قالت صحيفة ليبيراسيون، إن الحالة الصحية للشاب الفلسطيني محمد نزال الذي أطلقت إسرائيل سراحه يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أصبحت موضع اختلاف وتصريحات متناقضة، إذ يؤكد الشاب أنه تعرض للضرب في السجن، في حيت تتهمه السلطات الإسرائيلية بالتلفيق، إلا أن الملف الطبي الذي أرسلته أسرة الفتى إلى موقع التحقق من الأخبار بالصحيفة الفرنسية، يثبت وجود كسور في كلتا اليدين.
وأوضحت الصحيفة –في تقرير بقلم أنييس كوندومينز وجاك بيزيت- أن محمد نزال (18 عاما) بدا في الصور التي بثتها العديد من وسائل الإعلام الناطقة بالعربية بعد إطلاق سراحه، بذراعين في الجبس ومعلّقين بحمالة، وقد اشتكى من العنف الخطير الذي تعرض له أثناء الاحتجاز في الأسابيع الماضية.
ضرب بقضبان معدنية
وقال الشاب لوكالة الأناضول التركية “منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أي منذ عملية طوفان الأقصى، نعيش ظروفا صحية صعبة للغاية. وضربنا جنود الاحتلال بوحشية حتى فقدنا الوعي.
وأضاف “كنا نبكي من الألم”، وقد تبين، وفقا للصحيفة، أنه مصاب بكسر في إصبعه ولديه كدمات أخرى في أجزاء من جسمه، وفي مقابلات أخرى، ذكر بالتفصيل أن السجانين “ضربوه بقضبان معدنية “كنت أشعر بالألم لأسابيع، وساعدني أحدهم على الأكل والشرب. لقد كنت على الأرض”، حسب قوله.
وردا على ذلك، نشر عدد من المسؤولين الإسرائيليين مقطع فيديو لعملية إطلاق سراحه من السجن، ظهر فيه وهو يغادر السجن بملابس نظيفة، وذراعاه حرتان وغير مربوطتين، وعند الصعود إلى حافلة الصليب الأحمر لم يستخدم الصبي ذراعيه للإمساك بالدرابزين، بل يبدو أنه يميل بخفة ويده اليسرى على المقعد.
وقالت مديرة الاتصالات في وزارة الخارجية الإسرائيلية تمار شوارزبارد، في منشور “لقد خرج من السجن بذراعين تعملان بشكل مثالي. هل انزلق عند نزوله من الحافلة؟”.
ومن جانبه، استنكر أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي في العالم العربي، حلقة جديدة من مسلسل “باليوود”، وهو مصطلح جديد يستخدم لإنكار معاناة الشعب الفلسطيني في سياق الحرب.
ولدى موقع التحقق من الأخبار، اعتمدت مصلحة السجون الإسرائيلية على هذه الصور لتؤكد قائلة “نرى بوضوح أنه يستقل حافلة الصليب الأحمر وذراعاه تعملان بكامل طاقتهما. وقبل إطلاق سراحه، فُحص السجين من الطبيب ولم تُشخص أي مشكلات طبية. إن ادعاءات العنف ضد هذا الأسير السابق كاذبة، وهي دعاية فلسطينية كاذبة، هدفها تشويه سمعة إسرائيل”.
علاج في الحافلة
غير أن محمد نزال ظهر في فيديو لقناة الجزيرة ليلا، وقد أُططلق سراحه للتو ونزل من حافلة الصليب الأحمر في رام الله عند الساعة الثانية صباحا يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، وكلتا ذراعيه مُضمَّدتان، وقال صحفي ناطق باللغة العربية من ليبيراسيون، إن الصبي تلقى العلاج من الصليب الأحمر في الحافلة بعد إطلاق سراحه من السجن.
وتؤكد العناصر الطبية التي تمكن قسم التحقق من الأخبار من الوصول إليها، من خلال عائلة الشاب الإصابات التي أبلغ عنها، وذلك في تقرير المستشفى وصور الأشعة المقدمة على رابط آمن في برنامج الأشعة، ولا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق كلمة المرور المقدمة للمريض، وقد أرسلت عائلة الشاب صورا يظهر فيها، وهو يُجري الأشعة، وأخرى تظهر أن ظهره مغطى بالكدمات.
ويشير التقرير المكتوب باللغة الإنجليزية إلى أن الشاب دخل إلى غرفة الطوارئ في مجمع فلسطين الطبي، أحد مستشفيات مدينة رام الله، الساعة 2:58 صباح يوم 28 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وهو جدول يتفق مع العناصر الزمنية المختلفة المتوفرة، إذ صُوّر الشاب حوالي الساعة الثانية فجرا في رام الله بعد نزوله من حافلة الصليب الأحمر.
وجاء في التقرير الطبي أن “المريض عانى من آلام ثنائية في اليد وألم في الركبة اليسرى وألم في الظهر، بعد تعرضه للضرب على يد الجنود في السجن منذ أسبوع”، وهو ما أكده أخصائي أشعة فرنسي عرض عليه قسم التحقق من الأخبار صور الأشعة السينية نفسها.
وقال فريق تحقق في قناة بي بي سي البريطانية الذي قابل الشاب، إن محمد نزال كرر اتهاماته، وأوضح أن حراس السجن دخلوا إلى زنزانته ومعهم مكبر صوت وحاولوا استفزاز الأسرى بالتصفيق والصراخ بأسمائهم، و”عندما رأوا أننا لم نتحرك، ضربونا”.