وكان أبو ستة شاهدا على مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني في القطاع، في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وظهر في مؤتمر صحفي وسط جثامين الضحايا عقب المجزرة التي حصدت أرواح نحو 500 فلسطيني، مباشرة، ليرد على الكذبة الإسرائيلية السافرة حول تعرض المستشفى لصاروخ فلسطيني قائلا: “أي صاروخ تمتلكه المقاومة ويقتل 480 شخصا بثانية واحدة؟”.
وبعد يوم من مغادرته المستشفى وتوجهه سيرا على الأقدام إلى مخيم النصيرات، تمهيدا للخروج من القطاع والعودة إلى بريطانيا عقب المجزرة، قال أبو ستة لوكالة رويترز، إن “الأمر كان كابوسا حقيقيا. أن تترك 500 مصاب وأنت تعلم أنه لم يعد بوسعك أن تفعل شيئا من أجلهم، هذا أكثر أمر مفجع كان عليّ القيام به على الإطلاق”.
وكتب في منشور على منصة “إكس”: “لم أعد قادرا على إجراء عمليات في المستشفى الأهلي. المستشفى صار الآن فعليا مركزا للإسعافات الأولية. في المستشفى الآن مئات المصابين الذين لا يستطيعون الخضوع لجراحات. سوف يموتون بسبب إصاباتهم”.
وعن مسيرته من المستشفى الأهلي إلى مخيم النصيرات التي استغرقت 5 ساعات، قال أبو ستة إنه رأى “مشاهد دمار” و”جثثا ملقاة في الشوارع”، وفي تغريدات لاحقة على منصة إكس تحدث أبو ستة باستفاضة عن المجزرة قائلا: “في الأوضاع الطبيعية، لن يختلف طبيبان في غزة حول أن المستشفى المعمداني لن يطاله القصف، لأنه يدار من مجلس كنسي، ومسؤول عنه أسقف في لندن، بينما بقية مستشفيات القطاع لا تتمتع بالحماية ذاتها، وأعتقد أن
اختيار الاحتلال الإسرائيلي قصفه أولا كان نوعا من جس رد الفعل، فلما كان رد الفعل العالمي بائسا، قرر الاحتلال التمادي في استباحة المستشفيات، وقد طال القصف بعد المعمداني مستشفيات أطفال، هي مستشفى الرنتيسي ومستشفى النصر ومستشفى محمد الدرة”.