قالت صحيفة واشنطن بوست إن صفقة الرهائن بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل من شأنها أن تجلب البهجة لعائلات النساء والأطفال الذين سيطلق سراحهم في البداية، كما أن قرار وقف القتال لمدة 4 أيام سيكون له تأثير مهم بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين المحاصرين في حرب غزة الذين هم في أمس الحاجة إليه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من الممكن أن يتوسع الأمر تدريجيا ليشمل تهدئة أوسع نطاقا لهذا الصراع/ الكابوس.
وأوضح ديفيد إغناتيوس -في عموده بالواشنطن بوست- أن الفكرة الأساسية التي تحرك اتفاقية إطلاق سراح الرهائن، التي وافقت عليها الحكومة الإسرائيلية في وقت مبكر أمس الأربعاء، هي “المزيد مقابل المزيد”، وهي صيغة معروفة في مفاوضات الحد من استخدام الأسلحة، تقضي -حسب مسؤول إسرائيلي كبير- باستعداد إسرائيل لتمديد فترة الهدنة كلما قامت حماس بتسليم مزيد من الأسرى من دون حد أقصى للمدة التي قد توقف فيها إسرائيل عملياتها، حتى إطلاق سراح جميع الأسرى، بمن فيهم العسكريون.
ورأى الكاتب أن هذه الصيغة عملية بشكل مدهش لتخفيف الصراع الذي بدأ بهجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على إسرائيل (في إشارة إلى طوفان الأقصى)، والذي استمر عن طريق القصف الإسرائيلي المتواصل الذي دام 6 أسابيع وأوقع كثيرا من المدنيين الفلسطينيين، وتمت صيغة الاتفاق هذه عبر وساطة قطرية بدعم مصري ورعاية أميركية، خاصة أن كلا من إسرائيل وحماس تثق في الوسيط، رغم الانتقادات الإسرائيلية للدوحة.
تعطيل
وقد عطل القتال المحادثات التي وُضع إطارها قبل يومين من بدء إسرائيل هجومها البري على قطاع غزة، إلا أن القضية الأكثر صعوبة كانت من الذي يسيطر بالفعل على الأسرى الإسرائيليين، خاصة أن حماس ليست لديها إمكانية الوصول الفوري لأكثر من 50 أسيرا، أما الباقون فهم محتجزون لدى فصائل أخرى مثل حركة الجهاد الإسلامي أو لدى عائلات فردية، ومن ثم سيكون إطلاق سراحهم أكثر صعوبة، ولكن حماس لديها الحافز، حسب تعبير الكاتب.
وخلص إغناتيوس إلى أن هذه الهدنة ستخفف من الانتقادات الدولية المتصاعدة لإسرائيل التي بدأت بالفعل تضر بالمصالح الإسرائيلية، وربما تمكّن حماس من إعادة تجميع صفوفها، ولكن إسرائيل لم تتنازل عن رغبتها في تدمير قوة حماس السياسية في غزة.
وفي هذا الصدد، نقل إغناتيوس عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله “لا يمكننا أن نسمح لحماس بالخروج من الأنفاق وإعلان النصر والسيطرة على غزة”.