لم تكن إسرائيل تتوقع أن يحيى السنوار، ذلك الرجل الذي جمع أحكاما تصل إلى أكثر من 430 سنة سجنا وأطلقته دون تحفظ في صفقة جلعاد شاليط (صفقة وفاء الأحرار) عام 2011، سيكبدها بعد سنوات أكبر خسارة عسكرية لها في تاريخها، ويفرض معادلات جديدة للصراع، كان يخطط لها ويزمع تنفيذها.
بالكثير من المبالغة الممزوجة بالحنق، يصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحقا السنوار بأنه “رجل ميت يمشي” كناية عن أنه المطلوب الأول للتصفية، يراه نتنياهو عدوه الأول، ويعتقد الإسرائيليون أنه أكثر من خدعهم بما تصوروه ميلا منه للتهدئة، حيث يعتبرونه العقل المدبر لما سموه “السبت الأسود اللعين” في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي امتد ليشكل ورطة إسرائيلية شاملة في غزة تُراوح بين العسكري والأخلاقي والسياسي.
هدف إسرائيل الأول
بشعره الأشيب وشاربه الأقل بياضا وملامحه الجادة، يمكن بسهولة تبين صورة رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار (61 عاما) على ملصق في شكل لائحة اغتيالات تضم أيضا صورا لقادة المقاومة في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، كما يذكر موقع بلومبيرغ الأميركي.
ظل السنوار الذي يكنى بـ”أبو إبراهيم” 23 سنة في السجون الإسرائيلية، وزعمت إسرائيل أن لديها خبرة في شخصيته وكيفية التعامل معه، لكن مسؤولين عسكريين واستخباراتيين أكدوا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن “التقدير الخاطئ لشخصيته كان مقدمة لأكبر فشل في مجال الاستخبارات الإسرائيلية”. ويقول مايكل ميلشتاين، الضابط السابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية للصحيفة “بالنسبة للسنوار، لم نفهمه على الإطلاق.. لقد نجح في الخداع النهائي”.
ويتعمق المأزق الإسرائيلي في ما يتعلق بشخصية السنوار في قضية المفاوضات الجارية حول الأسرى، حيث تؤكد صحيفة هآرتس أنه يتولى شخصيا التعامل مع أي اتصالات حول الموضوع، وأنه يتمسك بموقفه المتشدد في مسار المفاوضات المعقد، كما أشار موقع أكسيوس الأميركي إلى أن السنوار كان أوقف المفاوضات بعد قصف الجيش الإسرائيلي لمستشفى الشفاء في غزة.
رجل من غزة
في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1962، يولد في مخيم خان يونس جنوبي غزة طفل فلسطيني، حمل اسم يحيى إبراهيم حسن السنوار لعائلة لاجئة من مدينة المجدل قرب مدينة عسقلان، كان يحيى نبتا أصيلا لواقع مخيمات الشتات ولتقلبات القضية الفلسطينية وشجونها، وشكل الصلف الإسرائيلي وعيه المبكر بحتمية المقاومة والتحرير، ولا غرو أن جاره في المخيم كان محمد ضيف، الذي جاوره لاحقا في السجن الإسرائيلي وبات قائد أركان القسام، الذي يجاوره أيضا على رأس قائمة المطلوبين لإسرائيل.
كبر السنوار في المخيم، قبل أوانه، مثل أي فلسطيني، على وقع فعل المقاومة وأغنيات الثورة وجنازات الشهداء ووعود الانتقام لهم، وصورهم المعلقة على جدران المدن والمخيمات، فانغرست المأساة الفلسطينية في عقله وقلبه، وأصبح الطريق إلى تحرير فلسطين واضحا بالنسبة له و”يمر عبر فوهة بندقية”.
في الجامعة الإسلامية بغزة، حصل على البكالوريوس في اللغة العربية، وترأس السنوار قيادة “الكتلة الإسلامية، واعتقله الجيش الإسرائيلي عام 1982 لأول مرة، وأفرج عنه بعد أيام، ليعتقل مجددا في العام ذاته، وحكم عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بتهمة المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل، وخرج السنوار من السجن ليأسس جهازا أمنيا عرف باسم “المجد” عام 1985، وكانت مهمته ملاحقة المتعاونين مع الاحتلال.
في 8 ديسمبر/كانون الأول 1987، انطلقت من جباليا في غزة أول شرارة للانتفاضة، عقب استشهاد 4 عمال على حاجز بيت حانون (إيريز)، وتدحرجت انتفاضة الحجارة لتشمل الضفة، وغزة، والقدس المحتلة، وأراضي عام 1948.
وفي خضم هذه الانتفاضة (1987-1994)، وزعت المقاومة الإسلامية بيانها التأسيسي الأول في 15 ديسمبر/كانون الأول 1987، حيث بدأ الشيخ أحمد ياسين بتكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي بغية تحرير فلسطين، أُطلق عليه اسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
بالنسبة للسنوار، بدت الحجارة و”المقلاع” و”المطيطة” والعصيان المدني والمظاهرات التي يستخدمها الفلسطينيون ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي مهمة لدفع النضال الفلسطيني، لكنها كانت قاصرة في وجه القوة الغاشمة الإسرائيلية، فخطط لتأسيس جهاز عسكري، عُرف لاحقا باسم “المجاهدون الفلسطينيون”، فاعتقلته إسرائيل في 20 يناير/كانون الثاني 1988، وحكمت عليه بالسجن المؤبد 4 مرات، بالإضافة إلى 30 عاما.
لم تهدأ الانتفاضة مع موجة الاعتقالات الواسعة التي نفذتها إسرائيل، وتصاعدت وتيرتها، وازدادت عمليات قتل الجنود الإسرائيليين واغتيال العملاء، فقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم 18 مايو/أيار 1989 باعتقال زعيم حركة حماس ورئيسها الشيخ أحمد ياسين.
مع الشيخ أحمد ياسين
توطدت العلاقة في السجن بين السنوار والشيخ ياسين، فبات أحد المستشارين المقربين له، كما أنه تطوع لمساعدته في الطعام ونقله من غرفة إلى أخرى، وكان الشيخ ياسين يرى في السنوار شخصا قياديا، كما ذكر تقرير لقناة “كان” الإسرائيلية.
تشير الكثير من الشهادات لأشخاص عرفوا السنوار لفترة طويلة داخل السجن أو خارجه إلى أنه رجل منظم وطموح وحاد الذكاء، فيما وصفه الضابط ميخا كوبي الذي أشرف على استجوابه لصالح جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) عام 1989 بأنه “رجل يتمتع بحضور قيادي وكاريزما، قليل الكلام، كما أنه سريع الغضب” وكان وصفه موقع “إن آر جي” الإسرائيلي بأنه “قائد داخل السجن وخارجه، ورجل يتمتع بالانضباط”.
وتؤكد التقارير الإسرائيلية أن السنوار أجاد اللغة العبرية، بما مكّنه من متابعة وتحليل ما يجري داخل إسرائيل، وتصفه الصحف الإسرائيلية بأنه “ليس مجرد قائد عادي كبر وترعرع داخل قطاع غزة”، حيث تمكن وهو خلف القضبان من مراقبة المجتمع الإسرائيلي بعمق، واعتاد قراءة الصحف بالإضافة إلى السير الذاتية لقيادات إسرائيلية.
تقول صحيفة الفايننشال تايمز إن السنوار بعد تعلمه العبرية، قرأ العقل الإسرائيلي جيدا، وتعمق في قراءة كتب وأفكار قادة الحركة الصهيونية أمثال زئيف جابوتنسكي ومناحيم بيغن وإسحق رابين.
وفي سجنه، تابع السنوار العمليات الفدائية ضد الجيش الإسرائيلي في الضفة وغزة وداخل الخط الأخضر، وتعد تلك السنوات السبع من الانتفاضة الأولى، من أهم مراحل تاريخ النضال الفلسطيني، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 1500 فلسطيني واعتقال ما بين 100-200 ألف، وإصابة ما يزيد على 70 ألفا، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ومن خلف القضبان، كان السنوار يراقب اندلاع الانتفاضة الثانية في 28 سبتمبر/أيلول عام 2000، والتي ألهبت الأراضي الفلسطينية بسلسلة من المواجهات الدامية، امتدت لتشمل جميع المدن والبلدات الفلسطينية، احتجاجا على الزيارة الاستفزازية التي قام بها زعيم المعارضة اليميني آنذاك أرييل شارون لباحة المسجد الأقصى.
في عام 1997، خرج الشيخ ياسين من السجن، لم يكن الرجل المُقعد متخفيا، فقد كان يتنقل بشكل علني بمساعدة إلى المسجد، فقامت إسرائيل باغتياله فجر 22 مارس/آذار 2004 بإطلاق 3 صواريخ وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد حي صبرا بشمال مدينة غزة، واغتالت لاحقا عددا من قيادات الحركة، فبرزت أجيال وقيادات جديدة، بينهم يحيى السنوار.
من وراء القضبان
تذكر صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن السنوار كان شخصية غير معروفة بالنسبة للإسرائيليين، لكن ما عُرف عنه داخل السجن، أنه “رجل من عائلة مقاتلة، صارم، ويبتعد عن الظهور على وسائل الإعلام”.
وفي سجن بئر السبع، لم يكن السنوار متحمسا للقاء صحفي عبر القناة الإسرائيلية الثانية، لكنه في النهاية وافق على إجراء المقابلة التي على ما يبدو كانت عام 2006، إبان فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية.
يبدأ الصحفي الإسرائيلي تقريره بجملة: جئنا إلى هنا، لمقابلة شخص واحد هو الأكثر أهمية بين السجناء، كبير أسرى حركة حماس، وأحد مؤسسي كتائب القسام. وحينها، يُظهر التقرير المصور مجلس الشورى التابع لحماس داخل السجن، ويصفه بأنه الأقوى بين مجالسها في الضفة وغزة وسوريا والأردن.
يوجه الصحفي للسنوار سؤالا حول هدنة طويلة مع إسرائيل، فأجابه بالعبرية التي أجادها: نعلم أن تل أبيب لديها 200 رأس نووي، ومتفوقة في السلاح الجوي، إننا لا نستطيع تدميرها، لذلك نحن نؤيد هدنة طويلة أو قصيرة، وسنثبت للعالم أننا نحترمها (الهدنة)، وشدد السنوار على أنه لن يعترف بدولة إسرائيل رغم أنه يدعم خيار الهدنة، كما دعا الإسرائيليين إلى تأييدها.
مؤخرا، تحدث السنوار إلى صحفي إيطالي، كاشفا له عن أفكاره وتطلعاته تجاه غزة الفقيرة. أخبره أنه “لا يرغب في الحرب” وبأنه يسعى إلى “وقف إطلاق نار”. كانت طموحاته بتحويل القطاع إلى مكان يشبه “سنغافورة أو دبي”، وفقا لموقع بلومبيرغ الأميركي.
يلخص تقييم استخباراتي إسرائيلي شخصية السنوار خلال فترة وجوده في السجن -وفق ما جاء في صحيفة فايننشال تايمز- بأنه “موثوق ومؤثر ومقبول من قبل أصدقائه ويتمتع بقدرات غير عادية على التحمل والدهاء والتلاعب ويكتفي بالقليل، يحتفظ بالأسرار حتى داخل السجن بين السجناء الآخرين، ولديه القدرة على الإقناع والحشد”.
من السجن إلى القيادة
قضى السنوار سنوات طويلة داخل السجون الإسرائيلية، حتى أصبح قائدا يشارك -من خلف القضبان- في ترتيب أسماء الأسرى الذين سوف يفرج عنهم في صفقة الجندي الإسرائيلي “شاليط”، يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2011.
كان السنوار ضمن صفقة تبادل الأسرى، وعقب خروجه من السجن، شارك في الانتخابات الداخلية لحركة حماس عام 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة، وتولى مسؤولية الإشراف على الجهاز العسكري “كتائب القسام”.
وفي فبراير/شباط 2017 أسفرت نتائج الانتخابات الداخلية لحركة حماس في غزة، عن فوز السنوار، برئاسة الحركة في القطاع، ليخلف إسماعيل هنية، الذي كان يشغل هذا المنصب.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تحدث السنوار خلال لقائه شبابا جامعيين عن حالة الفوضى في العالم العربي والإسلامي، وعن افتعال الصراع والتمزق الطائفي في المنطقة، من أجل “إشغال الأمة عن القضية الفلسطينية”، كما أنه انتقد الدول العربية وأميركا التي قال رئيسها السابق دونالد ترامب إن القدس عاصمة اليهود، “من دون أن يعترض أحد”، محذرا من “صفقة القرن” التي تعني “شطب القضية الفلسطينية”.
تعترف إسرائيل بأن السنوار يحظى بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني قبل وبعد إطلاق طوفان الأقصى، فقد كان يخاطب الشارع الفلسطيني، بكل ألوانه وفصائله، ويحث الجيل على التصدي للظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، ويشيد بعمليات إطلاق النار التي تستهدف الجنود الإسرائيليين في الضفة الغربية.
في خطاب له عام 2022، كان السنوار يحذر الاحتلال من “المساس بالمسجد الأقصى”، فوجه نداء لكتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية، قائلا “لم تكن هناك ثورة دون أن تكونوا عمودها الفقري”، وشدد على أن الرشقة الأولى من الصواريخ التي سوف تنطلق دفاعا عن الأقصى ستكون 1111 صاروخا، موضحا أن عدد الصواريخ تلك، تعني ذكرى “استشهاد القائد الخالد أبو عمار”.
وخلال السنوات القليلة الماضية، كان السنوار واضحا فيما يتعلق بالمقاومة أكثر من أي وقت مضى، يتحدث عن القوة العسكرية التي تمتلكها، يشكر حلفاءها وداعميها وجمهورها، ويتوعد المحتل ويرسم له الخطوط الحمراء.
