هل تنضم جبهة الجنوب السوري إلى معركة طوفان الأقصى؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

الجنوب السوري- تستلقي جبهة الجنوب السوري إلى جوار تخوم العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة منذ 10 أيام، على إثر العملية العسكرية التي نفّذتها فصائل المقاومة الفلسطينية يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وحملت اسم “طوفان الأقصى”.

وقبل إعلان منسّق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، عن زيارة الرئيس جو بايدن المرتقبة إلى إسرائيل والأردن اليوم الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، كان على هذه الجبهة مجاراة تصريحات وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، التي دلّلت إلى احتمال قيام تحرّك وقائي واستباقي من “محور المقاومة”، لدرء تبعات التصعيد الإسرائيلي العسكري المتزايد تجاه غزة.

تحركات غير اعتيادية

وتشهد جبهة الجنوب السوري -التي تؤلفها محافظتا درعا والقنيطرة بصورة خاصة- تحركات عسكرية غير اعتيادية في الأيام الماضية، بالتوازي مع اشتداد حدّة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقال حسام الباروم أحد أبناء درعا وعضو الأمانة العامة للمجلس السوري للتغيير -للجزيرة نت-، إن أغلب هذه التحركات المرصودة مؤخرا ليست في محافظة درعا، وإنما يمكن تتبعها في الغرب، بداية من قرية نوى باتجاه القنيطرة، وصولا إلى الجولان السوري المحتل.

ويوضح أن تحركات بالعتاد العسكري لحزب الله اللبناني والحرس الثوري السوري التابع لقيادة الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى مليشيات إيرانية، باتت مرئية للعيان ومؤكدة، لا سيما في التلال الغربية لقرية نوى.

وأضاف حسام “يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، كانت التحركات كبيرة وملحوظة، لدرجة أننا اعتقدنا بنشوب معركة وشيكة، وقد تكرر الأمر منذ يومين أيضا”.

وأكد أن ثمة نية إيرانية لتحرك عسكري قوي في المنطقة الجنوبية، باتجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي، كنوع من المناورة السياسية بانتظار الوقت والدعم المناسبين في المنطقة.

تحضيرات كبيرة وسرية

وفي سياق متصل، ذكر أحد الناشطين الميدانيين من أبناء المنطقة الغربية المحاذية للجولان السوري المحتل -للجزيرة نت-، أن جبهة القنيطرة بحدودها الممتدة مع الاحتلال الإسرائيلي تشهد عمليات تجنيد وتحشيد واسعة على الأرض، إلى جانب عمليات نقل راجمات صواريخ وطائرات مسيّرة، وتجهيز قواعد لإطلاق الصواريخ.

ووصف الناشط -الذي فضل عدم الكشف عن هويته- تلك التحضيرات العسكرية “بالكبيرة للغاية، وأنها تتم على نحو سري”.

من جهته، قال الخبير العسكري سليم وهب المقيم في السويداء، إن “تكنيك” حزب الله اللبناني يعتمد على تجهيز نقاط وقواعد عسكرية متعددة لكنه لا يتمركز بها، بل يجعلها نقاط ارتكاز ودعم لعمليات ميدانية محتملة، وهو أسلوبه التقليدي في تحضير الأرض أثناء مواجهاته السابقة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

تضامن

وشهدت محافظة السويداء -التي تخوض حراكا سياسيا منذ 60 يوما ضد نظام بشار الأسد- وقفات احتجاجية عدة رُفعت خلالها لافتات تعكس حالة التضامن مع قطاع غزة، الذي يواجه تبعات عدوان إسرائيلي غير مسبوق.

وكان آخر تلك الوقفات حين منع متظاهرون وصول فراس معلا رئيس الاتحاد الرياضي العام إلى السويداء، ورفعوا لافتات تبيّن تضامن أبناء المحافظة -ذات الغالبية الدرزية- مع أشقائهم الفلسطينيين الذين يعانون بسبب الغارات الإسرائيلية.

كما شبّه المتظاهرون مصير الفلسطينيين بمصير سكان إدلب التي ترزح تحت تأثير قصف سوري روسي متواصل، أعقب استهداف حفل تخرّج طلاب الكلية الحربية بمدينة حمص السورية بطائرة مسيّرة يوم الخميس 5 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *