مع تقييد الصلاة بالأقصى.. الخطيب للجزيرة نت: بانتظارنا شهر رمضان غير مسبوق

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

القدس المحتلة- “قرار غير مسبوق يأتي كأنه إعلان حرب دينية على أكثر من 2000 مليون مسلم”.. هكذا وصف رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا بالداخل الفلسطيني، الشيخ كمال الخطيب، قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرض تقييدات على دخول فلسطينيي الداخل إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان؛ استجابة لتوصية وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

وبيّن الخطيب، خلال حوار خاص مع الجزيرة نت، أن هذه “المصادمة” ستكون لها تبعات غير مسبوقة وآثار على فلسطين والمنطقة بأسرها، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن يخضع لقرار منعه من الصلاة في المسجد الأقصى، خاصة خلال شهر رمضان.

وفي ما يلي نص الحوار:

  • بداية، ما رأيك بقرار تقييد دخول فلسطينيي الداخل إلى المسجد الأقصى خلال رمضان؟

هذا القرار يتميز بصفتين هما الحقد والغباء؛ لأن من يُقدِم على خطوة كهذه هو إنسان حاقد لعلمه بحساسية وقدسية الزمان “شهر رمضان”، والمكان “المسجد الأقصى”. كما أن القرار يشير إلى غبائه؛ لأنه لا يعرف طبيعة انتظار المسلم لهذا الموسم ليقضي بعض أيامه في المسجد الأقصى.

لذلك هذا القرار تاريخي وغير مسبوق، ويأتي في سياق الأزمة التي تعيشها المؤسسة الإسرائيلية بوجود قيادة يمينية تتمثل في نتنياهو وبن غفير.

في كل سنة نسمع قبيل رمضان عن استعدادات لشيطنته، لكن هذه الشيطنة تحولت إلى فعل يتمثل بمنعنا الذهاب إلى مسجدنا الأقصى، عشقنا الأول، هذه مصادمة لعقيدتنا ليس لها تفسير إلا إعلان الحرب الدينية، ليس على مليوني فلسطيني في الداخل، ولا 14 مليون مجموع الشعب الفلسطيني، ولا 400 مليون عربي؛ بل إعلان حرب على ألفي مليون مسلم من خلال مصادمة عقيدتهم.

  • لماذا تجاهل نتنياهو توصيات الشرطة والشاباك واختار التوصية الأكثر تطرفا رغم خطورتها؟

تجاهلها لأنه يريد الوصول إلى هذه النتيجة، أن تشتعل الأمور وتتأزم الأوضاع؛ لأن في ذلك إطالة لفترة حكمه وتأجيلا للانتخابات. هو لا يهمه الآن إلا كم يبقى على كرسي رئاسة الوزراء في إسرائيل، ولذلك تجاهل وخالف توصيات الشاباك والشرطة.

كلنا يعلم أن حكومة نتنياهو تقوم على دعم مباشر للأحزاب اليمينية، هو يعدّ نفسه مرتهنا بحبل من رقبته يجره الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. والمجتمع الإسرائيلي قد أسلم زمام أمره لهؤلاء الذين سيقودونه حتما إلى الهاوية.

 

  • هل سكوت الفلسطينيين على انتهاك الأقصى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول قاد لهذه النتيجة؟

ما حصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي هي ظروف فرضت نفسها على كل أبناء الشعب الفلسطيني، بتفاوت بين فلسطينيي الداخل وأبناء الضفة الغربية. ومع الأسف، بسبب وجود سلطة التنسيق الأمني، (يشير إلى السلطة الفلسطينية) التي كانت عصا غليظة أسهمت في تنفيذ السياسات الإسرائيلية على أبناء شعبنا.

لا أظن أن هذا القرار صدر من قراءة الأحداث الماضية، بل إنه يراود الجماعات الدينية دائما، خاصة في موضوع اقتحام الأقصى وأداء الصلوات فيه وتقسيمه، والآن جاءت الظروف مواتية لتنفيذه، بسبب الاعتقاد أن الشعب الفلسطيني في حالة موت سريري.

لكنني أجزم أن قضية المسجد الأقصى كانت دائما ذات حسابات خاصة لا يعرف حقيقتها إلا من له علم بطبائع الشعوب، أنا على يقين أن المسجد الأقصى سيكون زلزالا له هزات ارتدادية ليس في المنطقة وحسب، بل أبعد من ذلك.

  • إلى أي مدى يُعدّ إعلان قرار التقييد، قبل البت فيه نهائيا، جس لنبض الفلسطينيين وردة فعلهم قبل تطبيقه ميدانيا؟

الإعلان أولا عن اجتماع للحكومة وانتظار ماذا سيصدر عنه، ومتابعة قراراته ليس جسّا للنبض بقدر ما هو سياسة استباقية أراد نتنياهو وحكومته من خلالها أن يضعوا النقاط على الحروف مبكرا. هم يعرفون ماذا يريدون، والإعلام الذي واكب القرار يعرف خطورته، ومن ثم كانت هذه الهزة الإعلامية غير المسبوقة حتى في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي وصفته بالكارثة والخطر الحقيقي.

  • ما خطورة القرار على مستقبل المسجد الأقصى وتغيير الوضع القائم فيه وتثبيت تقسيمه؟

أوكد أن هذا القرار لن يجد طريقه إلى النور؛ لأنني واثق أن شعبنا لن يتخلى عن حبه للمسجد الأقصى، وتحديدا في شهر رمضان. فالأقصى تعرض منذ الفتح العمري إلى احتلالين؛ الصليبي الذي رحل بعد 90 سنة، والإسرائيلي الذي سيرحل حتما رغم مرور 75 سنة.

لكن ملامح المرحلة القادمة من يقررها ليس نتنياهو فقط، بل شعبنا الفلسطيني الذي لن يسلم الأقصى لهذه السياسات الغاشمة.

  • لم يتحدث الاحتلال عن قيود على اقتحام المستوطنين للأقصى خلال رمضان، خاصة خلال “عيد المساخر”. ما عواقب ذلك؟

هناك مواسم اقتحامات بارزة للمسجد الأقصى أبرزها في عيدي الفصح والمساخر، والآخر في عيد الغفران ورأس السنة العبرية، وتتقاطع بعضها مع شهر رمضان كما حصل في سنوات ماضية، ولكن تقاطع عيد المساخر مع رمضان في ظل هذه التقييدات والقرارات، سينتج عنه بتقديري شيء يفوق الخيال مما سيستهدف به الأقصى.

مرة أخرى، لا يمكن رسم أي سيناريو يُقرّب حقيقة الظرف الذي سيمر به الأقصى، هذا شهر تاريخي، ورمضان غير مسبوق، وستكون له تداعيات غير مسبوقة.

  • كيف يمكن للفلسطينيين في القدس والداخل مواجهة هذا القرار في ظل القبضة الأمنية؟

لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية كان موقفها واضحا جدا في رفض هذا القرار والدعوة إلى إبطاله، ولا شك أنه سيعقد اجتماعا قريبا لتدارسه، وسيتبعه لقاء تنسيقي في المسجد الأقصى مع دائرة الأوقاف الإسلامية والقوى الوطنية والإسلامية في القدس الشريف، كما جرت العادة.

شعبنا لا يمكن أن يقبل بهذا القرار، بمعنى أنه “لن يقول سمعنا وأطعنا لن نذهب إلى الأقصى”، خاصة من اعتاد على تتويج عباداته السنوية في الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، وهذه نسبة كبيرة من الشعب، ولن يستطيع أحد منعها.

سنذهب إلى المسجد الأقصى، إن اعتدوا علينا أو منعونا هذه مسؤولية هم يتحملونها، نحن نذهب للصلاة للعبادة للتهجد في المسجد، ككل سنة، ونحن لا نرتكب ذنبا، أو نخالف قانونا بصلاتنا فيه.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *