هل تخفف هدنة غزة من آثار العدوان إنسانيا؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

غزة – يترقب أهالي قطاع غزة دخول اتفاق الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ، وبموجبه سيفتح معبر رفح التجاري مع مصر، لتدفق مساعدات إغاثية وطبية، بما فيها الوقود، حيث يتطلع إليها الغزيون بأمل أن تحد من مخاطر الكارثة الإنسانية المحدقة بهم منذ شهرين.

ومن المرتقب أن تفتح السلطات المصرية معبر رفح التجاري مع قطاع غزة -صباح يوم غد الجمعة- للسماح بمرور شاحنات من المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، بما فيها الوقود، تطبيقا لاتفاق الهدنة المؤقتة الذي أعلنته دولة قطر بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، ويستمر 4 أيام قابلة للتمديد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن الهدنة في قطاع غزة ستبدأ غدا الجمعة الساعة 7 صباحا بالتوقيت المحلي.

واستكمالا لدورها في الإشراف على شاحنات المساعدات التي وردت عبر معبر رفح، خلال الأسابيع الماضية، ستتولى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، الإشراف على المساعدات خلال أيام الهدنة المقررة.

وكانت إسرائيل اشترطت بموجب اتفاق ثلاثي مع مصر والولايات المتحدة، أن لا يكون لحركة حماس دور وأن لا تصل إليها هذه المساعدات.

شاحنات المساعدات

وقالت مصادر رسمية للجزيرة نت إنه من غير المعلوم عدد شاحنات المساعدات التي سترد القطاع عبر معبر رفح في اليوم الأول للهدنة، غير أنها أكدت في الوقت نفسه أنها تتضمن أنواعا عدة من المواد والسلع، بما فيها الوقود.

وقال المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الدكتور محمد أبو مصبح -للجزيرة نت- إن لجنة تشكلت للإشراف على المساعدات الإنسانية الواردة عبر معبر رفح، وتشرف عليها الجمعة بالتنسيق مع أونروا.

وبحسب المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، لا يعرف ما تحمله الشاحنات على وجه الدقة من أصناف مواد وسلع، مؤكدا أنها ستتضمن مواد غذائية ومستلزمات طبية ووقود.

من جانبها، قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام إن الهدنة تشمل إدخال 200 شاحنة يوميا من المواد الإغاثية والطبية لكافة مناطق قطاع غزة، بالإضافة إلى إدخال 4 شاحنات وقود يوميا وكذلك غاز الطهي، بحسب بيان وصل للجزيرة نت.

وعن المناطق التي تستفيد من هذه المساعدات، أوضح مصبح أن مباحثات تجري حاليا بين الهلال وأونروا، لتسيير قافلة إنسانية تحمل كميات من هذه المساعدات، بما فيها الوقود، إلى مدينة غزة وشمال القطاع، وهي المناطق التي يعزلها الاحتلال الإسرائيلي، وتحاول عبر القصف المتواصل والإنذارات إلى دفع سكانها نحو جنوب القطاع.

وبسبب هذه العزلة، والاستهداف العنيف لكل سبل الحياة، خرجت جميع مستشفيات شمال القطاع عن الخدمة، ووفقا للمتحدث باسم جمعية الهلال، فإن مشاورات تدور حاليا للبحث في إمكانية تأسيس “نقطة طبية” في المستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، تصل إليها المساعدات الطبية والوقود، لتقديم الرعاية والخدمة الطبية لمن تبقى من سكان مدينة غزة وشمالها.

معبر رفح مهيأ

يأمل أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع أن تترك مساعدات الهدنة أثرها على واقعهم الإنساني المتدهور، جراء الحصار المطبق الذي فرضته دولة الاحتلال، تزامنا مع حربها الضارية التي تشنها على هذا الشريط الساحلي الصغير منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال الناطق باسم معبر رفح وائل أبو محسن للجزيرة نت إن معبر رفح التجاري كان يعمل 3 أيام أسبوعيا قبل اندلاع الحرب الحالية، لمرور شاحنات بغرض التجارة، تحمل مواد متنوعة من مختلف الاحتياجات الإنسانية، بما فيها الوقود.

ووفقا لأبو محسن، فإن المعبر مهيأ تماما لاستقبال شاحنات المساعدات، ولا ينقصه شيء لاستمرار تدفق هذه الشاحنات بشكل يومي ومستمر.

وتوقفت الحركة التجارية عبر هذا المعبر عقب العدوان، ولم يفتح أبوابه سوى أمام شاحنات تحمل مساعدات من الأغذية المعلبة وعبوات مياه الشرب والمستلزمات الطبية، وصفتها منظمات وهيئات محلية ودولية بأنها “شحيحة” ولا تمنع وقوع الكارثة.

وتحيط بقطاع غزة 8 معابر، 6 منها تصل القطاع بإسرائيل، التي تغلق 4 منها بشكل تام، وتفتح معبرين بشكل متقطع هما: بيت حانون (إيرز) المخصص للأفراد في شمال القطاع، وكرم أبو سالم التجاري في جنوب شرقي القطاع، ويخضعان للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، في حين تسيطر مصر على معبر رفح البري بشقيه التجاري والمخصص للأفراد.

وتفرض سلطات الاحتلال شروطا صارمة على حركة المعابر، ويخضع الاستيراد والتصدير فيها بين غزة وأسواق الضفة الغربية والخارج لقيود ترتبط بموافقات إسرائيلية مزاجية، وتخضع لقرارات مفاجئة بمبررات واهية.

ومع اندلاع الحرب، أغلقت إسرائيل بشكل كلي معبر كرم أبو سالم التجاري، ومنعت توريد كل الإمدادات الإنسانية عبره إلى القطاع، الذي تلوح فيه أزمة مجاعة، مع نفاد الأسواق والمحال التجارية من السلع والبضائع.

المجاعة تطرق أبواب غزة

بدوره، قال مدير عام “المكتب الإعلامي الحكومي” إسماعيل الثوابتة “لقد أطلقنا 100 مناشدة لمصر ودول العالم بضرورة فتح معبر رفح بشكل دائم، ليكون ممراً آمنا لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، لمنع وقوع الكارثة”.

وفي حديثه للجزيرة نت، وصف الثوابتة كل المساعدات التي دخلت القطاع عبر معبر رفح حتى الآن، بأنها “نقطة في بحر ولا تغطي 1% من حاجة السكان، الذين كانت ترد لهم يوميا 500 شاحنة محملة بكل احتياجاتهم الحياتية، وبأنواع مختلفة من المواد والسلع، بما فيها الوقود، عبر معبر كرم أبو سالم”.

ويأمل الثوابتة أن يستمر معبر رفح بالعمل، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والطبية والوقود، لوضع حد لتدهور الأوضاع الكارثية في القطاع، وإنقاذ ما تبقى من سبل الحياة، خاصة في مناطق مدينة غزة وشمال القطاع، التي تترنح على أبواب مجاعة، جراء رفض الاحتلال وصول المساعدات إليها منذ 7 أسابيع.

وبحسب بيانات رسمية، خرجت 26 مستشفى و58 مركزا صحيا عن الخدمة، وتوقفت آبار المياه ومحطات معالجة الصرف الصحي عن العمل، وتردت خدمات الاتصالات والإنترنت، جراء انقطاع الكهرباء منذ اندلاع الحرب، ونفاد الوقود.

وقال الثوابتة إن أكثر من مليون ونصف المليون يتكدسون حاليا في مراكز الإيواء ومرافق ومنازل في جنوب القطاع، جراء جريمة التهجير القسري لسكان شمال القطاع، وهؤلاء بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية والإغاثية التي سترد عبر معبر رفح، بعدما شحت السلع والبضائع من الأسواق والمحال التجارية، واضطر كثير من أصحابها إلى إغلاقها.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *