واشنطن– حقّق المرشح والرئيس السابق دونالد ترامب فوزه الرابع على التوالي في سباق الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، إذ صوت نحو 452 ألف ناخب له (60% من الأصوات) في كارولينا الجنوبية، وضمن الحصول على أصوات 44 من مندوبي الولاية.
وصوّت لمنافسة ترامب الوحيدة الباقية، نيكي هيلي، 298 ألفا و681 ناخبا (40% من الأصوات)، ولم تحصل إلا على 3 من أصوات مندوبي الولاية.
وبهذا الانتصار تتأكد هيمنة ترامب على أغلبية ناخبي الحزب بعد فوزه بكل الولايات التي يبدأ بها سباق الحزب الجمهوري، وهي آيواه ونيفادا ونيوهامشر، وهو ما دفع لانسحاب كل المرشحين الجمهوريين أمامه باستثناء هيلي.
أكبر من المتوقع
وتدلل نتائج انتخابات ولاية كارولينا الجنوبية على أن ترامب يتمتع بالصحة البدنية والعقلية اللازمة للعمل كرئيس في نظر الناخبين الجمهوريين، على عكس ما ادعته منافسته نيكي هيلي.
كما أظهرت نتائج الانتخابات التمهيدية، حتى الآن، حجم الولاء العميق الذي يتمتع به ترامب خاصة بين قواعد الناخبين الإنجيليين المحافظين.
وفي كلمته عقب إعلان نتائج انتخابات الولاية، تجاهل ترامب منافسته الجمهورية هيلي، واختار التركيز على غريمه الديمقراطي الرئيس جو بايدن، الذي يتوقع أن ينافسه في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال ترامب إن “هذا حقا شيء رائع، لقد كان فوزا أكبر مما توقعنا”، وأضاف: “لم تكن هناك روح كهذه من قبل. الحزب متحد اليوم بصورة أكبر من أي وقت مضى”.
ولم يكن فوز ترامب للولاية التي حكمتها نيكي هيلي 8 سنوات مفاجئا، إذ تعد الولاية الجنوبية من بين الأكثر محافظة ويمينية في البلاد، وقد دعمت الرئيس السابق ترامب بقوة في انتخابات 2016 و2020. ويصنف 4 من كل 10 جمهوريين في الولاية أنفسهم بأنهم ينتمون إلى حركة “ماغا” (MAGA) (فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى).
ورغم أن نتائج كارولينا الجنوبية تمثل أخبارا إيجابية لترامب، إلا أن تصويت 40% من الناخبين خريجي الجامعات، والمستقلين، يبقى هاجسا ومصدر قلق له، خاصة إذا تمت إدانته في أي من القضايا الجنائية المتهم فيها.
جدير بالذكر أن ترامب يخوض سباق 2024 على الرغم من مواجهة لوائح اتهام متعددة تصل إلى 91 اتهاما جنائيا، إضافة لمحاكمتين مدنيتين حكم عليه فيهما بدفع غرامات تقدر بما يقرب من نصف مليار دولار.
ضربة كبيرة
ومع عدم فوزها بأي من انتخابات الولايات التمهيدية حتى الآن، يصعب تصور وجود مسار يسمح لمنافسة ترامب الوحيدة بالفوز ببطاقة الحزب. إلا أن حملة نيكي هيلي تستمر في إنفاق ملايين الدولارات على حملات انتخابية ترويجية، وإعلانات تلفزيونية في ولايات تصوت في الخامس من مارس/آذار القادم.
وتزداد الضغوط على هيلي للانسحاب وإظهار وحدة الحزب خلف ترامب في مواجهته الصعبة مع منافسه الديمقراطي بايدن. وهيلي، التي سبق أن اختارها ترامب لتمثيل بلاده كسفيرة بالأمم المتحدة، أصبحت تعكس فكر الحزب الجمهوري التقليدي المحافظ في مواجهة شعبوية ترامب الطاغية اليمينية.
وتروج هيلي لمقولة أن 3 أرباع الأميركيين لا يريدون منافسة رئاسية ثانية بين بايدن وترامب، وتكرر أنها في وضع أقوى بكثير من ترامب في حالة مواجهتها ضد بايدن. إلا أن معضلتها تبقى في عدم قدرتها على تخطي خطوة هزيمة ترامب في أي ولاية في الانتخابات التمهيدية الأولية حتى الآن.
وتمثل هزيمة نيكي هيلي، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية لفترتين متتاليتين، ضربة كبيرة لحظوظها وآمالها الانتخابية، حيث إنه من النادر أن يخسر مرشح ولايته الأم في السباق التمهيدي للحزب.
ورغم فقدان آمال الانتصار عمليا، إلا أنها أعلنت تصميمها على مواصلة القتال على الأقل حتى الشهر المقبل، والانتظار لانتخابات يوم الثلاثاء، الخامس من مارس/آذار المقبل حيث تصوت 16 ولاية معا في نفس اليوم.
“امرأة عند كلمتي”
وتتبخر سريعا قواعد تحالف جمهوري اعتمدت عليه هيلي، يتكون من الجمهوريين المعتدلين، وأولئك الرافضين لترامب، وخاصة الناخبين في الضواحي، الذين تلقوا تعليما جامعيا وتركوا الحزب منذ صعود ترامب في عام 2016. كما اعتمدت على المستقلين المسموح لهم بالتصويت في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في بعض الولايات، مثل نيوهامشير وكارولينا الجنوبية.
وبعد هزيمتها أمس، قالت هيلي “هناك أعداد كبيرة من الناخبين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري يقولون إنهم يريدون بديلا. و”قلت إنه بغض النظر عما يحدث في كارولينا الجنوبية، سأستمر في الترشح للرئاسة. أنا امرأة عند كلمتي. لن أتخلى عن هذه المعركة في الوقت الذي لا توافق فيه غالبية الأميركيين على كل من دونالد ترامب وجو بايدن”.
ورسميا، يحتاج المرشح للحصول على أصوات 1215 مندوبا كي يتم تتويجه ببطاقة الحزب للترشح الرئاسي على المستوى القومي.
ويخوض ترامب انتخابات المحطة المقبلة في ولاية ميشيغان الثلاثاء القادم، حيث يتوقع أن يحقق فوزا آخر ساحقا، بما قد يعزز الضغوط على هيلي للانسحاب كي يتفرغ ترامب والحزب الجمهوري للمنافس الديمقراطي جو بايدن.