استعرض موقع ميدل إيست آي البريطاني 3 مما وصفها بأكثر الأساطير انتشارا هدفت إلى تشويه سمعة الحركة الطلابية “التاريخية” المؤيدة لفلسطين في الجامعات الأميركية.
وأوضح الموقع -في تقرير بقلم أزاد عيسى- أن التوسع السريع للاحتجاجات الطلابية في جميع أنحاء الولايات المتحدة ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، التي تسببت حتى الآن في مقتل ما يقرب من 35 ألف فلسطيني، أدى إلى إطلاق حملة موازية لتشويه سمعة الحركة باعتبارها حركة عنيفة ومعادية للسامية وضد التعايش السلمي.
الأسطورة الأولى: حركة الاحتجاج عنيفة
فمنذ بدء مخيمات التضامن مع غزة في الجامعات الأميركية، انطلقت إشاعة بأنها كانت عنيفة، من دون أن يوجد دليل على تورط الطلاب المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في أي أعمال عنيفة. وقد زار موقع “ميدل إيست آي” 6 معسكرات جامعية في 4 ولايات، ووجد أن الطلاب في كل منها يركزون على التعلم وبناء المجتمع والصلاة، وينخرطون في أشكال المقاومة الفنية.
وبالفعل، استولى الطلاب على بعض المباني في كولومبيا وبرينستون مثل سابقيهم أيام معارضة حرب فيتنام، ورفعوا شعارات نادت بالحق الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، ولكن لم يتعرض أي طالب أو هيئة تدريس للتهديد أو الأذى في أثناء احتلال القاعات.
وبعد تفكيك المعسكر الأول في كولومبيا واعتقال عديد من المتظاهرين، أصدرت إدارة شرطة نيويورك بيانا أشارت فيه إلى أن المتظاهرين كانوا سلميين ولم يقاوموا الاعتقال، وقال أحد المتتبعين للحراك إن 99% من الاحتجاجات الطلابية من أجل فلسطين كانت سلمية.
وحتى الآن، اعتقلت الشرطة نحو 2200 شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وادعت شرطة نيويورك أن نسبة من الطلاب الذين تم القبض عليهم كانوا من الغرباء، ولكن لم ترد تقارير عن حيازة أي طلاب لسلاح أو تشكيل تهديد للشرطة.
الأسطورة الثانية: مضايقة الطلاب اليهود
تداولت وسائل الإعلام اليمينية -حسب الموقع- شائعات مفادها أن الطلاب اليهود تعرضوا لمضايقات واستهداف في المعسكرات في جميع أنحاء البلاد، ولكن “ميدل إيست آي” تحدث بشكل مطول مع الطلاب اليهود في جامعات تافتس وبراون وهارفارد وبرينستون وكلية أوكسيدنتال وجامعة كولومبيا.
وقال الطلاب اليهود في هذه الجامعات للموقع إن مزاعم معاداة السامية تُستخدم كادعاء لإسكات الانتقادات الموجهة لإسرائيل وتشويه سمعة الحركة الطلابية.
وتقول فيوليت بارون من جامعة هارفارد إن “هذه القضية مهمة بالنسبة لي بصفتي يهودية، إذ تم اختيار أفكار السلامة اليهودية، واستخدمت لقمع الخطاب المؤيد لفلسطين، وتم الاستناد إلى معاداة السامية بشكل خاطئ لإسكاتهم”.
وقال توبياس -وهو أحد الطلاب اليهود- للموقع إن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المؤيدين لإسرائيل هم الذين كانوا يمرون في كثير من الأحيان بالقرب من الطلاب في المعسكر ويصفونهم “بالإرهابيين” أو أتباع “حماس”، وتابع “أحد الأسباب الرئيسية التي دفعتني إلى دعم المخيم هو أنه غالبا ما يتم الخلط بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية”.
وأضاف توبياس “أعتقد أنه من الحيوي والقوي للغاية أن يكون هناك يهود مناهضون للصهيونية لتوضيح هذا التمييز، لأنه في كثير من الأحيان يتم استخدام معاداة السامية كسلاح بطريقة غير مفيدة للغاية، وضارة للغاية، وتؤذي الشعب اليهودي”.
وفي إحدى حالات العنف الموثقة في كلية دارتموث في نيو هامبشاير، حيث قبض على 90 متظاهرا مؤيدا للفلسطينيين، ألقيت الأستاذة اليهودية أنيليز أورليك على الأرض، ولكن من قبل الشرطة، وقالت “كان هؤلاء (رجال الشرطة) وحشيين معي، لم أرتكب أي خطأ، مُنعت الآن من دخول الحرم الجامعي الذي درست فيه لمدة 34 عاما”.
الأسطورة الثالثة: الطلاب متشددون
ويدعو الطلاب لوضع حد لما يسميه نشطاء حقوق الإنسان والمحامون بالإبادة الجماعية في غزة، وتشمل مطالبهم الرئيسية الأخرى دعوة جامعاتهم إلى الكشف عن البيانات المالية وسحب الاستثمارات من الشركات المشاركة في احتلال فلسطين والحرب الإسرائيلية الحالية على غزة.
كما وردت مطالب أخرى، بينها إسقاط التهم الموجهة ضد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وجلب الفلسطينيين من غزة في منح دراسية، معتمدين في ذلك إستراتيجيات وتكتيكات مختلفة، إلا أن البعض قد جادل بأن شعارات مثل “عولمة الانتفاضة” و”من النهر إلى البحر” تثير الانقسام.
وقد لاحظ عديد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس أن المعسكرات كانت مثل نماذج للمجتمع والتعلم والتحرر، بما في ذلك من تنوع وثراء، وقد أدى الطلاب المسلمون الصلاة، وأدى الطلاب اليهود صلاة السبت يوم الجمعة، وغالبا ما انضم إليهم طلاب من الديانات الأخرى.
وحاول الطلاب أيضا التأكد من أن المحادثة لا تقتصر فقط على حرية التعبير أو القمع الطلابي في الجامعات، بل حول إنهاء احتلال فلسطين، وقال طالب يهودي أميركي في جامعة تافتس لميدل إيست آي “أعتقد أن دور الحركة الطلابية هو المطالبة بسحب الاستثمارات، وأن تحرير فلسطين سيأتي من الفلسطينيين، ودورنا هو فقط دعم تلك الحركة وليس القيام بها”.