من الأسوأ؟.. موقع أميركي: الفلسطينيون بين خياري بايدن وترامب

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

منذ بداية الحرب على غزة، اتّخذ الرئيس الأميركي جو بايدن موقفا مؤيدا لإسرائيل بشكل كامل، فقد سافر إلى تل أبيب، وزوّد الجيش الإسرائيلي بكميّات ضخمة من السلاح، ورفض الدعوة علنا إلى وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى، واستخدم حق النقض (الفيتو) ضد قرارات الأمم المتحدة في مناسبات متعددة.

وذكر تقرير نشره موقع “فوكس” الأميركي للكاتب زاك بوشامب أن كلّ هذا يعكس المعتقدات الشخصية القويّة لبايدن بشأن الحاجة إلى دعم إسرائيل.

وأضاف الكاتب أنه بالنسبة لأولئك الذين يتمنون أن تمارس واشنطن المزيد من الضغوط على تل أبيب لوقف عمليات القتل، فإن هذا يثير سؤالا جوهريا: لو كان الرئيس هو دونالد ترامب هل كان يُعالج الأمور بشكل مختلف؟

وبحسب التقرير، فإن الجواب يكاد يكون من المؤكد نعم، فبايدن لم يمارس سوى ضغوط بسيطة على إسرائيل، بينما لم يكن ترامب ليمارس أيّ ضغط من الأصل، وفق قوله.

وأوضح أن كل ما هو معروف عن الرئيس السابق يشير إلى أنه لن يكون لديه أي مخاوف بشأن الانحياز الكامل لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل. وبينما حقق بايدن بعض ما يمكن وصفه بالنجاح المحدود مع إسرائيل خاصة في قضية إدخال بعض المساعدات، فمن الصعب تخيّل ترامب يدافع عن المدنيين في غزة بينما كان يريد منعهم من دخول الولايات المتحدة من الأصل.

أمنية بن غفير

وتابع الكاتب أن اليمين الإسرائيلي يتفهّم ذلك ويتوق إلى عودة ترامب. وفي مقابلة أجرتها صحيفة وول ستريت جورنال أوائل فبراير/شباط، أوضح وزير الأمن إيتمار بن غفير وجهة نظره بشكل واضح، قائلا إنه “بدلاً من أن يقدم لنا دعمه الكامل، فإن بايدن مشغول بتقديم المساعدات الإنسانية والوقود إلى غزة، الذي يذهب إلى حماس. ولو كان ترامب في السلطة لكان سلوك الولايات المتحدة مختلفا تماما”.

وذكر التقرير أن مقالا نشرته مجلة “نيو ريببلك” أكد فيه اثنان من المسؤولين الأميركيين السابقين رفيعي المستوى أن الفرق بين بايدن وترامب لا يزال هائلاً “ومهما كان انتقادنا لسياسة إدارة بايدن في التعامل مع إسرائيل وغزة، فإن الأمل الوحيد في التراجع عن الأخطاء الأخيرة وتحقيق نتائج إيجابيّة يكمن في الحفاظ على القيادة الأميركية الحالية. وسيكون ترامب، أسوأ بعدة مرات، وأكثر استيعابا للعناصر المتطرفة في حكومة نتنياهو”.

وتابع أن ترامب يحب إبرام الصفقات، وسيكون اتفاق “السلام الإسرائيلي الفلسطيني” بمثابة “صفقة القرن” كما يحب أن يقول.

لكن جلب الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات يتطلب سياسة أكثر عدلا من تلك التي اتبعها ترامب الذي وصف نفسه بأنه الرئيس الأكثر تأييدًا لإسرائيل على الإطلاق. وهناك سبب وراء قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بحملة علنية لصالح ترامب ضد بايدن عام 2020.

هدايا لإسرائيل

وزاد التقرير بأن السياسة الأميركية في إدارة ترامب كانت بمثابة قائمة من الهدايا لليمين الإسرائيلي، فقد تم خلالها صياغة “خطة سلام” دون مساهمة فلسطينية، كما استبعد الفلسطينيون من المفاوضات حول ما يسمى باتفاقات أبراهام، إلى جانب تحقيق الهدف الإسرائيلي المتمثل في إحراز تقدم دبلوماسي مع دول عربية.

ويضاف إلى ذلك الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية، والتخلي عن الموقف الأميركي المستمر منذ عقود الذي يعتبر أن مستوطنات الضفة تشكل عائقا رئيسيا أمام السلام وإزالة القيود المفروضة منذ فترة طويلة على إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين فيها، ونقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس المحتلة مع إغلاق البعثة الأميركية لدى فلسطين في نفس المدينة.

وفي سياسة ثابتة شدد عليها جاريد كوشنر (صهر ترامب) خلال ظهوره في جامعة هارفارد في فبراير/شباط، أعرب عن معارضته الصريحة لمساعي بايدن الحالية لإقامة دولة فلسطينية كجزء من أي تسوية بعد الحرب على غزة.

أما السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان -وفق الكاتب- فقد ذهب إلى أبعد من ذلك واتهم فريق بايدن “بعرقلة المجهود الحربي” من خلال الضغط على إسرائيل للحد من عدد الضحايا المدنيين في حملة القصف. وأضاف في مقابلة مع القناة 12 الإخبارية الإسرائيلية “لم تضع الولايات المتحدة في أي وقت من الأوقات أي قيود على قدرة إسرائيل على الرد”.

ويوضح الكاتب أن مستشاري ترامب يتبنون نفس الطرح، وليس هناك ما يشير إلى أنه يخطط لاختيار نوع مختلف من هؤلاء المستشارين.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *