بوتراجايا- أشاد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم بالدور التفاوضي القطري في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، واعتبر -في تصريحات خاصة بالجزيرة نت- أن حفاظ قطر على علاقاتها مع إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في غزة، منحها موقعا متميزا ووضعا أفضل للتفاوض، وأضاف “لا أرى أن أيا من الدول يمكن أن تقوم بما قامت به دولة قطر”.
ولم يستغرب الزعيم الماليزي الهجمات التي تعرضت لها الدوحة من قبل مسؤولين إسرائيليين رغم ثناء الولايات المتحدة على الدور القطري، وقال ساخرا “نحن نتعامل مع إسرائيليين لا يستمعون لأحد” ودعا قطر إلى الاستمرار بدورها البناء والذي يهدف برأيه إلى الوصول إلى نوع من السلام أو وقف لإطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
نفاق غربي
من جانب آخر، دعا رئيس الوزراء الماليزي القوى الغربية الداعمة لإسرائيل إلى وقف ما وصفه “بالتواطؤ في قتل الأطفال والرضع والنساء والمدنيين” وحث الولايات المتحدة على الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها والتوقف عن القتل، وأشار إلى أنه أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن صراحة بهذا الموقف.
وكرر أنور إبراهيم انتقاده للقوى الغربية بما فيها الولايات المتحدة لما وصفه بالنفاق، عندما تتغاضي عن قتل المدنيين وفي نفس الوقت تعظ وتروج لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وشدد على التزام بلاده المبدئي بدعم القضية الفلسطينية، وعدد الوسائل التي تسلكها بهذا الصدد بالقول “لم نترك منتدى دوليا أو إقليميا إلا ورفعنا صوتنا فيه عاليا بدعم حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة، والعمل على وقف مأساة الشعب الفلسطيني”.
وأضاف أنور إبراهيم “مستمرون في إرسال مساعداتنا الإنسانية، ومساعدة الجرحى من النساء والأطفال بإحضارهم للعلاج في المستشفيات الماليزية، والتعاون مع الدول العربية ودول الجوار والدول الإسلامية لتحقيق أي أهداف أخرى”.
مرافعة ضد إسرائيل
وأكد رئيس الوزراء الماليزي مواصلة حكومته جهود محاسبة إسرائيل على جرائمها في جميع المحاكم والمنتديات الدولية، ونفى أن تكون ماليزيا قد ترددت في المبادرة برفع القضية إلى محكمة العدل الدولية.
وقال إن ما حال دون المبادرة هو أن ماليزيا غير موقعة على ميثاق روما المؤسس للمحكمة، وقانونها لا يخول الدول غير الأعضاء برفع الدعوى، لكن يمكنها تقديم الدعم في القضية وهو ما تفعله ماليزيا بالفعل، وكشف للجزيرة نت أن وزير الخارجية محمد حسن سيتولى المرافعة ضد إسرائيل بنفسه يوم 24 فبراير/شباط الجاري.
ورغم إبداء أنور إبراهيم ثقته بقوة القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا وتدعمها بلاده، وثقته العالية بالوصول إلى إدانة إسرائيل، فإنه استدرك بأن المحكمة ينقصها أداة التنفيذ، كما هو الحال مع قرارات الأمم المتحدة التي لم تنفذ بحق إسرائيل، ولذلك فهو يرى حاجة ماسة لممارسة الضغط على واشنطن بالتحديد من أجل القيام بدور حيوي في هذا الإطار.