وكان “أبو إبراهيم” في الوقت نفسه، يتحدث عن المشاريع داخل غزة، وعن رؤيته للخروج مما سماه “المأزق الذي يحيق بالمشروع الوطني”، والدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة فلسطينية، مؤكدا أن حماس تسعى جاهدة إلى منع حدوث حرب جديدة على قطاع غزة، وقال “لا نريد الحرب، وشعبنا يريد التقاط أنفاسه”، لكنه أكد أنهم “في الوقت نفسه لا نخشاها”.
يقول موقع بلومبيرغ، إن السنوار عمل عبر الوسطاء على إقناع إسرائيل بأن نواياه حسنة، كما أنه تعاون مع السلطة الفلسطينية على إصدار تصاريح عمل لنحو 18 ألف فلسطيني، ما سمح لهم بالعمل في إسرائيل.
ويضيف الموقع الأميركي نقلا عن مسؤولين إسرائيليين زعمهم بأن بعض هؤلاء العمال، هم الذين ساعدوا في التحضير لهجوم 7 أكتوبر، من خلال “رسم الخرائط لإسرائيل، وإعداد قوائم بأسماء العائلات المحلية”.
المقاومة وقوة الردع
ورغم أنه قليل الظهور، فإنه يحرص في كل مرة على الحديث عن القوة العسكرية الموجودة في قطاع غزة، قائلا “لدينا في القطاع قوة عسكرية يُعتد بها، ويحسب لها العدو ألف حساب، ولدينا مئات الكيلومترات من الأنفاق، كما لدينا المئات من غرف التحكم والسيطرة فوق الأرض وتحتها، ولدينا مئات وآلاف الكمائن، ونملك آلافا من المضادات للدروع التي صُنعت في غزة، ويمكننا أن نحيل مدن الاحتلال إلى مدن أشباح”.
في أعقاب معركة سيف القدس في مايو/أيار 2021، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس باغتياله، فخرج السنوار متحديا غانتس بالذهاب إلى بيته مشيا على الأقدام، قائلا “أنا جاهز، ولن يرمش لي جفن”. ووجه له رسالة في خطاب آخر، قال السنوار “نحن في انتظاركم وسنجعلك يا غانتس تلعن اليوم الذي ولدت فيه”.
تحدث السنوار كثيرا عن وحدة الدم الفلسطيني، وأسهم في تأسيس غرفة مشتركة للفصائل، وفي ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلنت الغرفة عن تنفيذ أول مناورة عسكرية مشتركة أطلق عليها “الركن الشديد”، مؤكدة مواصلة المقاومة ورفع جهوزيتها وكفاءة مقاتليها.
كان شعار “إن الصبح لقريب”، هو الأبرز في تلك المناورة التي أعلنتها المقاومة الفلسطينية، وقبل نحو 25 يوما من الهجوم على إسرائيل، أجرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة آخر مناوراتها العسكرية في غزة.
يقول محللون إسرائيليون إن السنوار كان يرسل إشارات تهدف للتهدئة، لكنه كان يسعى عبر ذلك لشراء الوقت، فما جرى يوم 7 أكتوبر، تشير الاستخبارات العسكرية في تل أبيب إلى أنه كان يحتاج إلى سنة من التخطيط على الأقل.
قبيل “طوفان الأقصى”، كانت إسرائيل تنظر إلى السنوار باعتباره “متطرفا خطيرا” ، لكنه -وفق التقارير- كان مقبولا، ورأته أكثر اهتماما بتعزيز حكم حركة حماس في غزة وانتزاع تنازلات اقتصادية من الحرب.
كانت شخصية السنوار بقراءته للعقل الإسرائيلي منذ أيام السجن وتأويل إسرائيل لشخصيته وتصريحاته وتصرفاته جزءا من خطة الخداع الإستراتيجي الذي قاد لنجاح “طوفان الأقصى” بقصد أو من دونه.
وتشن إسرائيل منذ “7 أكتوبر” هجوما غير مسبوق على غزة تجاوز في وحشيته كل القوانين الدولية والإنسانية، لم تحقق فيه أهدافها العسكرية المرسومة حتى الآن، وعزز هزيمتها الإستراتيجية، ويبقى السنوار هدفا رئيسيا لهذه الحملة كما غيره من قادة المقاومة، “لكن إسرائيل أُذلت وهذا وحده قد يكون انتصارا كافيا للسنوار”، في إشارة إلى هجوم “السبت الأسود”، كما يقول ضابط الشاباك ميخا كوبي الذي عرف السنوار واستجوبه سجينا قبل 34 عاما.