كنهج متعدد المستويات للدفاع بالعمق، وفق المقال.
وزعم الكاتب أن حركة حماس تخفي في تلك الأنفاق الصواريخ والمدفعية والذخائر، والإمدادات الحربية الأخرى، وكذلك المقاتلين. وهي تعد -في رأيه- بمثابة “معقل أخير تحت الأرض”.
وأكد أن إسرائيل لن تستطيع “سحق” حماس كما تعهد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو. وادعى أن الأنفاق المحفورة تحت الأرض، والتي وصفها بـ”المتاهة”بداخلها نحو 200 أسير أميركي وإسرائيلي، لافتا إلى أن إنقاذهم سيكون اختبارا “عظيما” لسلاح الجيش الإسرائيلي.
ونقل إغناشيوس عن سكوت سافيتز -وهو أحد كبار المهندسين بمؤسسة راند، والذي ظل يدرس حرب الأنفاق لعقود من الزمن- القول إن العثور على كل أنفاق حماس في غزة يتطلب عملية طويلة الأجل، ويتوجب على الجنود الإسرائيليين على “تطهيرها” حتى لو اقتضى الأمر الاستعانة بالروبوتات للقيام بالمراقبة الأولية وبدء الهجوم.
وعلى الرغم من أن المهندس بمؤسسة راند يرى أن الروبوتات مفيدة، إلا أنه يحذر من أنها ليست علاجا سحريا.
وتشكل أنفاق غزة هاجسا ظل يؤرق إسرائيل لسنوات لأنها تتيح للمقاومة الفلسطينية المسلحة شن هجمات مفاجئة، وتنفيذ عمليات خداع إستراتيجي طبقا لمقال واشنطن بوست.
ولقد وفرت التكنولوجيا -كما يقول إغناشيوس- أدوات مفيدة غير أنها لم تقدم حلولا، فأجهزة الرادار وأنظمة المراقبة التقليدية الأخرى لها قدرة محدودة على اكتشاف الأنفاق التي يصل عمقها إلى 60 قدما تحت الأرض.
لكن الكاتب يعود ليشير إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل طورتا أساليب لقياس البصمات المغناطيسية والحرارية والصوتية لهذه المنشآت الواقعة تحت الأرض.
وبمقدور الروبوتات القيام ببعض الأعمال القتالية أيضا. وعندما تواجه الروبوتات ذات الساقين أو الأربع عقبات فإنها تستطيع دخول الأروقة والممرات وتعطيل المهاجمين ببنادق ذاتية التشغيل، أو صواريخ أو قنابل. لكن المهندس يحذر من أن الأمر يستدعي دخول العناصر البشرية إلى الأنفاق حيث سيتعرضون، ربما، لكمائن ومتفجرات وألغام مخفية، حسب توقعات إغناشيوس.
ويختم المقال بأن لدى إسرائيل وحدة “سامور” وتعني باللغة العبرية حيوان ابن عرس، واصفا جنودها بأنهم “من أقوى المقاتلين” ولكنه يرجح أنهم سيواجهون قتالا عنيفا الأسابيع القليلة المقبلة.