أفريقيا.. حراك سياسي ومحاولات انقلابية غابت عن واجهة الأحداث

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

تعيش عدد من دول القارة الأفريقية على وقع أحداث كبرى وتحولات تنبئ بتغيرات في المشهد السياسي، وبرز فيها محاولات انقلاب ومعارك دامية، لكنها على أهميتها المحلية والإقليمية تكاد تغيب عن التغطية الإعلامية بعد غيابها بالفعل عن اهتمام الساسة في الغرب.

وتحظى الانقلابات والمعارك في القارة السمراء باهتمام دولي كبير في الغالب، بحكم تشابك المصالح والبحث عن مواطن جديدة للنفوذ، لكن فيما يبدو أن تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ شهرين شغلت بال الدول الغربية المنشغلة في حشد الدعم المادي والمعنوي لتل أبيب.

التقرير التالي يسلط الضوء على أهم التطورات في أفريقيا خلال الأيام الماضية:

  • محاولة انقلاب في سيراليون

في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي شهدت سيراليون محاولة انقلاب عسكري، وعاشت العاصمة فريتاون ساعات من إطلاق النار راح ضحيته 13 جنديا، وتم استهداف مستودع للأسلحة في شمال العاصمة، كما اقتحم الانقلابيون السجن الكبير وفرّ منه عشرات المعتقلين.

وقاد المحاولة الانقلابية عسكريون في الخدمة غير موالين للرئيس جوليوس مادا بيو، وساعدهم عدد من الجنود المتقاعدين.

ولم يعط القادة الغربيون زخما أمنيا ولا سياسيا للأحداث هناك، حتى مع إعلان قائد الجيش السيطرة على الأوضاع، وخروج الرئيس على شاشة التلفزيون الرسمي مطمئنا المواطنين ومعلنا للعالم عن استعادة النظام وعودة الهدوء.

  • محاولة انقلاب في غينيا بيساو

ويوم الاثنين أعلن رئيس غينيا بيساو عمر سيسكو إمبالو حلّ البرلمان، وذلك بعد 3 أيام من محاولة انقلابية فاشلة.

وجاء في المرسوم الرئاسي الذي وقعه سيسكو أن محاولة الانقلاب كشفت عن تواطؤ بين الحرس وبعض المصالح السياسية داخل جهاز الدولة، وهو أمر يستحيل معه استمرار الأداء السياسي لمؤسسات الجمهورية.

وقد أدانت كل من الأمم المتحدة والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” محاولة الانقلاب في غينيا بيساو وتدخل الجيش في الحياة السياسية، في حين لم يعلق الاتحاد الأوروبي على الموضوع.

  • الخروج من التحالفات

من جهتها، أعلنت النيجر إنهاء التعاون العسكري والأمني مع الاتحاد الأوروبي الذي كان يشارك في “محاربة الإرهاب” في المنطقة.

وجاء هذا الإعلان في وقت يقوم به يونس بك يفكوروف نائب وزير الدفاع الروسي بزيارة للعاصمة نيامي، التقى خلالها رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني وعددا من القادة العسكريين.

وفي الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري أعلنت النيجر وبوركينا فاسو انسحابهما من “مجموعة دول الساحل الخمس” التي سبق لدولة مالي أن انسحبت منها عام 2022.

ومجموعة دول الساحل الخمس هي مجموعة إقليمية تأسست في سنة 2014 تحت رعاية باريس بهدف محاربة الجماعات المسلحة في الساحل والصحراء، وكانت تضم موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد.

وفي وقت سابق وقّعت مالي والنيجر وبوركينا فاسو على إنشاء تكتل جديد يدعى “تحالف دول الساحل”.

  • جبهة للتغيير في موريتانيا

وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أعلن ضابطان سابقان في الجيش الموريتاني عن تأسيس جبهة للتغيير هدفها إسقاط النظام السياسي القائم.

ووقع على البيان العقيد المتقاعد سيد اعل ولد بكار، ومجموعة أخرى من الشخصيات التي تقيم في أوروبا.

وفي البيان الذي تلاه الرائد السابق في القوات البحرية بالجيش الموريتاني أحمد ولد حسنه قالت الجبهة إن هدفها الأساسي هو إسقاط نظام ولد الغزواني.

  • معارك السودان

كما تصاعدت المعارك الدامية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي أسفرت عن سقوط نحو 9000 قتيل، كما أجبرت المعارك 4.3 ملايين شخص على النزوح في داخل السودان، إضافة إلى 1,2 مليون فروا خارج البلاد.

وفي تعليقه على الأحداث، قال فرع منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط إن أنظار العالم تحوّلت إلى الوضع المروع في غزة، ولكن على العالم ألا ينسى مأساة السودان.

وفي تصريح للجزيرة نت قال أستاذ الاقتصاد بجامعة نواكشوط جعفر محمود إن الحرب على غزة كشفت القناع عن “الوجه الوقح للغرب تجاه أزمات العالم الثالث وخاصة في أفريقيا”.

وأضاف الدكتور محمود أن الغرب منشغل بتعزيز موقف إسرائيل الذي يناقض مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولي، وقال إن من يعرف الغرب “سيدرك أن اللوبي الصهيوني يسيطر على ثلاثي السياسة الخارجية، والإعلام، والشركات الضخمة التي تحرك عجلة الاقتصاد العالمي بما فيها تلك العاملة في أفريقيا، وطبيعي أن يهتم بدعم مواقف تل أبيب”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *