قالت مجلة نيوزويك إن هجمات أوكرانية بمسيرات، على موقع رادار روسي، ربما تكون قد تجاوزت أحد الخطوط الحمراء التي رسمتها موسكو للاستخدام المحتمل للأسلحة النووية، على النحو المنصوص عليه في المرسوم الرئاسي الروسي لعام 2020.
وكيفت المجلة الحادثة على أنها “تعطيل إجراءات الرد للقوات النووية” وفقا لصياغة مرسوم الكرملين الذي وقعه الرئيس فلاديمير بوتين عام 2020، مشيرة إلى أن مسيرات أوكرانية استهدفت المركز 590 المنفصل للهندسة اللاسلكية للوحدة العسكرية 84680 بمدينة كوفلكينو صباح الأربعاء 11 أبريل/نيسان، على بعد حوالي 360 ميلا من الحدود الأوكرانية.
وهذا الموقع -حسب المجلة- موطن لرادار “6 بي 29” الذي يشكل جزءا من شبكة الاستطلاع والإنذار المبكر الروسية للهجمات الجوية الفضائية.
وتقول المصادر إن نتائج هجوم الأربعاء لا تزال قيد التحديد، في حين أشارت وسائل إعلام أوكرانية إلى أن مبنى مركز القيادة بالموقع قد تعرض لأضرار خلال الهجوم، وقالت السلطات الروسية إنه تم إسقاط مُسيرتين.
وإذا تأثر نظام الرادار هذا فربما تكون الهجمات قد استوفت أحد “الشروط التي تحدد إمكانية استخدام الاتحاد الروسي للأسلحة النووية” كما يحددها المرسوم، كما تقول مصادر أوكرانية إن قوات البلاد قصفت مصنعا شرق روسيا مخصصا لإنتاج طائرات قاذفة للجيش الروسي.
وثمة معلومات تشير إلى أن ضربة ليلية على قاعدة عسكرية روسية رئيسية شمال شبه جزيرة القرم أدت إلى مقتل 30 جنديا، وهو الهجوم الذي تم تصويره في مقطع فيديو ناري نُشر على الإنترنت الأربعاء.
وتعد دجانكوي مركزا عسكريا رئيسيا وموطنا لأحد أكبر المطارات الروسية في شبه جزيرة القرم، كما أنها موقع لتزويد القوات الروسية بالإمدادات عبر جنوب أوكرانيا الذي تسيطر عليه موسكو وخطوط القتال الأمامية بالبر الرئيسي.
وأظهرت لقطات نشرتها مصادر روسية وأوكرانية -على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت مبكر الأربعاء- ومضات ضوئية ساطعة وانفجارات، مع انطلاق صفارات الإنذار في الخلفية.
وادعى البعض أن صواريخ زيركون الروسية القوية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت قد دمرت في الهجوم.
Dzankoi, Ukrainian missiles destroyed a ruSSian missiles storage and other hardware (air defense systems, fighter jets). pic.twitter.com/185tglKlvk
— 𝔗𝔥𝔢 𝔇𝔢𝔞𝔡 𝔇𝔦𝔰𝔱𝔯𝔦𝔠𝔱 🇬🇪🇺🇦🇺🇲🇬🇷 (@TheDeadDistrict) April 17, 2024
وتشمل شروط استخدام الأسلحة النووية “تلقي معلومات موثوقة حول إطلاق صواريخ باليستية تهاجم أراضي الاتحاد الروسي أو حلفاءه، واستخدام العدو للأسلحة النووية أو أنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل على أراضي الاتحاد الروسي”.
وذكرت المجلة بأن التهديد بالتصعيد النووي، سواء من خلال الأسلحة النووية أو وقوع كارثة في إحدى محطات الطاقة النووية المدنية العديدة بمنطقة القتال، يخيم على الحرب الروسية الأوكرانية منذ بدايتها عام 2022.
وبالفعل حذر بوتين وكبار مسؤوليه مرارا وتكرارا من مواجهة نووية بسبب التدخل الغربي في الصراع، وقال إن الخصوم الغربيين “يجب أن يدركوا أن لدينا أيضا أسلحة يمكنها ضرب أهداف على أراضيهم” وأضاف “كل هذا يهدد بالفعل بنشوب صراع باستخدام الأسلحة النووية وتدمير الحضارة. ألا يفهمون ذلك؟”.
وكثفت أوكرانيا هجماتها على الأراضي الروسية -الأشهر الأخيرة- بما في ذلك ضرب موقع الرادار العسكري بمدينة كوفلكينو صباح الأربعاء.
وكان بوتين قد قال إن الهجمات الأوكرانية داخل أراضي بلاده قد تكون سببا للتحول إلى استخدام الأسلحة النووية، إذ تشمل شروط استخدامها شن هجمات “على المنشآت الحكومية أو العسكرية الحيوية التابعة للاتحاد الروسي” كما تقول المجلة.