هل تنهي مبادرة الصلح العام المظاهرات المستمرة في إدلب؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

إدلب- في محاولة للخروج من أزمة المظاهرات المستمرة منذ ما يقارب 3 أشهر في مناطق إدلب وريفها المطالبة بإسقاط قائد هيئة تحرير الشام “أبو محمد الجولاني”، طرح عدد من النشطاء والسياسيين مبادرة تهدف إلى إنهاء الأزمة بين الطرفين.

المبادرة التي أطلق عليها “مبادرة الصلح العام” دعت إلى حلول سريعة من قبل الطرفين من خلال سحب هيئة تحرير الشام لجنودها، وقيام الحراك بتعليق المظاهرات والجلوس إلى طاولة حوار للتوصل إلى صيغة توافقية تضمن عدم جر المنطقة لمآلات حرب تستفيد منها “قوات النظام وروسيا”.

وتخرج المظاهرات منذ ما يقارب الثلاثة أشهر في مناطق إدلب وريفها ضد هيئة تحرير الشام للمطالبة بإسقاط قائدها “الجولاني” وحل جهاز الأمن العام وانتخاب مجلس شورى من الشعب بدل مجلس الشورى القائم والذي يقولون إنه يتبع للجواني بشكل مباشر ويتم تعين أعضائه من قبله.

مظاهرات البلدات تتوجه إلى المظاهرة المركزية في إدلب (الجزيرة)

استجابة للمبادرة

ومن جهتها، أعلنت هيئة تحرير الشام الاستجابة للمبادرة وسحبت قواتها من الحواجز المحيطة في المدن ومن داخل المدن، كما أعلن الحراك عبر بيان له موافقته على مبادرة الصلح وتشكيل لجنة للعلاقات العامة مكلفة بالتواصل مع الجهات الرسمية والشعبية لبحث شؤون الحراك.

وكانت قوات هيئة تحرير الشام قد فرقت مظاهرة في مدينة بنش شرق إدلب يوم الجمعة الماضي بالغاز المسيل للدموع ومطاردة المتظاهرين الذين يطالبون بإسقاط الجولاني وحل جهاز الأمن العام وتشكيل مجلس للشورى في المناطق المحررة شمال غرب سوريا.

المظاهرات خرجت في معظم مناطق وريف إدلب ولكنها تركزت بشكل أكبر في مدينة بنش والتي أصبحت تخرج في كل يوم جمعة بالمئات وثم تتوجه للتظاهر في مركز المدينة “إدلب” مع بقية المظاهرات القادمة من مناطق سهل الروج وجبل الزاوية وغيرها من المناطق.

ونشرت هيئة تحرير الشام عناصر من الألوية العسكرية في عدد من المدن والبلدات في إدلب وريفها مثل “إدلب وبنش وجسر الشغور والفوعة وسرمدا” قبل يومين من الموعد المقرر للتظاهر.

سوريا - إدلب / هيئة تحرير الشام تفرق مظاهرة في إدلب بغاز مسيل للدموع
المظاهرات تطالب بإقالة الجولاني وحل جهاز الأمن العام (الجزيرة)

تفريق المظاهرة

وعقب صلاة الجمعة، توجهت المظاهرة التي خرج فيها المئات من مدينة بنش شرق إدلب، واعترضها حاجز من عناصر هيئة تحرير الشام المعزز بالعناصر والمصفحات ومنعها من التوجه إلى إدلب، وبدأ بعد ذلك التراشق بالحجار ومن ثم قيام عناصر الحاجز بإطلاق قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق المتظاهرين وملاحقتهم.

وأدت عملية فض التظاهرة إلى إصابة مدني بالاختناق من الغاز المسيل للدموع بالإضافة لما يقارب الـ20 مصابا برضوض إثر الاشتباك بالعصي والخراطيم وتكسير ما يقارب 20 دراجة نارية وعدد من السيارات المدنية.

سوريا - إدلب / هيئة تحرير الشام تفرق مظاهرة في إدلب بغاز مسيل للدموع
المتظاهرون يطالبون بإطلاق سراح المعتقلين والمغيبين قسرا (الجزيرة)

وبعد مُضي ساعات على إحداث الاعتداء على مظاهرة بنش وأخرى في جسر الشغور حشد الحراك القائم على المظاهرات، تجمعات ليلية في مختلف المناطق المحررة “إدلب وريف حلب الشمالي”، ثم خرجت عشرات المظاهرات تنديدا بسياسة القمع التي اتبعتها تحرير الشام والمطالبة بإسقاط الجولاني والمنظومة الأمنية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *