يرى نادر ضرغام، وهو صحفي لبناني مقيم في لندن، أن الحرب الإسرائيلية الفلسطينية أثارت تساؤلات جدية حول مستقبل الشرق الأوسط وطريقة تفاعله مع القوى العالمية.
ولفت في مقاله بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني إلى أنه مع إلقاء الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية ثقلها وإعلان دعمها غير المشروط لإسرائيل، وجدت بعض الدول العربية نفسها تحاول حماية مصالحها مع تهدئة الغضب الشعبي بدعم رسمي للفلسطينيين.
وأضاف ضرغام أنه في الوقت الذي أصدرت فيه جميع الدول العربية بيانات تدين الحرب الإسرائيلية في غزة، تبدو الدول التي وقعت اتفاقات أبراهام -الإمارات والبحرين والسودان والمغرب- مع إسرائيل مهتمة إلى حد كبير بتأمين علاقاتها الجديدة مع الدولة العبرية.
وأشار الكاتب إلى ما قالته إلهام فخرو -زميلة في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس لميدل إيست آي- من أن “السعودية اتخذت موقفا قويا نسبيا من خلال تعليق محادثات التطبيع مع إسرائيل. لكن الدول العربية التي لديها علاقات بالفعل مع إسرائيل رفضت في الغالب تعريض هذه العلاقات للخطر”.
ويقول طارق كيني الشوا -وهو زميل السياسة الأميركية في مؤسسة شبكة السياسات الفلسطينية- إن هذا التقاعس النسبي ليس مفاجئا جدا للفلسطينيين.
إحباط شديد
وقال لموقع ميدل إيست آي “يشعر معظم الفلسطينيين بإحباط شديد من مستوى استجابة القادة العرب في جميع أنحاء المنطقة لما حل بهم. وفي نهاية الأمر يعرف الفلسطينيون أن الشعب العربي والشوارع العربية تدعم قضيتهم بقوة، لكنهم يشعرون بإهمال القادة لهم الذين يقولون ما لا يفعلون”.
ومع ذلك أشار ضرغام إلى الضغط النسبي الذي جاء من مصر والأردن -وهما أقدم نظامين مطبعين مع إسرائيل-، حيث عارض النظام المصري بشدة أي خطط لتهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية، لكن القاهرة تواجه انتقادات بسبب إحجامها عن فتح معبر رفح مع غزة بشكل أكثر نشاطا.
واستدعى الأردن سفيره في تل أبيب، وانسحب من اتفاق الطاقة مقابل المياه مع إسرائيل وسط ضغوط محلية.
وبالرغم من ذلك قامت مصر والأردن بملاحقة واعتقال المواطنين المحتجين تضامنا مع غزة.
وعلق كيني الشوا بأن “القادة العرب مثل عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني ومحمد بن سلمان لديهم نفوذ يمكنهم استخدامه للضغط على إسرائيل، مثل التهديد بالانسحاب من اتفاقيات التطبيع أو المفاوضات”.
وأردف أن هذه الدول لا تزال تفضل الحفاظ على الدعم الذي تتلقاه من الدول الغربية، إلى جانب الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية التي تستفيد منها.
وختم الكاتب مقاله بما قاله كيني الشوا “طالما أن العالم العربي يديره مستبدون مهتمون بمصلحتهم الذاتية ومصممون على الحفاظ على سلطتهم مهما كان الثمن، فلا ينبغي للفلسطينيين أن يتوقعوا منهم ممارسة ضغوط جادة على إسرائيل”.