مقال في هآرتس: كيف ستبدو مرحلة ما بعد الحرب؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

قالت الخبيرة في استطلاعات الرأي والمحللة السياسية في تل أبيب، داليا شيندلين، إن هناك أسئلة صعبة تتعلق بكيفية إنهاء الحرب في غزة، والمغزى من وراء ذلك، وكيف ستبدو مرحلة ما بعد الحرب بالنسبة لقطاع غزة؟.

ومضت في تساؤلاتها في مقال بصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عما إذا كان العالم جادا في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرة إلى أن العديد من قادة العالم درجوا على تكرار التزامهم بحل سياسي للصراع في نهاية المطاف يقوم على صيغة حل الدولتين.

تأييد واسع لحل الدولتين

وأضافت أن الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، والاتحاد الأوروبي والزعماء العرب، كل هؤلاء أعربوا عن تأييدهم لحل الدولتين.

وذكرت شيندلين، أنه بعد سنوات كانت فيها عبارات “عملية السلام”، و”حل الدولتين”، لا تعدو أن تكون كلمات جوفاء، إلا أنها أضحت تحمل الآن دلالات ذات طابع مُلِح. لكن ما تنوي حكومات أولئك القادة الدوليين القيام به للنهوض بسياستها المعلنة لا يبدو واضحا تماما.

وتوفر التصريحات الرسمية صورة جلية للرؤية المتعلقة بالسياسات، وتنطوي في أحسن الأحوال على تلميحات حول الخطوات المحددة التي تهدف إلى تعزيز دلالات تلك العبارات.

لاءات بلينكن الـخمس

وأعادت المحللة السياسية إلى الأذهان اللاءات الخمس –أو ما يُطلق عليها “مبادئ طوكيو”- التي حددها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني وهي:

  • لا لتهجير الفلسطينيين من غزة
  • لا لاستخدام غزة منصة لـ “الإرهاب”
  • لا لإعادة احتلال أو حصار غزة
  • لا لاقتطاع جزء من أراضي غزة
  • لا ينبغي أن يكون هناك تهديد “إرهابي” من الضفة الغربية.

ووفقا لمقال هآرتس، فقد أدرك وزير الخارجية الأميركي “بذكائه” أن الرؤية طويلة الأجل للتسوية السلمية يجب أن تكون مرشدا للسياسات العاجلة عندما ينجلي غبار المعارك.

وكان بلينكن قد أعرب عن اعتقاده بأن الوقت قد حان للشروع في محادثات بشأن المستقبل، “اليوم وليس غدا، وليس بعد الحرب، لأن تحديد الأهداف البعيدة المدى، ووضع مسارا لبلوغها، سيساعدنا في صياغة نهج لتلبية الاحتياجات الفورية”.

تأكيد ألماني على لاءات بلينكن

ونقلت شيندلين عن وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، في زيارتها المنطقة الأسبوع الماضي، تأكيدها أن قطاع غزة يتبع للفلسطينيين، ولا يمكن طرد شعبها، ولا ينبغي لإسرائيل أن تعيد احتلال القطاع أو الاستقرار فيه. وأثارت أيضا مخاوف بشأن المستوطنات “غير القانونية” في الضفة الغربية.

وبحسب المحللة السياسية، لا يزال من غير الواضح ما سيفعله القادة الدوليون لتنفيذ هذه الرؤية. وتعتقد أن الإشارات التي تطلقها الولايات المتحدة قد تكون مربكة. فقد كشفت تقارير إعلامية أن إسرائيل تمارس ضغوطا على الإدارة الأميركية لئلا تأتي على ذكر حل الدولتين.

وفي أثناء ذلك، اتخذت الولايات المتحدة “سرا” خطوة لكنها قد تكون تاريخية بحظر إصدار تأشيرات لمستوطني الضفة الغربية “العنيفين” للحيلولة دون دخولهم إلى أراضيها.

ويبدو أن أوروبا ستحذو حذو أميركا. فقد أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل صراحة في ديسمبر/كانون الأول أن الاتحاد “سيعمل على فرض عقوبات على المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية”.

قناعة بضرورة تحول سياسي جاد

وقالت شيندلين إن الدبلوماسيين مقتنعون على ما يبدو بضرورة حدوث تحول سياسي جاد في المنطقة، ويدركون أيضا أن القضية مثار خلاف عالميا، وليس فقط داخل أوروبا.

ولتحقيق هذه الغاية، يبدو أن صانعي السياسة الغربيين متفقون على أنه لا بد من انخراط العالم العربي في أي عملية سياسية في المستقبل.

وأوضحت أنها ليست على يقين من أن الحديث عن اتخاذ قرار سياسي حقيقي حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد يكون أكثر جدية هذه المرة.

لكنها استدركت قائلة لعل جميع قادة تلك الدول يعملون بشكل محموم وراء الكواليس للتوصل لإستراتيجية “جيدة السبك” تقود نحو السلام.

وزادت أن المنطقة بدت بلا حول ولا قوة حتى أنها تتوسل للغرباء لمدّ يد العون لها، قبل أن تتساءل: هل الإسرائيليون والفلسطينيون غير قادرين فعلا على أن يحركوا ساكنا لإنقاذ أنفسهم؟ وجاء ردها بالإيجاب.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *